أراقب تساقط الثلج, من نافذة غرفتي الصغيرة, المطلة على شارع عريض, من شوارع مدينتي هذه, أراقب البيوت وتفاعلها مع الثلج أبصر بيتا" ينكمش على ذاته, لمقاومة هذا الزائر الثقيل رغم بياضه المدهش, ويقول له اذهب لاأريدك, لاأريد أن أخسر طفلا" من أطفالي أو أمي أو أبي العجوز, ألا تبصر أيها الزائر ظرف المدينة, نحن في حالة حرب ألاتدرك, الناس تموت من الجوع والبرد أفلا ترى, عد من حيث أتيت, وقل لهذه السماء, ولتلك الغيمات أن تعيدك من حيث أتيت, غير مرغوب بك أنت, ببلاهة يجيب الثلج أنه مقيم لأيام وأيام, فليتدبر هذا المنزل الصغير المنكمش أمره, أما هو فزائر لهذه المدينة لأمر ما, وسيقيم أياماً وأيام, فيما يتطاول بالمقابل قصر فخم فرحاً بهطول الثلج, وتظهر على شرفاته مظاهر العيد والفرح, يقول القصر أهلاً بك زائر المدينة العزيز, اشتقنا لك كثيراً, انظر أطفالي الفرحين بقدومك, يامرحباً بك ياثلج, هلاأقمت لليال طوال هنا أهل المدينة حضروا أنفسهم للاحتفال بقدومك, وكؤوس الويسكي ممتلئة احتفالاً وفرحاً بطلتك, موائد فخمة وكاميرات للتصوير كم تبهجنا ياثلج, يراقب كوخ العجوزة المريضة حوار القصر والثلج, فتنهال بدعواتها متضرعة للرب أن يسرع برحيل الضيف الأبيض الثقيل, فعظامها لم تعد تحتمل. مابين تضرعات العجوز والمنزل المنكمش على ذاته, وترحيب القصر بالضيف المفرط البياض, كنت أراقب الجبل البعيد, وأذكر أطفالاً محاصرين لادفء لديهم ولامال ولاطعام, وأفكر بمعادلة أن أكثرية لاتريد الثلج فليرحل . عله يعود بحلة أبهى والناس حضرت أرواحهالاستقباله, حقاً ياثلج بالرغم من حبي الكبير لك وللعب وصنع رجل الثلج, إلا أنني هذا العام بالتحديد ماتمنيت زيارتك لمدينتي. يارب خذ هذا الثلج وأعده علينا بعام أقل قسوة ورداءة, يعاندني الثلج أنه مقيم لليال هنا, أصلي كالعجوز المريضة في كوخها, أن يذهبه ربي, وبينما أراقب نفوذ الدفء من بيتي رويداً رويداً يزداد توحدي مع العجوز فأصلي بتضرع أكبر. نفوذ الدفء هذا لم يك مرتبطاً بالوقود أو اللباس أو الطعام بل. كان مرتبطاً بعجز هو سيد البرد والقسوة فينا, علمني الثلج أن العجزعن تقديم الدفء للغير أشد قسوة على النفس من البرد والثلج. رحماك يارب بكل إنسان تعجز طاقتنا عن معونته, وأنت ياثلج برغم قسوتك, مرحباً بك.