Alef Logo
ابداعات
              

زنا مئذنتين ودمعة

عبد ربه محمد سالم اسليم

خاص ألف

2013-11-05

زنا مئذنتين ودمعة

عبد ربه محمد سالم اسليم

قطاع غزة – فلسطين

[email protected]

خطوة .. ،

ويتكسر البحر من صوتي

فيترسب مطرا

والصحراء تدرك غثيان الموج

وتكدس العسل المالح على ابتسامتي

فيسقط الجدار تلو الجدار في فمي

والسحاب غصة العسل

كلما فر من لونه ألنبيذي ! ...

خطوة .. ،

والغيم يحترف المرقص

فيصغي إلى دفء الصلاة

واحتراق حوض الياسمين

كلما تكدست رائحته لهاث حمامة

تغرق في دمعي ابتسامة

كلما صلى الكراميل المحشو بالقبلات

التي تطارد مقصورات الشهداء الذين يلونون دمي بالعشب ! ...

خطوة .. ،

وابتسامتي تلاعب الريح

كفراشة تدلع الجبال

وتحاور الخيول الصفراء

فتدلق الحبر الأبيض سريرا

يغذي جرحي بالسراب

لوردة تقتحم فحولتي الخضراء

كتسكع نص بين حوافر النبيذ الدمشقي ! ...

خطوة .. ،

والدمعة تحاور رقصة الشهداء

وتحثو التراب على جمجمتي الخضراء مئذنة

كلما فر الشجر من الشجر

والتجأ إلى خيانة جبن الريح

التي تصقل الضباب عقوق الظل

وتجرف السراب مناقير عصافير خضراء

كلما زنا البحر بالمحار أو بالصخرة ! ...

خطوة .. ،

والشجر يعتدي على ظله الناشف

ويسافر باتجاه زرقته

هل يهرب من غدره ؟!

وهل يخلع أعضاءه سجادة ؟!

أم زنا مئذنتين على تخوم الناي ؟!

أم سحابة تقهر اللحاء ؟!

وتعلن تخمة الصهيل نملة بيضاء ! ...

خطوة .. ،

والوردة تمزق الدمعة

وتتمترس بركان لهفة خضراء

كلما غربت حدود الابتسامة

أو كادت تشرب السيجار

كباب يغرق في ثمالة النهار

فيتعثر في أشعة القمر

ويطير نحو مناقير الحمام ! ...

خطوة .. ،

وبعدها يشيخ الليل

الزنزانتان تبوحان لي بالنبي الذي كنت

فتغرس أشلائي أنيابها في الليل

والإرهاب يخلد إلى الشمس

فألف نفسي بالأرض

لأبدو كحديقة معلقة

فأبايع الصخرة على ميلادي الثاني ! ...

خطوة .. ،

والليل ينسج خيوط العنكبوت

ولا يستطيع الفرار من لونه

فيغدو الهواء ناري

والمسجد بين يدي معدة

فيأخذ شكل رائحة الياسمين

والأرض على حافة الصلاة الخداج

فأحمل جثتي وأمضي تضاريس للهواء ! ...

خطوة .. ،

هي كل الغرفة

والماء ستارة النافذة

فتعلن المئذنة زلزالها

وتذهب إلى النوم متقاعسة

الليل يستفز العشب

ويجلس في حدة وجهامة

فأقيس الصخرة بحجم الهواء الذي تتنفسه المئذنة ! ...

خطوة .. ،

غير أنك قد تموت

الليل دودة التوت

فأمضي أبتلع المئذنة

وسريري مرصع بالدوالي

والنار لا تلين

فألوث السحاب بالثواني

وأوقع اسمي على رائحة الماء ! ...

خطوة .. ،

وآخذ شكل المئذنة

أهزم غرفتي

وأدلق النبوة شجرا غائما

لأبتلع المسافة بين ابتسامتين

ودمعتين

والأرض تبتلع الليل

وتبايع المطر ! ...

خطوة .. ،

وأجذب الأرض من لغتها

فأهديها مئذنة

شجرا كما الخاطرة

ودالية تعتق النار

وتزرع الكراميل بين شرفات اسمي

فتدخل الأرض في حائط الصباح

والشجر ينجب صوتي الأخضر الفضي ! ...

خطوة .. ،

والأشجار بلا سقف .. بلا ميناء

اسمي يصغي إلى ظلي الذهبي

الأرض تبوح لي بالنجوم المارقة

وتغسل اسمي أسطورة

وتهرع إلى رائحة الصباح

كأني توبة القمر

وعلامات الشهداء ! ...

خطوة .. ،

والصمت مرسم الشهداء

فأرتدي زغرودة خرساء

وأسمي شوارع الوطن

أنقش فوق العظم الباب

كأن السماء تحتي

والرمح وسامة الشمس

وعنوان الفقراء ! ...

خطوة .. ،

ومدينتي تنطق بالشهداء

والشوارع مضاءة بالفقراء

فأزرع الريح بالياسمين

أكنس من دمي الرياء

ومن ابتسامتي الجراح

فأستظل بالشهداء

وأنطق بعشق الشجر ! ...

خطوة .. ،

وأقامر بالشمس

أخلع الهدوء

أنبري للبشارة

ومدينتي أوسمة المطر

جدرانها الشهداء

أشجارها الفقراء

وشوارعها مفاتيح السماء ! ...

خطوة .. ،

والشهداء أول الطريق

الباب مقبرة الجبال

الباب مقبرة الرياح

والليل ديناصور السقف

فينطق الشجر

وينطق الحجر

ومدينتي قيامة المطر ! ...

خطوة .. ،

وأرسم في عينيك غابات الوطن

وأكون وجعا من الورق

فأتسلق رحيق العشب

وأفتح خلايا حزني

فأتشرذم رائحة قرنفل

وأسحب جسدي شوارع زيزفون

وأراوغ الليل / الصنم ! ...

خطوة .. ،

وأهرب لملاقاة الصباح

يتراءى لي اللوز والليمون

فأخترق الذوبان

والأرض شمعدان

كأن السماء تشبهني حد الغرق

فأشم رائحة الزلازل

والصحراء تتوارى في كالحلم ! ...

خطوة .. ،

والشهداء يتسربون إلى غرفتي

يحملون الأرض مطرا طازجا ودمعة

وعصافير بلون النبيذ

كأني أكتب أنشودة العشب

حين ألعق ابتسامة الشجر

والصخرة سقف المطر !

والأرض ! ...

خطوة .. ،

والصخرة تبوح لي بالمسرة

وتوقع اسمي " شهادة "

الريح تغرس أنيابها مئذنة

وتكتب النار خطوات الأرض

فيفر العشب نحو تخوم الأبيض الفضي

ثم تعلن الفجيعة العطرة

وتهديني اسمي الحركي ! ...

خطوة .. ،

وألم أشلائي التي كنت

فأرعب الليل خيوط ريح

وأعدو شرفة حمراء

كذئب يصطاد الأرض من ثوانيها

فأبايع ميلادي

والمطر يذبح المطر

ويثمل ! ...

خطوة .. ،

والأرض تقرأ جهامة سريرها

فتنطلق تغتال الرعد المدجن الساذج

وغرفتي تضاريسها العائمة

فتنحني الجبال أمام فراسة العشب

والنهر يعبر خرير دموعي

وينمو أسرجة غدير

وخيولا ! ...

خطوة .. ،

وأبيع الريح

القلق الدمشقي

وظلي الأبيض الساخن

لأروي أوراقي الساخنة بالثلج

ووقار السمك

لألتقط أنفاس الصباح الفاخر

وابتسامة عصفور تحت الساطور ! ...

خطوة .. ،

فأسمع نعيق الصمت

وشجرة تعد أضلاع الظل بعد الظل

لمرآة تقبع بين السطور

فأنهر الريح الشمالية

ونهرا يطفح بالتوسل

ومواساة البلوط

لأدثر القلق البارد ! ...

خطوة .. ،

وأدعو المطر لمراقصتي

والغيرة من هامش لزج

فأعكر الخداع بوقار الظل

وأرتمي بحيرة تلتقط الصباح نعيق سمكة ناهده

وكحل غيمة تأسر البحر

وتربطه بجذوع الشجر العابر للقارات

ووقار الندى القمحي ! ...

خطوة .. ،

وأتوهج لحظتين

قطرة ريح

ودمعة شقراء

وصرخة وجنتين

فأرى عطش جنوح الأفق مستعصيا على الذبول

فأسبل الصهيل صلاة

وارتواء حنين ! ...

خطوة .. ،

وأغني لحظة الوداع

والضحى ثقيل

ليبزغ الندى كعمر الشيب

والحنين

فأجنح كالتلال

والضحى يستعصم بالحزن

وابتسامة الوداع ! ...

خطوة .. ،

والشهيد صرخة الصمت

وزيف الرياح

فأعلق الباب في الفؤوس

والبارود عبير الورود

فأبوح كالسيف

والمطر

والرؤى عرائس الندى ! ...

خطوة .. ،

ودمي الصبوح ندى

ومرايا الفجر

وأغنيات القرنفل

ها أنذا أطرز عرشي الأوجاع

نازحا نحو الخشوع الوضئ

ودمي يرسم الصخرة

ورحيق العشب الذكي ! ...

خطوة .. ،

والكعبة تطوف حولي !

ومسك الصلاة

فأمتطي رتاج الزهور

ويلمع في عيني رائحة القرنفل

ونسيم الديار

فأرسم وجهي القرنفلي

لأصهر الصدأ ! ...

خطوة .. ،

ويهرع المطر سوسنات

وكحلا أخضر

فالعشب يقتلع الجبال

والمرايا تكتوي بالبحر

تاركة عهد الحمام

فالينابيع تبسط أكفها بالأبجدية

ورائحة الياسمين ! ...

خطوة .. ،

وأفضح البخور

أغنيات سحاق الكحل الأبيض

ومعالم المطر البنفسجي

فأقتلع الليل من دمي

وأمضي تخوم العرس

ممالك رائحة الياسمين الوضئ

فألبس الزهور ! ...

خطوة .. ،

وألبس المطر

وأبجدية الياسمين

وحرائق القرنفل

فالشجر يمتطي حبري الأخضر

أشواك القمح

وينابيع السحاب الأزرق

فأغرس البحر برائحة الزهور ! ...

خطوة .. ،

والخوف أخضر فضي

قلق كالمساء الناعم /

كلحاء المطر

فالنهر يبكي القمح

والصفصاف يطفح بالوقار

ويكتب الظل ثمرة

كهامش بين سطور الابتسامة العمودية ! ...

خطوة .. ،

ويهرب النهر من مجراه

ويذهب مغاضبا جرأة الشمس

فيجفل الصباح كأوراق ساخنة

ويتدلي دودة قز

ويختبئ خلف الظل

فالسماء تتوسل دموعي

وتنقض خشوعها البنفسجي ! ...

خطوة .. ،

وتحرقني رائحة الشهداء

كي أصفع الجبل

أروض مدائن الليل

ابتسامة أبجدية

وموانئ وريقة الينابيع

فدموعي تغرسني حزمة ضوء

وشرفة عشق ! ...

خطوة .. ،

والشهداء يطوقون ابتسامتي

والصخرة

ها أنذا أرسم وجهك الياسميني

ورحيق عرشك محارات

وسلاسل أمطار ترصف السماء بالأنبياء القادمين من رحم الشموس

وجبالا خضراء

وحور عين ! ...

خطوة .. ،

وأنزح إلى رائحة الصخرة

والمحار

أحمل صهيل العشب

وقلائد الرحيق

فأشكل الندى سوسنات

وعرائس خمر

وقرنفل ! ...

خطوة .. ،

وفمي يصهل دما

والجرح عشب

ودمعي كراسات التاريخ الدمشقي

فالصخرة مغزولة بصلاتي

وابتسامتي

والشهيد يلوي عنق الليل

ويهز كنخلة رواد النرد ! ...

خطوة .. ،

وأخرج من الإطار البنفسجي على الحائط الشرقي

أقضم حر عبير السيف

أستوي خبزا بلون السقف الدمشقي

الحائط يصطدم بالحشائش

وينادي الخبز كرة طائشة

فيبتعد البحر عن لهيب السيف

ويبصق المدينة ! ...

خطوة .. ،

ودمي يجرفني في سفرة خصيبة

والجبال تمتطيني زجاجة خمر عتيقة

فأنحسر عن أغنيات الموج

مقتلعا ينابيع الليل

وأدخل في الأسر الياسميني

وفي رغبات المطر

كي آخذ بؤبؤ الشمس ! ...

خطوة .. ،

والبحر حولي

والباب الأنامل

فأفتح نوافذ شعري لمسك الشهداء

وآية الكرسي

فأزحف مغتصبا رائحتي

ها هو الياسمين يعتلي ظلي الدمشقي

ويبسط كفيه لي ! ...

خطوة .. ،

وأغرس الدمع الباهت بين أمواج البحر

وأتقاسم معه العطش

أتماسك شظايا

أروع مستنقعات الليل

والمدينة تصعد في

وأناملي تشم عبير الياسمين

فأستلقي مثخنا بالانتظار ! ...

خطوة .. ،

ودمي يلاحقني

وجهي

والشجر تغريه سمرة ابتسامتي

والصباح ينتظرني على أحر من السيف

في داخلي يكبر الشهداء

فيتراءى الوطن لي

وطابور من البحار الساخنة ! ...

خطوة .. ،

والحلم يشم الصحراء

كدمعة كبيرة

أناملي تعيش خارج الوطن

ودمي حبة قمح من المستحيل

فأجهض الصحراء

والليمون الخائن

وعرش اللوز المعتق ! ...

خطوة .. ،

وأبتكر التفاحة سيفا

والرمح ابتسامة

ودمعي في يدي علامة

وتأخذ شكل الشرفة

والأرض تدخل في تفاصيل المسافات

وفي عطش البحر

فأحمل قرابين جثتي ! ...

خطوة .. ،

وأعالج الحائط من لونه

آخذه من الزمن

والأرض تهضم شرفات الليل

تستل من داخلي غرور جثتي !

تحاصر النوم الحريري

معلنة المسافة بيني وبين المئذنة خيط قز أزرق

هكذا أخبرتني النبوة أنني نبي الشهداء ! ...

24 / 10 / 2013م









































































































































































































































































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ولجسدك لغتان

01-أيار-2021

صوته المشجر

29-نيسان-2015

كالحجر يرشح منه الشهداء

19-حزيران-2014

الكسل الساخن

09-حزيران-2014

مشاغبات هايكو ( بلابل من الزمن الجميل ) 2

29-أيار-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow