Alef Logo
يوميات
              

في مرحلة السّبات

ناديا خلوف

خاص ألف

2014-02-20

كنّا في حالة حبّ يوم رحل. أراد أن يبوح لي، أسكتّه، قلت له :لا توجع قلبي أكثر. دعني أتعافى منك. أنت مثل اسم الوطن. ترحل يوم أحتاجك.إما أن تبقى في أمكنتي الدّاكنة، أو تصمت لأنّك راحل عني إلى الأبد.

رجوته كثيراً. وقال لي بعض الكلمات وهو في طريق الرّحيل.

لم أحتمل الفراق، أدرت وجهي عنه، أطلقت العنان لمواويل النّدب، وشيء ما يزّخ من عينيّ:

لا تحدّثني حبيبي عن الحكايات العتيقة، عن مرارة الأحلام. عن الخيانة، والقصائد، والأيّام

دع روحي المعلّقة على صفحات الحياة تسجّل أولى خطواتها في الحبّ .بلا حبّ

وأكون في ثناياها أبحث عنّي، أضعتُ نفسي على مذبح الأحلام

لا تحدّثني عن الأوطان، فما عرفت يوماً وطناً لي

نبذتكَ، ارحلْ الآن إلى عمر جديد في الفناء، فما عدتُ أرغب بعاشق يسافر موتاً. أتدّبر أمري الآن.

صنعتُ لي أرجوحة كلّما تعلّقت بها قذفت بي باتجاه الصّقيع

سقطت روحي منّي، هي الآن تحبو، وغداً ستكون أولى خطواتها في وهج الغباء

لا أذكر كم مرّة سألتني عن الوطن قبل أن يرحل عنّا، أو ترحل عنه

تسأل عن وطني الذي يقبع في تفاصيل الألم، أم عن وطنك الذي تركته معي أمانة ؟

ضعت مثلما ضاع الوطن. أصبحنا منذ غادرتَ توأمان. نعيش معاً في الآه، في غصّة أمّ، في الدّم

تحت أقدام بعض من نبجّلهم،ونعبدهم من البشر.هم قادرون على ذبحنا، ليسوا اسما واحدا،يأتون من كلّ فجّ عميق، يحملون إلها ،يركعون له، وعندما نرفض عبادة البشر.نقتل بذريعة الكفر.

رحل الوطن مبكّرا. أردت أن أرثيه في قصيدة، لم يستمع إليّ أحد، أو ربما أنا التي تركتهم

نسيتهم على قارعة كذب، عبرت من بينهم إلى السّبات، لم يلحظوا العبور.كانوا يغنّون للموت، والقتل

ماعدت أذكر الأسماء، ذاكرتي بيضاء. سأكتب عليها ما أشاء، لا عمرو، ولا زيد يعنيني. أغطّ بفرح في السّبات.

أطرح عليكم عناويني التي أعبر بها إلى الموت، أهذي، أبكي موتي،فليس هناك من يأتي. يعزيني

كلّ " رفاق الدّرب" الذين عهدتهم توقّفوا على حافة الرّياء، وبينما أخونهم يعاتبون ظليّ، روحي لم تعد معهم. . .

تدير ظهرها لي،ولهم، لا ترغب في الصلح، وجسدي المسترخي كبذلة خلعتها تحت ظلّ الوطن. يطالب بالعودة إلى الحياة. يرغب أن يستيقظ من ذاك السّبات. . . .
























تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow