ابحثُ عني بعيداً عني...

فجسدي النحيل ضاق

وضاق عليّ جلدي!

ضاق، ضاق حتى توقف دوران دمي..

وباتَ يراودني شعور بأني شبح

وبأن إصبعي أطول من قامتي!

وبأن الدود يلتهم عيني..

وبأنه لا وجه لوجهي!

والليلُ قفص آخر حول قفصي الصدري.

(على رؤوس الأصابع)

هذه الحياة علمتني

أنه يجب أن أتسللَ من أمامها

كراقصات الباليه على رؤوس الأصابع...

حين أريد العبور إلى الفرح!

(لن نهزم)

مادمنا كلانا على أمل

هات، مدَّ يدك لنقلّم أظافر الحاجة

نشد علينا الجراح والألم

مادمنا كلانا على إيمان

وخلقنا في أحسن تقويم ياأخي

وهذا البلد الأمين لنا

لن نهزم, والتين والحجر

لن ينتهيا, لن نهزم

والزيتون سيضحك يوماً

سيضحك الزيتون....

مادمنا كلانا على عقيدة

سأطحن عظامي دقيقا"

لخبزك، لتنهض، لتعيش

فالكل عادوا، وأنا وأنت

لم نذهب بعد

عشقنا النوم صبية

نمنا, نمنا, نمنا

كل من في الكهف شاخوا

أوتظننا لا نشيخ ؟

فما يكذبك بعد بالحقيقة

مادمنا كلانا على عزيمة؟

(انتظار)

الخريف يعرش على ذاكرتي

لتخرج أنت من جيوب

معطفي الحزين...

وجوه المارة ما عادت تعنيني وما كانت تعنيني....

أراها ولا أنظرها

أبحث فيها عن وجهي

أو وجهك البعيد....

فاسكن سكينة الحزن بسكينة

وكأني تعايشت مع غيابك!

لولا أن بعض الأحلام

ما تفتأ تنقر الذاكرة

بمناقيرها الصغيرة

من حين إلى آخر

فتوقظني على عادتي الأزلية الأبدية

لانتظارك.

(هامش)

ما عاد يوجعني شيء ويوجعني حتى الهواء!