يوم الطفل السوري في ميونيخ
خاص ألف
2013-06-10
كيف نستطيع أن نلملم أشلاء الطفل السوري، من أيّ القبور؟ من أيّ القرى؟ من أيّ المدن، من أيّ الحدائق؟ من أيّ جزء من جسد سورية المسجّى؟ نلملمها ونأخذها إلى مدينة بعيدة في قارة أخرى، نلملمها ودمها يشرشر طوال الطريق، من مدينة إلى مدينة، من قارة إلى قارة، من وجه إلى وجه، من ضمير إلى ضمير، حتى اصطبغت ضمائر العالم بالأحمر القاني. احترنا، من أي حطام سنجمّع هذه الأشلاء؟ مئات الأطفال الشهداء، مازال حليب الأمّهات يقطر من شفاههم، آلاف الأطفال مازلوا ينظرون إلى الحياة بحسرة، عين على ألعابهم ودفاترهم التي خربشوا عليها ألوان احلامهم الزاهية، في الشارع أو المدرسة، وعين على دفء العائلة الذي بعثرته القذائف والطائرات. كنا في حيرة، من أن تسقط بعض أسمائهم، بعض وجوههم من سلال قلوبنا التي فتح فيها الحزن ثقوباً كثيرة، نلملم وسورية الأمّ الكبير توزّع نشيجها على الكائنات والجماد وتصرخ في ضمير العالم الأصم.
من شيخ "للمقاومة" إلى قاتل للأطفال!
من ادّعاء المقاومة إلى قتل الأطفال السوريين، قفزت العمامة الطائفيّة، لم تكن هتافات المشاركين تستثني اسم هذا القاتل الأجير "حسن الشيطان" وتفصله عن الجزّار الأكثر بشاعة "بشّار" الذي فاق كلّ ما نعرف من القتلة في التاريخ والذاكرة.
**
ساحة "مارين بلاتس" في قلب ميونيخ، كانت قلباً سوريّاً ينبض لأكثر من ساعتين، وهتافات النساء والصبايا والشباب، تطيّر حمائمها البيض عالياً في سمائها، حناجر من ألم وأمل، موجوعة وتنشد للثورة: محمد كحلاوي كان المايسترو، والمرأة السورية كانت المنشد الذي يهتف من قلب محروق: أمّ وليد وسعاد وأخريات، عطر الثورة الذي فاح بأرواح آلاف السوريين، غادة الفلسطينيّة الحرّة، كاثرين الألمانية، شام، ولاء، نهلة وأخريات، يوزّعن المناشير التي تشير إلى دم الأطفال الذي أغلق العالم عينيه على أرجوانه الدامع.
أيها العالم، هل توقّف قلبك؟ أطفال سورية يموتون كلّ يوم، كل يوم وأنت في سباتك، كلّ دقيقة ولا يرفّ لك قلب!
**
نظيفة المقاعد نظيف زجاج النافذة
نظيفة طاولة الكتابة والأوراق
نظيف جرحي في مرآة القصيدة
وجهي وأخدود الدمع العميق
نظيف فراشي وستائر البيت
نظيفة بهجة الزهور في الأصيص
نظيف كلّ شيء
فمن أين يرشح كلّ هذا الدم يا سعاد؟
**
كل صباح أفتح دفتر البلاد الحزين
صفحات بلون الدم والتراب
عربة أطفال تتدحرج مسرعة نحو الهاوية
قلبي حجر ينبض في طريقها الشاهق
صفحة بساتين الفرات بمشمشها تنزف
في السطر الأول
يد الموت السوداء تقطف الثمار
في الثاني والثالث بعد مائة ألف
أصوات أرواحهم تنشر صراخها حولي:
روح في القماط تفاجأت بجناحين
ترفعانها إلى الأعلى وتطير
روح في فستان عروس أبيض
روح يقطر حليب صدرها في فم الرضيع
روح تتشبّث بظلال الأولاد على الأرض
روح لم يُتح لها
أن تلقي نظرة أخيرة على الحياة.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |