تقلب الظلال
خاص ألف
2013-08-17
عبثا" تحاول تلك الصبية أن تمنع ظلها من أن يعكس شكل حالتها وفي كل مرة تبوء بالفشل وينجح الظل بدوره ككاشف المستور من النفس. استيقظت صباحا". والرضا يسكن الروح فتلاشى الظل وسكن أطراف الأقدام. رويدا" أخذ الظل يتفاخر ويزهو ويأخذ شكلا" طاووسيا" يشي بصاحبته المتعالية عن حر الظهيرة وضغوطها وينم عن طبيعتها المدللة المرفهة .وبعد حين تجبر ذاك الظل فغدا كبيرا" جدا" قياسا" لفتاة شابة بدأ يأخذ شكلا"هرما"يشي بحجم الهموم التي تثقل الروح وشوهد تدفق الدم من أطراف الظل على شكل بقع سوداء متحولة الشكل تمرد هذا الظل على حقيقة صاحبته لحين فكشف أكثر مماينبغي.أو ربما أكثر مماتسمح بكشفه للحظة تلوى ذاك الظل كأفعى برفق ثم استقام ليعود لحالة توافق حالة الصبية وفي أحيان يبدو الظل متقزما"كأنه يعكس حالة شؤم داخلي.... أدركت الفتاة ذكاء الظل في كشف مستورها فراحت تضبط النفس على الإيقاع الأكثر إيجابية هاهو الظل يسبقها لعناق ظل يهواه وقبل الوصول بثواني يفتعل الهدوء ليبادره الظل المقابل بالعناق ....يزداد تركيز المادة في الظل عند ازدياد الشغف وعند وقوع الظلم .....وكأنه مؤشر على حجم الدم المتدفق للوجنات عند الانفعال....ويقل عند حالات الملل والفراغ ....والاكتئاب يتطاول الظل في حالات الرضا فتحسبه سيعانق السماء فخرا" بما قدم وجهه الحقيقي وتراه مكثفا"ومضغوطا" في حالات الندم وعدم الرضا عما كان ..... خطر لي ماشكل ظل رجل أو امرأة مقدمة على الموت بملء الإرادة دفاعا" عن فكرة أو حق أووطن......وماشكل ظل الخائنين . وخطر لي كيف يمكننا ضبط ظلالنا لتأخذ الشكل الأبهى. الذي يوافق تطلعاتنا وكيف نداوي ظلالنا ان مرضنا أو هرمنا....وكيف نعودها على الرحمة والشفقة وإغاثة الملهوف من الظلال الأخرى....أترى الظلال تدرك قيم الحق والعدالة وتأخذ موقفا" مناهضا"لموقف اسيادها إن كان موقفهم ظالما"أو خاطئا". أتتقن الظلال قول /لا/ لن أكون نسخة عنك ....سأكون أفضل منك.لن أستسلم لمشيئتك.سأتمرد على قوانينك الظلالية .سأثور ضدك .قد أقتلك. فكرت بأطباء للظلال وعرافين وكهنة لها.....وبأعشاب طبية بديلة لها عن دوائها..وبمشافي متخصصة لتقييم الظلال واعادة تأهيلها وبمراكز أمن تضبط خروقاتها للحدود المتاحة.وقد تسجنها وتقيدها وبمراكز صحة نفسية للظلال المعتلة .وبحدائق ومنتزهات خاصة للظلال العاشقة ومدارس وكليات للظلال. بعد كثير من الاسهاب بالحديث عن الظلال تساءلت ماسر هذا التدفق الفكري عنها. أهو فقدان الثقة تدريجيا" أم دفعة واحدة بأصحابها بمواقفهم برؤياهم للقيم بمدى تمسكهم بالحقيقة أم هو حالة هوس افتراضية ..يستوجب معها العلاج من سحر الظلال بالضبط كانت الرغبة باستخلاص الأفضل من كل الناس سواء الأفضل بحقيقتهم أم بخيالهم..... بالضبط كانت الرغبة بالبحث عن مكمن بذرة الخير في كل منا سواء مكمنها الافتراضي أم الحقيقي.... ذاك الظل الذي تابعت مسيرته كان ظلا" لروح زهقت ظلما"....وتابعت مع تلك الروح مسيرتها أتذكرون سياسة الأرواح......الظل الذي تحدثت عنه ماعاد موجودا"لكنه غرس فكرة ورحل.... ظل جعلني أحدث ظلي عن الحق ...والعدل....ونبضات القلب أليس غريبا" كل ماجرى من حوار بيني وبينه ....أليست غريبة تلك القدرة السحرية للظل في كشف السر الساكن الروح والتعبير عنها بأشكال مختلفة..... سامحني ياظلي العزيز كم أتعبتك بتقلباتي.....فكنت سبب تقلباتك أعدك بالتوازن إن أردت......للظلال قصة بحجم الكون هي نحن وانعكاساتنا حينا"أداعب انعكاسي ليضحك وأضحك ...أحرك يدي بطريقة تظهره بهيئات مختلفة ومضحكة فقط لأثبت له أنني كاشفة له مثلما هو كاشف لروحي. أترى للناس في الظلمات ظلال أم لا .الأسرى والمعتقلين.الناس في غياهب السجون أتحدث ظلالها أم أنها تحلم بالظل....ياااااااه ماأقسى الحلم حين يكون ظلا"يشتهى.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |