Alef Logo
ابداعات
              

شعر / حائط مشقوق

نجاة علي

2006-04-10

الجنرال
تأخّر كثيرًا عن موعده
هذا الجنرال الطيب
- الذي يشبه أبى -
سيبدو رائعا هذا
المساء

في حلته الرمادية
كأنّ الموسيقى تعزف
" فالس الربيع"
له - وحده -
وكأنّ الحفل منعقد
من أجله.

تبدو البنتُ التي
انتظرته طويلا
حائرة في وقفتها
كمن يبحث عن دور
مناسب
قبل أن تبدأ اللعبة.
الأمور كانت
ستسير بشكل جيد
لولا وقاحة هؤلاء
الرجال
الذين خرّبوا الإيقاع،

أعرف أنه
- كشاعر نبيل -
سوف تثيره الضجة
ينزوي في ركن
ليتأمّل
كلّ الذين أهملهم الربُّ
- طويلا -
ليس أمامهم إذن
سوى أن يخبئوا
خيباتهم
بين أدراج مظلمة.

أظنه – أيضًا -
سيغادر الحفل
بعد عشر دقائق
- على الأكثر-
مع أن الحفل مليء
بملائكة من النساء
أليس بإمكان واحدة
منهن
- بقليل من السحر -
أن تطرد تلك التجاعيد
عن روحه

هؤلاء الجميلات أخطأن
في حقه
كثيرًا
كيف عشقنه لهذه الدرجة
ولم يلحظن تلك البقعَ
الزاحفة على صدره!

الكؤوسُ – أيضًا -
لم تعد كافية
كي تجعله ينسى
مرارةَ الحروب التي خاضها
مضطرًا
في السنوات الأخيرة
يضحك وهو يقول
للبنت
بثقة:
(الجنرال الخاسر هو أنا
وليس في الأمر من
شبهة خطأ رومانتيكي واحد)

لا حاجة به إذن
لأن يقاطع
هذه الكائنات
التي لا تسلّى وحدته
صارت الآن تشبه
حيطانه العارية
والتي تدرّبه جيدًا
على البكاء
قبل أن يتهيّأ
للموت.

يا لها من شهوانيةٍ خائبة!

تلك البنت التي خرجت
لتوّها
من المقهى
تجرّ وراءها
ذيول خيبتها،
لا تعرف كيف تخفي
ثقوبًا واسعة
بجسدها الشاحب

ومع هذا بثقة المناضلين
تؤكّد أن الحافلة
- تلك التى كادت أن تدهسها يوما -
لم يكن بها خللٌ كبير
وأن نذالة ركّابها معها
لم تكن تكفي
لأن تقاطعهم

يا لها من شهوانيّةٍ طيبة!
أطفأت نصف سجائرها
بين شرايينها الميّتة
كيف لم يفجعها
لونُ الإضاءة
وتلك الروائحُ العفنةُ
التي تخنق أنفاسها،
وهى تضعُ على حافّة
الفراش
صورةَ حبيبها في أوّل
الليل،

لن تأخذَ وقتًا طويلاً
في العُثور على أسماء
عظيمة
تليقُ بخياناته
قبل أن تدفن وجهَها
في الحائط

ثم إنها في آخر الليل
كانت تضحكُ وترقصُ
- كالمخمورين-
وتجد راحةً في التندّر
على الميتين
بغرفتها
وأن تخلط بين دمائها
والماءِ البارد

لكنها هذه الأيام
- بصدقٍ -
لا تدهشها أعضاؤها
المتساقطةُ
ولم تعد تخافُ سطوةَ
الشتاء
- الذي لا ينتهي-
وصارت لا تكلم أحدًا
إلا الله.
وجوههم في اتجاه الحائط




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow