Alef Logo
ابداعات
              

مذاق آخر لغزة

عبد ربه محمد سالم اسليم

خاص ألف

2013-12-24

العتبة :

حقا ،

هل الغيوم تتقيأ الحجارة ؟ الشرارة ؟

العمارة ؟

وسطح جدار قديم مخبأ في زهرة الخيش الناجزة ؟

هل الوردة رأس بصل أم رأس ثوم ؟

هل الطلقة كأس زنجبيل ؟

هل الصاروخ حورية عانس ؟

هل الزيتون فرسخ محراث أم كتف غزال عابر للغيوم الشقراء ؟

وهل تغزل عذريتها بالكلوروفيل أم بطائرة ورقية ملونة

أم بابتسامة عاشق ينوي الوضوء بدمه ؟

هل تمضغ جوعها السحابة أم تمضغ جوعها سحابة ؟

هل تزحف هرمونا أصفر أم أزرق أم أخضر أم ... ؟

هل ترقص كالطلقة في الفأس ؟ الرأس ؟

هل ترفع ابتسامتها قبعة من الخيش ماطرة ؟

هل تنهض مستلقية على حجر مثل الهمزة ؟

هل تهرول على أصابع من البلاستيك ؟

هل تحصد حرقة الفرح ؟

وهل تسرق مزامير .. مسامير القدح ؟

أحدق في الجوع فأكتشف السنبلة

أحدق في الموت فأكتشف طعم الحياة

وأحدق في العطش فأرى الزغرودة

وأحدق في جثتي فأسمع السحابة

فتخطفني الشهادة حبة سمسم

فأزرع الطريق بجذوة الحجارة

فأمزج التراب بالفرح ونبض العمر

وزنبق القيثارة

فأذبح القهر الأسود فيتراكم الوطن في دمعي سحابة

فيلبس دمعك الصهيل

وكفاك وهج الحجارة

فيلبس دمك الخرز الملون .. الإمارة

فتكتب زغرودتها بكل اللغات

والحصار الإشارة

لا أريد السجن

يكفيني تواضعه

شهامته

لا أريد المطر

يكفيني ظله

فراسته

لا أريد البحر

يكفيني موجه

حماقته

لا أريد الفقر

يكفيني دلعه

ناره

لا أريد الموت الناعم

تكفيني زغاريده

محاره

لا أريد السرو

يكفيني عصافيره

أغانيه

لا أريد الأثل

يكفيني عذابه

معانيه

لا أريد شقائق النعمان

تكفيني خموره

رقصته

لا أريد البرد

يكفيني فحولته

تقاويه

لا أريد السماء

يكفيني خمرها

زرقتها

لا أريد الريح

يكفيني عريها

نرجسيتها

فالتراب وردة

ساخنة

والأحلام شجرة

عائمة

فالشهادة ندى المشاغب العاشق في خصر المغامرة

فالشهداء والبحر اسمك الساحر اللاذع الجميل ...

النص :

( 1 )

أستوحي منك معاني الشهداء

سور الصبر

ومنابع الأقمار

وأستوحي منك معاني العشق

فأهرول خلف الأشجار الخضراء

الأقمار الشهداء

وأستوحي منك معاني الأنبياء

فأبلغ تحت عرشك مرحلة الزغاريد

مواعيد الاستشهاد الكوني

مرحلة التكوين العذري ...

وأستوحي منك معاني الجسد الزيتوني

وذاكرة المطر

فأدرك لحم الورد المذبوح من صوته ، من عينيه

من قدميه .. ومن عذريته

ومن ...

فتعطيني زئير اليمام ومتاريس القدس العتيدة

يا غزة المسكونة بالبرق الأخضر امنحيني شراعا للحب

لأكون سليل الأنبياء الفقراء

فأعطيك زهرة قصائدي

دمي

عمري المذبوح

فأتكون في عينيك براقا يغلي

فأحفظ تاريخ الشهداء

وتاريخ العصافير الخضراء

وتاريخ الخيل الشهباء ...

فأستوحي منك لحظة الصباح

وغزة تغطي ثغرها بالدهشة والفرح

وتغني مسافرة في

وتخرس الأفعى

وتخرس حقول الصمت

غزة تقول : لا ، وتلتقط خمارها

والحب فاكهة البلابل

وتغطي ثغرها بالشهداء

والفقراء

والمستضعفين الأذكياء

وتختصر الطريق إلى القدس العتيقة

فهي تختصر الجروح وتمزق الصمت الرهيب

وتتسلل إلى صلاتها الخضراء

فتموج كالعطش

وتتنفس عشقها الأزرق

وتنغرس في عظامي وأحلامي كالمرآة

فيتورد وجهها

ويتورد جوعها

فأقبل في لهفة عينيك النجلاء

وأحمل الشمس كاللحظة المربكة

وأتنفس حزنك الأرجواني

فأندفع كالمنخفض في مواجهة الليل

فتمزق الخوف ورغبات الأفعى

فأتضرع إليك

إليك ...

فأستوحي منك آيات " الخطف " الحسنى

وأهيئ ليلك نارا ... نورا

فتهزين الشمس يمينا

وتهزين الشمس يسارا

فتحررين القمر من رجس الشيطان

ودمع القمح يسح زكيا

فتسقط الأفعى رقصة فارس

يا غضب القلب المجروح

ويا ...

فالعشب يلتهم الأفعى

يلتهم البحر

والليل مسارب المطر ...

فالحمام يتاجر

ويقامر

يتسلى من خلف حجاب وحجاب

فالليل نور وجهك

حين يحس بتخمة المطر

فيحتل الحلم

فيتنفس وردك عطرا

فمتى يطلع ليلك فجرا ؟

يا وجع النار

يا ...

فأحن إلى بردك

والطريق ناطحات الشهداء ...

فأستوحي منك آيات فنون الإخاء

وذكريات العطش المخبأ في المرآة

فما زال الجرح بركانا

والنجوم خنجرا من دخان

فأزحف من لحمك

وأندفع

والحب في فمي

والعشق أكسيد الظلام ...

أستوحي منك سور السحب الخضراء

فتسند خطواتي الغيوم السوداء

وحجارة خيمة تتسع للورد المائل للشروق في المساء

وملامح خبز ضيف الصمت الغائم

فأدلع لوعتي

أحلامي

وأحطم عناكب الحرف

فدمي يمتص المساء وأنشودة الصخر البارد

فأود الالتصاق بشموع رياحك

وابتسامتك التي تعبر الغروب

فأسرق منك الشجر الملغوم

وأحن إلى أمطارك الفصحى

والمطر الأسود في عينيك ربيع دمي

فأذوق طعم الصبر على صدرك الذي يشرق زعانفا

مثل الماء العابر لكاسات الينسون

وفناجين القرفة

في كل صلاة نتفيأ ... نتقيأ جرعة صبر

والشوك يتململ ضاحكا مثل القهوة المعجونة بأشعة القمر

كم قالوا غزة

وغزة

فينزل المطر ساخنا

والصمت يخرج عن الصمت كالعطش المائل للغروب ...

أستوحي منك معاني الدم في فمي الدمشقي

فأراقص لاءاتك

والحب شيء لا ينتهي ،

ثمل

مثل كلمات ينهبها القمح المحنط والخيول السمراء التي تتسلل عصرا كاحتراق الليل

فيفرررر الشتاء في كرومك المجروحة بينما تتسلل الشمس إلى الليل مثل طقس صاهل

هي صوت الشهادة

هي لمحة متألقة

هي فاكهة لا تنتهي

هي جثة ناضجة

وارفة

هي صاروخ يزخرف الذاكرة

ورصاصة تتنفس الصعداء وتكتب أقصوصة الزمن

فأحس بجرحك في دمي

في جسدي

أحس بجوعك في يقيني

وليلك في عروقي

وهضابي

يا حبيبة القمر وغمزت الشمس

يا ...

فأحملك في صدري ودمي ناطحات السحاب

وأقاوم سيل العطش الذي يسيل من قلبك ...

يا عشيقة الصباح والإصباح

فألمحك في صبر القمر ،

وصبر الحجر

وصبر الطريق العاشق المتدله

فأقبل دمعتك الدولفين

وأسرق منك طعم الحياة

فأراك شموسا لا تقاوم وزعترا يضاهي البوظة

وأقمارا تتجسس على ليلك النرجسي

وجرحك الفضي

فليس عدلا أن تباع مواجع الحقول الخضراء

والرياح أن تتوحد في مواجهة ضوئي

وعيوني الناعمة النجلاء

غزة تقول : نعم ، وتفتح صدرها للشتاء

ولأغنية تختصر الشهداء دون أن يجفوا أو يقلوا أو يعلوهم الموت المتوحش

بينما يتسلل المقلاع إلى دمي ...

( الشهداء محار البحر والغيوم الخضراء ... )

هي إيماءة عنيدة

هي أغنية وليدة

هي زغرودة لا تنتهي ،

لا تجف

هي امرأة ضفائرها صوت الشمس

ويداها أشعة القمر

والصيف غبار رغبتها النقية المتوهجة

فتفرررر باتجاه القدس العتيقة

والدلعونة خنجرها في بؤرة سقف الليل

فيغني الحجر

ويغني الشجر

الحب رموز الصلاة

والليل صوت الحياة

فتتوحد في والشتاء متألق

والربيع حجارة الكروم

ورائحة البرتقال العنيد في مواجهة حنطة الريح الغامر لغبار الصمت

مثل فاكهة محنطة بالعشق

وسورة براءة ...

في مساء ما ، الدمع بليغ

والدم خنجر العطش

لا أريد مساء يحترق تحت لساني

وشهيدا يشرب العطش

لا أريد أن يترهل الشهداء أو يتكرشوا فالنحافة من الإيمان ...

والإيمان قانون الفرسان ...

في صباح ما ،

الشهيد يفهم معنى التنفس ورقص السرك الذي يشقق دمي

ويحزب القرآن

وجثتي زوبعة في فنجان تغطي الظل الغامر لصوت الشمس

هو حوار الشتاء والقمر

وخوف الشمس من الانحياز إلى الصمت العابر للكلمات

والنساء الجميلات في الخريف ،

فأمضي زهرة دمي في مواجهة الريح المتكلسة في حوار جثتي مع العصافير التي تلتهم الصدأ

وتغطي جرحها بالابتسامة التي لا تختنق ...

فأمجد لغتي ، وأحبك

وجذورك ، وأحبك

فأتذكر تاريخ الأشجار ، وأحبك

وأعيش أحزمة الجنة ، وأحبك

والحزن المتألق في طوفان عينيك ، وأحبك

فأغني لحمي العاري المتكدس فوق صكوك الليل ، وأحبك

فيتعثر في القهر

الخوف

يا غزة المسكونة بالندى الثوري

والعشق الفضي الأخضر

أنت رحم الأقمار

ودمك القزحي متراس النار

وحكايات الماء

فأزحف عرافا للمطر الثوري

ولآيات العشق الأخضر النوراني

فالرؤيا تغلي في دمك

في عروقك

وخرائط قهرك

فعيناك جسر التاريخ الفضي للقدس العتيقة

ومنابع خطوات المستضعفين الفقراء

ووحي المطر الأخضر

يا غزة الزيتون الخاشع

ورائحة البرتقال

الذكي

أعطيني قنديلا أخضر

ومتراسا أزرق يسد جوع الفقراء

لأكون عرافا للزحف الأخضر

ومتراسا للبرق ...

و ...

( 2 )

غزة ، بك الكون يختصر

ويتسع ...

فتخضر ملابسنا على حوض الشجر

فكيف يفلت الليل من يديك : الناطقتين ... الحانيتين ... الواهبتين ... الداغلتين ... الطليقتين ... الضليعتين .. الساحرتين ... القانصتين ... الحالمتين ... الحاقدتين ... الناهضتين ... العامرتين ... السامرتين ... الساهرتين ... النابضتين ... الساطعتين ... الخ الخ

فنلم العمر مساحات للفرح وللجنون

وأعمدة للصلاة

غزة ، وبك عمق البحار

وشهوة تضاريس نضارة الأقمار

فكيف نبدأ يا شهيدة

فأنت الشرارة

وأنت القيامة

وأنت العصارة

وأنت إذا ضاقت العبارة

( فبشراك اليوم – غدا نعم المنارة ... )

غزة ، بك رؤيا الشهداء

ورائحة الأولياء

وفيك خطوات جد آخر الأنبياء

غزة ، فيك ينضج التاريخ

وإلهام الشهداء

الشعراء

وفيك أبجدية الأنبياء

ونار المحرومين

وأغصان وهج الفقراء

وفيك تتلاطم الريح وزخات الرعد

فالمطر يحتج

وفعل الخطوة ابتسامة

فالابتسامة واقية من صلف الليل

فينطق الحمام

ويكمل البحر نعاسه

ويغوص غيمة

فتقتلع البحر من سمومه

وتتكرش قططا سمينة

فالأفعى قربان الخبز ...

( الزيتون لا يستهين بالورود

وزناد النافذة

لتطل على الميناء ودهشة الطريق .. )

وبك ...

وبك ...

( 3 )

خمس دقائق ،

ونذهب في شوارع جسمك ألزنبقي

المسكون بالأشجار

والأمطار

وزعانف القلب الجميل

و ...

فنخرج من سماء شتائمنا الصغيرة

وقبح الحاقدين

نجمع رائحة الأزهار

وعصارة الشهداء الخضراء

فالرصاص الهمجي يملأ دمنا

فالأرض تحتل دائرة المرور

فأتحسس عطرك الناعم

فأسأل المطر

فتغمز بين يديك الصواريخ المؤمنة

ونبقى في انتظار البرق

والغيوم المسجونة الشهباء ...

20 / 12 / 2013م


















































































































































































































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ولجسدك لغتان

01-أيار-2021

صوته المشجر

29-نيسان-2015

كالحجر يرشح منه الشهداء

19-حزيران-2014

الكسل الساخن

09-حزيران-2014

مشاغبات هايكو ( بلابل من الزمن الجميل ) 2

29-أيار-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow