كلما عبرت الذاكرة, تشدني وردة تستقر على قميصها, فأقول في سري, كم هي محظوظة هذه الوردة, أنها خلقت على هذا القميص الذي قدر له أن يكون قميصها ,

وأمعن في الخيال , هذه الوردة تلامسها ربما صباحاً أو مساء, وتستمد عبقها من عطر حبيبتي, وربما لامست جسدها مبللاً ببعض الماء, فزاد ألقها بفعل ألق الغالية, وربما وربما, أكثر ماحفز مخيلتي, أن حبيبتي مرهفة المشاعر والأحاسيس تبكي بسرعة, وقد تنهمر دموعها على الوردة . عندها لن تحتمل تلك الاستقرار على القميص, قدتتحرك من مكانها, وتلامس وجنتيها وتمسح دموعها بوريقاتها الملونة, وقد تتوحد مع خدود الحبيبة, فأي سحر ستناله الوردة, ستتضاعف غيرتي ويزداد جنوني. وعندما دارت رحى الحرب , وسارع الناس يركضون في شوارع المدينة طلباً للأمن والأمان, هذه الوردة شكلت مراراً وتكراراً, حاجزاً يحمي حبيبتي من الرصاص, أو الشظايا, ستشكرها وتذكر جميلها كثيراً أمام الناس, وتتضاعف الغيرة, أمجنون أنا, أغار من وردة شكلت على قميص, وعندما تبدأ حبيبتي عازفة الناي معزوفتها, ستتحرك الوردة صعوداً وهبوطاً بشكل متناسق مع أنفاسها, وتسألونني لم أغار , تنفرد هذه الوردة مع حبيبتي بكل حالاتها, وأنا البعيد العاجز عن الوصول إليها, سأخفف غيرتي وأتخيل أنهما تتحدثان عني في المساء, وستعرف كم تحبني, وكم أحبها, أنا الشغوف بكل تفاصيلها, بكل حركاتها, وهمساتها, عندها ستتبدل أدوار الغيرة وتغار الوردة مني, أنا العاشق الصب, كيف لي أن أحتمل قميصاً آخر عندها طرز عليه شكل البحر, وآخر شكل الغيم, وشكل الشمس, لم قدر لي أن أكون العاشق المنافس لكل تفاصيل الكون, المطرزة على قمصانها, تستيقظ حبيبتي من نومها, وأصحو من هواجسي وغيرتي, وأطلق ضحكة طويلة, عندما أرى أن قميصها قد طرز عليه بحراً في فصل الصيف, أدركني الجنون وعلاجها كما في كل مرة قبلة محملة بالورود, ترافق فنجان قهوة الصباح من يديها الشهيتين, اعذروا جنون العاشقين أياً يكن مصدره, فأجمل الحب جنونه,

وأجمل حبي غيرتي الكبيرة عليها. غيرة حملتها لكم وردة, وردة حمراء طرزتها ذات ليلة رائعة على قميصها.