ككرة ثلج, تتدحرج روحي على بساط العشب الطري, تكبر وتكبر بفعل مايعلق بها من ذكريات, تمتطي صهوة قصيدة, لتقبل الغيم, وتعانق السماء, تحدث أبسط الكائنات عن شوقها العارم, تتوحد معها برحلة في الريف الرائع, تهمس بأذن التراب, أشتاقك جداً وجداً وجداً, وتمضي تعبىء الذاكرة من عبق هذه الأرض, تحدث البذور, عن سر انتاجها لحياة جديدة, وكيف تغدو النبتة كشفاً لسر ما تحت الأرض, البذور كلمات قيلت لتكشف سر حياة كانت مختبئة, ثم تنمو لينتشر عبق الوجود وعبق الخلق, تسافر الروح المتدحرجة إلى بقاع متنوعة, وبكل بقعة يعلق بها الكثير من الذكريات, تزور الينبوع, وتحدث الماء المتدفق عن سر ما يختبىء تحت الأرض, الماء المتدفق كالبذور انعكاس لسر ما سيفشى على شكل حياة. دردشة جميلة تجريها الروح مع النبع, عن مكانتها في قلوب العاشقين, النبع شاهد أول على الكثير من قصص البوح العذب الجميل, أحمل غيتاري الغالي, وأرافق الروح بزيارة للعرزال, بيت الدفء والحكايات, أعانق الصبح, والشمس تؤجل شروقها قليلاً قليلاً. وتتمتع برؤية أعذب الناس على الأرض, أحبتها العاشقين, ثم تشرق على وجوههم المنتشية حباً وحياة, الصبح أيضاً كالبذور يشرق ليحكي قصة حياة ما, مثلما البذور والماء والهواء والصبح تنتج حياة, وتفشي سراً كان مختبئاً في مكان ما, هناك بذور لحيوات مختلفة, الكلمة بذرة لفكرة, والفكرة بذرة لمنتج أدبي, أو علمي, الفكرة أصل القصيدة أوالقصة أوالرواية, والنغمة المفردة بذرة للحن قد يكون أغنية أو سيمفونية رائعة, تختلف أشكال بذور الحياة لكنها تتوحد بمهمة خلق الجديد, وكشف الجميل, أشعر أن الأمل أساس لإبداع ما, لتفوق ما, اليوم ابنتي الصغيرة ليست عازفة بالمعنى المطلق للكلمة لكنها برعم لعازفة جيدة, وطفلي بذرة لرسام موهوب, هناك دائماً حياة مختبئة وراء برعم صغير, ينتظر أن نرويه ليفشي أسراراً جميلة عن الحياة, تعود الروح إلي بعد زيارتي للريف, تحدثني عن كل ماخبأته في ثناياها من حكايات جميلة, من ذكريات, من أسرار لأنماط رائعة من الولادة, أفرح كثيراً وأستمتع بحكاياتها, وأكثر ما يفرحني, أنني أشم رائحة الأرض بكل الحكايات, أرض في قصص العشق العذبة, وأرض بقصص المبدعين, وأسرار خلق مدهشة, كلها كلها تستمد عبقها من رائحة التراب, أياً يك الظرف السائد, حرب أو سلم, صيف أوربيع أو خريف, تأكدوا أن هناك عبيراً ما سيبشر بولادة جديدة, تلك الولادة هي الحياة والعبق هو رائحة الأرض.