تفاعلات
خاص ألف
2013-08-24
ماسأحدثكم عنه ليس التفاعلات الكيميائية كحدث له عظمته وثوابته وتوازناته وانعكاساته على كل مواد الطبيعة. ولامايكتب عن العوامل المؤثرة فيه، أو المنشطة له، كالوسائط ودرجات حرارة التفاعل وما إلى ذلك من الثوابت والمتغيرات. ولاعن نتائج التفاعل من طبيعة المواد وأعدادها الذرية وغيرها.
اليوم خطر لي أنواع غريبة من التفاعلات. كأن تتفاعل مع لحن أغنية فتبكي بحرقة، أو أن تألف شكل كلمات ولاتستسيغ غيرها، وتألف لون لعبة أطفال يوم العيد ويؤلمك تغيرها ... وهذا ما حدث معي في العيد الذي مضى. كان التفاعل قاسيا"مع لعبة أطفالي إذ أخذوا يشيعون شهداء وهميين ترسخت صورهم في ذاكرتهم. فأخذ ابني لعبته ولفها على شكل كفن وراح يغني لها مودعا" لاإله إلا الله محمد رسول الله ....ثم يقيمون مجلس عزاء طفولي إلى أن تمل قلوبهم الغضة دهشة الموت وحزنه. فيخلقون قليلا" من الفرح بلعبة الحرب. فكرت كثيرا" كم من الحواجز بين الحقيقة وبين عقولهم يجب أن نفرضها ليعيشوا بسلام. أنكذب عليهم أم نخبرهم مانعرفه عن حقائق الأمور. إن أنا حجبت ولدي عن قصص الحرب وأوهمته بالسلام أيصدقني لاحقا" وإن كبر وقد أقمت عازلا" بينه وبين التاريخ أيسامحني على جهله بسببي ماذا أقول له إن جاء يسألني لم يعرف رفاقي ماأجهله .وحدس الطفولة ألا يدرك الخطر المحدق إن نظر فقط لعيني الدامعتين دوما" ألا يقرأ قلقي وخوفي .تفاعل لعبة الحرب وتشييع الشهداء كان جدا" مؤلما"مثلما هي كيمياء اليوم.
تفاعل الآثار المسروقة والأعضاء المستأصلة رغما" عن أصحابها أو بمقابل أجر يوافق لقمة العيش وتفاعل الخراب الذي حل وقد لايرحل كلها كلها تفاعلات كما كيمياء اليوم تبعث على الموت والحزن دائما" أتساءل ماسر النفس البشرية وميلها التاريخي للشر أو لاستخدام العلوم بوجهها المؤذي التكنولوجيا بكل أشكالها الصناعات الاتصالات الطاقات البشرية لم نفتش أكثر عن وجهها السيء لنمعن في استخدامه ونترك لذوي الشأن القلة استخدامها بالوجه الصحيح النافع.
بالأمس تذكرت أقسى تفاعلاتي شاهدت وجه صبية مثلما الريم تمشي تحدث نفسها عن قسوة الريح وأنا أحدث ظلها عن حكايتها عن فقدان أب في ريعان شبابه وفقدان زوج في ريعان شبابه وقسوة الفقدان في ريعان الشباب .تلك الصبية التي تشبه الألف بنقائها وسموها والتي تحدثت إلى ظلها كثيرا" ورافقت روحها برحلة سحرية.كانت معي البارحة رأيتها بوجوه كل من قتلتهم كيمياء العصر بوجوه أطفال لاذنوب لهم ونساء لاذنب لهم. بالأمس كانت الكيمياء سيدة الموقف وكعادتنا جعلناها سيدة المواقف المؤذية. كانت الكيمياء هي الداء وعجزت أن تكون الدواء وكانت الموت وعجزت أن تكون الحياة .وكانت سيدة الحزن ومااستطاعت أن تحتمل أن تكون سيدة الفرح.
أتراها الكيمياء هي التي فشلت أم نحن. فكرت بالخسارات التي تحدث أثناء التفاعل أوربما تحول الطاقات كأن تنتج مادة غازية من تفاعل مواد سائلة وصلبة. اليوم ومع كيمياء العصر ينتج الإنسان الغازي المتبخر بلحظة تحيل الكيمياء الحي ميتا"وتعجز أن تحيي الأموات وتحيل السعيد حزينا" وتعجز عن خلق قليل سعادة لإنسان حزين.ومابين الأمس واليوم آلاف التفاعلات تحدث بل وملايين أقساها تفاعل الظلم والحاجة وفقدان الوطن وأرقاها تفاعلات المنح والعطاء وأشدها رهافة تفاعل الحب دعوا قلوبكم تغني كيمياءها برقة ورهافة وتعيشها بأعلى المستويات من الفرح فكيمياء القلوب مختلفة لها ألحانها وموسيقاها الوردية ولها ذاك النبض الراقي الدافىء الكفيل بإقامة عالم من الياسمين والخيرفقط قلوبكم وتفاعلاتها الإيجابية تقوض كيمياء العصر وتحد من أثرها المميت .قدعاش آلاف بفعل الكيمياء الخيرة ومات آلاف بفعل وجهها الشرير ولقلوبكم وحدها نسلم حقيبة تحديد شكل كيمياء الغد.
أنتم أحبتي سادة تفاعلاتي الحسنة الغالية ودائما أصلي لها فهي عبق العمر في زمن القهر.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |