الحبّ كما الثورة... تعشق الخوض فيه دون معرفة المزيد،

من يخوض الثورة لا يعشق أخبارها، بل يعشق قصفها ودويها..

لكنها أخبرتني بالكثير عنها، حتى أصبحت الثورة نشرة أخبار وقصة توضع على الرّف..

حقاً الحب ثورة نخوضها، نحضنها وتحضننا فنغيب فيها وتلمع فينا...

لا نحتاج لمعرفة المزيد عنها، يكفينا أخبارنا، وآن تتعثر وتكثر أخبارها ويكثر أقوالها وأحاديثها نتوه فيها وتتوه فينا..

الثورة كتمان كالبركان، يثور فيغيّر، يخمد فيثير الكلام، وكلانا خمد طويل، حينما علم أحدنا عن الآخر أكثر مما في الحسبان...

الحب لا يحتاج إلى عنوان،

وأنا حبيب بلا عنوان،

وثورتي كتمان يتبعها كتمان،

وأثور وأثور

وآن أخمُد أبتعد ...

كي لا أسمع حديث فلان وفلان عمّا كنت عليه من قبل، وما أنا عليه الآن، فأنا حبيب بلا عنوان وثورتي كتمان يتبعه كتمان .... ويراني الآخرون بركاناً ثائراً ليس له قصة ولا عنوان...

الحب لا يحتاج إلى عنوان.

لا أعرف لما كلمّا سقط أحدهم في مكان ما أو في حضن ما، يعشق المكان والحضن.. يمكن لأن السقوط يشعر بالبقاء أكثر مما يشعرنا به التوازن.

كانت بارعة في البكاء، تتجمع الدموع وتنفجر محيطة بالمكان حتى تتحول إلى بركة، حينها كنت أرمي بسمكتي إليها، وأصطادها لاحقاً بصنارة كلماتي....

وحينما أبكي أنا، تكون دموعي أشبه بشلال ٍ لا أعرف منه شيئاً غير السقوط ...

عندما أبكي أفلق الأشياء وأجعلها كثيرة ومتكسرة...

وحيث السقوط لي كائناتي وانقلاباتي وثورتي... كلما بكيت تقف أسفل الشلال.