أحلام اليوم الأخير
خاص ألف
2013-08-31
صدفة كان ذاك الاجتماع مع هذاالعدد الكبير من الأصدقاء. ومع تعاظم الخوف من الحدث المتوقع وهو قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضربات عسكرية ضد بلادي. خطر ببالي تساؤل ماذا لوكان هذا هو اليوم الأخير. بأي شكل سيفضل كل منا أن ينهي مسيرته بهذه الحياة. بدأت صديقتي المتدينة جدا"فاختارت أن تتفرغ للصلاة ستمضي كل يومها الأخيرتصلي علها تحظى برضا الله وغفرانه وجنته
صديقتنا العاشقة ارتأت أن تمضي يومها وليلها كاملا" برفقة حبيبها علها تحظى بزوادةمن الحب والشغف ترافقها إلى العالم الآخر تريد أن توثق كل تفاصيله التي تهواها.
وصديقي المصور اختار ان يترك لنا صورة جماعية تمجد ذاك الرابط المقدس الذي يجمعنا أراد أن ينشىء تاريخا" لايمحى لصداقتنا عبر صورة من انتاجه. بسرعة اتخذت الصبية النجمة مركز الصورة - واختارته مكانا" لها. لربما رأت به تاريخا" مشتهى تتمناه.وبسرعة كبيرة اتخذت وضعية النجمات بطريقة استعراضية .أثارت ابتهاج الجميع بالحالة.
وبالرغم من تحفظ صديقنا الباحث على الأسلوب إلا أنه انتهج ذات الأسلوب ولكن بشكل معاكس، إذ اختار لنفسه زاوية محددة ونظرة تعكس فكره الثاقب في تحليل المعطيات ومانسي وضع نظارته بشكل جدي. يعكس روح البحث والتحليل.
راقبت تحايل العاشق على الجميع ليصل الى جوار الصبية حبيبته ويأخذ هيئة الحامي والوصي والمهتم .وذاك الموسيقي اختار لعب دور المؤثرات فما قدم تقريرا"حول أفكاره لليوم الأخير, لكنه بدأ التصرف فعلا" كما لان هذ يومه الأخير.معزوفات رائعة وموسيقا عذبة ملأت المكان, فأضفت عليه لمسة سحرية من الدفء والحميمية.أسرني فعل موسيقاه لوهلة حسبت نفسي حقا" في يومي الأخير.
لن أطيل الحديث عن صديقنا الموظف الذي اتخذ موقفا" متشائما" من فكرة اليوم الأخير.فما استطاع أن يبلور فكرة واضحة عن احلامه ليومه الأخير, لربما تمنى يومه الأخير بداية الشهر. حيث يمكن لبعض الأمنيات الصغيرة أن تتحقق.قاطعه الباحث برؤيته لحلم يومه الأخير .يفكر أن ينهي كل التفاصيل الأخيرة لبحثه عله يتمكن من تسليمه إلى شخص أو مؤسسة يثق بأمانتها في النشر وعدم السرقة.
بقصد أو عن غير قصد.تذكرنا أحلامنا بأخطائنا .في عمرنا السابق إن كان حقا" هذا يومنا الأخير .فكثيرا" ماانتهكت حرمات العلوم والفنون وتعرضت للسرقات وعدم الحماية الفكرية .آثارنا علومنا اختراعاتنا وإبداعاتنا كلها كانت عرضة بشكل أو بآخر للسرقات. أترى الجيل الآتي سيتمكن من حماية فكره وإبداعه وآثاره وبلاده أكثر منا.توالت الأحاديث عن الأحلام مابين منهج متفائل وآخر متشائم مستسلم لفكرة اليوم الأخير.
أكثر مالمسته أن جلنا كان يبحث عن راحته بيومه الأخير.حينا" تكون راحة روحية وحينا"جسدية. ذكرتني بصديقنا الذي تمنى أن يأخذ عائلته برحلة إلى البحر ويسهر ليتأمل فقط.
تساءلت .أيحمل التأمل راحة روحية مثلما العبادة والحب والإبداع والعطاء.كلها كقيم ألا تحمل سعادة روحية وأمانا" يشابه فعل الصلاة بأرواحنا. تخيلت كل حالات اليوم الأخير ,سهراته ,حبه ,وصلواته كلها تحمل طابعا" راقيا"رائعا"
أحلام يومنا الأخير قضت على مخاوف الموت والفناء لتأخذ شكلا" جذابا" ومدهشا".كل أفكارهم وأحلامهم.
وحلمي أنا ليومي الأخير بعث الرغبة بروحي أن تكون أيامنا كلها ,كما لوكانت اليوم الأخير, نجسدها للإبداع والفنون والسلام ولانهدرها بفنون الحرب والاقتتال. أدهشني حلم ابنتي الصغيرة ليومها الأخير, فبالرغم أنها خارج إطار التساؤلات إلا أنها أدلت بدلوها لتقول هاأنا هنا اسألوني, فكان جوابها حلما تجلى برسم خارطة للبلاد يعيش فيها الأطفال بسلام, ما أصغرنا أمام أحلام أطفال أبوا إلا أن يصرحوا بها فيما لو كان هذا يومهم الأخير وعجزنا نحن على مدى سنوات طويلة عن تحقيقها.....
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |