في عبق أبخرة القهوة ,شيء ما هيج حنيني لك أيها البعيد كما السماء. القريب مثلما الروح، البهي المتألق كما نجمة وسط ليل حالك السواد, كمشة الحبق على طاولتي .وبوح الياسمين أخذني لبوحك أيها الشهي مثلما الأمل العزيز، مثلما الذكرى الجميلة.النقي مثل الندى.

أي شوق يغزو روحي, يداعبها, فتتأوه وتتلوى كلاعبة جمباز لتوها أحرزت اللقب.في كل الأماكن أنت وفي كل التفاصيل ,وربما كل شيء من بعدك يغدو تفاصيل, في كل الأماكن أنت, وفي كل نسمة هواء أتنفسها, وفي كل قطرة ماء تزور الروح لتبللها بالندى, ويدهشني توحد التفاصيل معي في رحلة انتظارك, تلك الناعورة, وجدول الماء, وسرب الحمام , وأزرار القميص وأكمامه. كل التفاصيل تغدو لصيقة روحي في مسيرة انتظارك,فأتساءل أتراها تدرك روعتك, وروعة أشواقي لك لتظهر كل هذاالتعاطف,أتساءل أهو فعل عمد بقاء زر ذاك القميص مستنفرا". بحالة شوق لرؤياك, أم هو تعاطف مع مايلمسه من توق ووله واشتياق.

أفكر كيف يكون شكل الروح معك, هل تأخذ روحي شكل الضوء في المرآة حين انعكاسه, إذ تبدو دهشته بقمتها, تخاف العين رؤياه من شدة بهائها, وكيف يكون شكل القلب وشكل الخلايا, معك تضيق الأضلاع بذاك الخافق ويغدو الفضاء ضيقا",والشغاف شديدة الرهافة ياسيد الفرح المتقن. ومعك تتوق الروح أن ترقص رقصة الغجر. فما رأيك أن تحضر لي النار وثياب الغجر والوافر الوافر من دفء عينيك. دعني للحظات أعيد تشكيل الروح بفعل يديك, وأعيد تشكيل القلب بفعل عينيك. دعني أخط سطور أبجديتي بوحي من ابداع يديك وعينيك. وأعود حينا"لطفولتي علني أعيش حياة جديدة. وأموت بعدها ألف مرة ومرة بسحر عينيك.

دعني أعيد مرات ومرات فعل الولادة المتجددة والموت المتجدد بسحر عينيك. غريب أنت أيها الافتراضي. كيف أحلت عمري سهولا"من ياسمين وكيف جعلت نغماتي تسبح حيرى في ملكوتك. لاتدرك بأي فلك تستقر لتسبح بعدها بعظمة إيقاع حبك.غريب أنت أيها الافتراضي كيف جعلتني أناكما أحب أن أكون أنا سيدة العاشقات.ليت ربي بعث آلهة للوله والشغف تكون شفيعا"للعاشقين ساعات الفراق والانتظار.ليت ربي يخصص برجا" من الجنة لسادة الحب مثلما أنت, يعاد فيها فعل الموت والولادة بأطهر الصور.

لك أيها البعيد من الشوق سهولا"وجبالا".ومن الشغف أنهارا" وبحارا". ومن حبي ماتعجز عن ادراك وصفه اللغات والكلمات .ياسيد العطر .وسيد النبض وسيد كل مامضى وماهو آت.......