هلعة أحث الخطى وسط هذا الظلام, أجوب شوارع المدينة, علني ألتقي بضوء هنا أو ضوء هناك, أراقب أضواء بعيدة, لربما هي أضواء مهزومة, أو أضواء موغلة في البعد, أحدث نفسي بقصص الأضواء وأتخيلها. برفق يمسك ضوء صغير بيدي, فأضحك في سري أنني لست وحيدة في هذه المدينة الموحشة المظلمة, أنا وضوئي معي, نسير معاً, يداعب أصابعي ببريقه الغض الناعم, يتمرد الضوء قليلاًوكأنه تلمس فرحي الداخلي برفقته, فيمد يده ليمسك بساعدي, يجذبني برفق إليه, ويحدثني عن أضواء عملاقة تسكن مدينة مجاورة, أضواء بحجم أبراج وقصور, أخبره أنني سعيدة برفقته على بساطته فما أغرتني يوماً أضواء قصور السلاطين, بدهاء يضحك ضوئي الصغير, معتبراً فرحي برفقته بطاقة خضراء ليمعن بتمرده, بحركة مدهشة يرسم الضوء على يدي نجمتين, فأضحك علناً أنني له عاشقة, يأخذني الضوء لأحياء بعيدة من المدينة مازرتها يوماً, يختار مقهى متطرفاً, ويدعوني لنشرب نخب عشقنا المختلف,يختار لنفسه نبيذاً بنكهة شفاهي, وأختار لنفسي شراباً من ذهب سنابله, ويتوجني اليوم أميرة للضوء ويكون الضوء سيد قلبي, يقول أسكرني نبيذ شفاهك, وإنني أتوق أن أقطف العنب من عمق الروح, أتسمحين مولاتي, وأخبره أن ذهب سنابلك أينع بروحي وحان وقت قطافه, لكن ياسيدي الضوء أعشق الغناء, دعني أغنيك لهذا المساء, أتسمح لي بالغناء, أشرعت بالغناء برفقة ضوئي السكران, يعم الضوء المدينة وتنجلي الظلمة, تنافس أضواء عملاقة ضوئي الصغير على قلبي , يخاف منهم فأبث بروحه الأمان أني له وحده, وأنني أشعر وأنا بين يديه, بأنني سنبلة قمح, ستنجب آلاف السنابل, وأنني الخير كل الخير, ولد على هيئة أنثى تغدو بين يديه سنبلة خصبة تنجب آلاف السنابل, أنهيت أغنية عشقي السحري, مع همسات الضوء ولمساته وسكره, وأخذني بجولة على أحياء المدينة, وحدثني عن قصص الأضواء, عن ضوئين عشقا حتى الموت , ضوء مقهور أنهكته الحرب وضوء أنثى شهية, مااتسعت المدينة لقصة عشقهما السحري , فهاجرا للسماء واستقرا على شكل نجمتين تمضيان كل الليالي معاً, قصة الأضواء رائعة, أضواء متطاولة مغرورة لأنها آتية من قصر, أو برج عالي متغطرس, وأضواء رقيقة صادرة عن علية يؤمها عاشقين, هكذا قال ضوئي المختلف, أضواء المدن قصص عشق مختلفة, بعضها اتسعت له المدينة وبعضها اختار السماء, آآآآآآه منك ضوئي الجميل الشهي كم أحبك