Alef Logo
ابداعات
              

شعر / وطأة ما يجري

سحر سالم

2006-04-10

أربعة قصائد

1 _ عادة تجري الأمور هكذا

عندما يحطم الأطفال قلوبنا
يزرعون خيامهم على شرفاتنا

يسلطون الضوء على قطرات المطر
تحنو علينا منازلنا بقليلٍ من جدران
نلتف بمقطوعات بيتهوفن
نخرق العدم على طاولتنا
تنفك أسرارنا بالنهار مع الريح
البرد يخنقنا
وينقصنا بعضٌ منا.

على أرجوحة
في الحديقة التي هجرها أطفالنا
يتخبط لعابنا على الأسرّة
يصل الدهر مبتغاه بنا
ثم يتخلص منا
فيترك لنا شعراً منكوشاً وأظافر طويلة
عندما يدخل الشاعر حمّامه ليكتب قصيدة.....
دائما الغرائب مضحكة
تشاكس عقولنا الصغيرة
ترسم راحة عصفور بالملعقة
عندما تجف حلوقنا عن الكلام
ويدركنا السُلّم إلى نهاية البيت
يشبه ذلك خطى عابرِ سبيل
أشتم رائحة خبزٍ طيبة
تنشد الأم بما يوحي للأب بالخطيئة
التي لطالما أنتظرها
هناك يسقط عند عتبة باب المطبخ كل حقد
نبدأ وجباتنا
أماه: القليل من صخر لو سمحتِ!
أبي: هلا مررتَ لي البارود!
نتذوق الألم مع كل لقمة
نلطم ونبكي وجباتنا
هاهو أخي يتحسس رجل أبي
أخي يشتهي أبي
والأب يشتهي الرماد
والرماد لا يزال على
بعد دقائق من الجمر.

هيا لنلعب الغميضة
لعلنا نجد أنفسنا في الآخر
بالأحرى نلتقطها
تحت السرير!
داخل الدولاب!
في العلية!
أو على الدرابزين
هل بحثنا عن بعضنا في كل مكان؟!

لطالما ظلّل الربيع خطايا الصيف
ملأنا برك السباحة بسراويلنا
غسلنا العرق عن وجوه أصدقائنا
وقبّلنا بعضنا البعض
غطانا السكون بعد ذلك
قبّل الأب الأم
همست الأم بعمتم مساء جميعاً أطفالي
وتربص بها الأب داخل غرفة النوم
في الصباح يحدث في منزلنا شيء غريب؛
أصواتُ وصرخات أناسٍ استسلموا للغيظ
عادت الشمس لتترك بصماتها على وجوهنا

عادة تجري الأمور هكذا.

2 _ الظل التابع

عندما خرج بقوة
ركل الباب خلفه
كان داخله يزمجر
عجين بين الخسارة القاصرة على أهوائه التي عليه أن يتبعها
وظلِّه الذي كان ذات يوم يتبعه .

يأكل التفاحة وهو يبكي
يقضم منها ليخفف الألم :
لم أشعر يوماً بالمساكين ،
أشعر بأن هناك من يبكي على شيء قضمه
من يجلس بجانبه يقضم منه أيضاً
هو يبكي
و الآخر يقضم
يبكي
يقضم
يبكي
والآخر يقضم ويقضم ويقضم ويقضم .

وفي هذه الأثناء جلس وحيداً يقضم
علّه يصل إلى جوف التفاحه
أوحتى يختفي كلُّ شيء وهو يأكلها.....

3_ يحدث في الشارع ما لا يحدث في الأفلام

ماذا يا صديقي
ألم يسكنك الحزن بعد ؟!
وما هي احتمالات الذهاب إلى المنزل جوعى؟!
امسك بكتفي
هل أصبحنا أعلى من بعضنا؟!
لن ينتهي هذا الآن
كل ما سنربحه الفراغ والهواء
يحدث في الشارع ما لا يحدث في الأفلام
ما تفعله الطفولة بنا غير الخوف
وما يفعله أبي بنا إلا التجارب.
خصمي زرعه على حافة الرصيف
إما أنا أو هي
يصعب القياس عن بعد والوقت يتركنا.

أبتعدُ ... أجري بحياتي
ما يحدث في شارعنا يمتص آذاننا
والشارع يفسد أرواحنا.

أنا وأخي
أفواهنا حفرٌ في زقاق
غطّتها القطط
يُرضع الحيُ أمهاتنا الحجارة
تقبض الجدات على أرواحنا
نضحك أنا والصبية على أخي
أخي الذي كلما تأملتُ يده
يزداد الشر والخوف معاً.

4 _ مخلوقات اعتباطية

هكذا نبدأ
نتملص من بعضنا لأنها كارثة
وليس من أي شيء بدّ!
أستعرض نفسي في الشوارع
على كل مخلوق
أنسى نفسي مع الجمل الجميلة
أظنني سأتزوج وأموت مع أصحابها
حتى الأحداث التي تبدو اعتباطا مني
أبدلها بصمت لأتفكر فيها لاحقاً
اعتباطا أنظر
وخلسةً أحارب المخلوقات الاعتباطية.
تلك الأماكن التي كل الناس مميزون فيها لمدة ثانية أو أقل
ما علينا دائما إلا أن نركب أنفسنا ونقلع.
أرض العوالم التي لا رجعة لها
يكفي أن يخيم الصمت عليها
لنقول أننا وحيدون.










تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow