Alef Logo
ابداعات
              

المرتبة المُحدّبة

حسام المقدم

خاص ألف

2014-03-03

(في ذكرى مرتبة "يوسف إدريس" المُقعّرة.)

***

في المرة الأولى بدا مثل طفل على ظهر جمل، وهو يشير ناحيتها أن تُقبل. كانت واقفة مبتسمة في قميصها، متطلعة له. وكان يطرقع بيديه على المرتبة، وينتر جسده صعوداً وهبوطاً ليُنيخ تلك المنتصبة المشدودة. نادى بعبث: تعالي! اقتربت تتلوى، ومن وضعه المزعزع مال وخطف قبلة. لفّت وجهها بتمنع أهاج كل ذرة في جسمه. أحاط وسطها وجاهدَ وتثبتَ وسحبها فوقه، فانسدت مسام جسده الصاهد بالسخونة تحت جسدها اللدن المُرطَب. غابا معاً في فرك الجسدين بشكل محموم. من هذه الحمى، من هذه النار، جاءت السلاسة، وكأن على المرتبة رغاوي ، فانسكبا معاً فوق السجادة! ضحكا جداً، ولوى عنقه للمرتبة الجبل. أنهضها، واستأذن بإشارة من إصبعه. قفز مرة واحدة ممتطياً قمة المرتبة، وأتى بحركات رياضية لكبس القطن المُكدّس ببطن ذلك الجبل. جاءت ورفعت قدمها وصعدت، واختارا أعلى القمة ورقدا على حذر. ضغطا بقسوة، وامتزجا في قبلة انتصار، فوق هذه البقعة التي انفرشت تحت جسديهما .

في المرة الثانية تأمّلا الجبل الطري المراوغ، وتعاونا في الطلوع معاً. انفرشت بقعتان كبيرتان تحتهما، وطال عليهما الأمد. المسام في المسام، والدنيا ما زالت في أولها، والزمان يقف مسجلاً تلك اللحظات المهملة من حساباته.

قبل أن يغامرا بالمرة الثالثة، طلب منها أن يحكي حكاية، فوضعت كفيها حول وجهها المُقمر وأسبلت الجفون. الحكاية عن أمير رائع طلب أن يتزوج عروساً ليست أقل روعة، فجاءوا له بكل العذارى، فأعطى كل واحدة بذرة وردة، وطلب منهن أن يرجعن في يوم بعينه بعد أن تستوي البذرة وردة يانعة، وستكون العروس صاحبة أجمل وردة. وفي اليوم الموعود جاء العذارى في أبهى زينة حاملات ورودهن الملونة الرائعة، إلا واحدة لا تظهر عليها الزينة، وليس معها وردة. بدأ الأمير يتكلم عن هذه الورود الجميلة التي ستزين حديقته احتفالاً بالعروس. وطلب من البستاني أن يجمع الورود ويغرسها في الحديقة. ووسط هذه الروعة، ينزل الأمير ويصطحب تلك التي ليس معها وردة ويعلن أنها العروس. والسبب أنه أعطى كل واحدة بذرة معطوبة لا يمكن أن يخرج منها الورد! انتهت الحكاية، مع فتح فمها واتساع عينيها، وغمرها له بالقبلات. هذه المرة استوت تحتهما المرتبة بلا مقاومة.

في المرة العاشرة التقى الجسدان دون أن يضعا المرتبة في بالهما. كل شيء تم في هدوء.

..........................

في المرة المائة كانا صامتين، وبلغا ذروتهما بشيء من النضال.

..........................

في المرة الخمسمائة، ناما بعد جولة خاسرة.

.........................

في المرة الألف، ركبهما الجنون وهما ينظران للمرتبة العالية كجبل، ولقمتها البعيدة القريبة.











تعليق



حسام المقدم

2014-03-08

الموقع الكريم، كلماتي تعجز عن شكركم واهتمامكم بنشر قصتي "المرتبة المحدبة". دمتم لكل ما هو جميل ومبدع.

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow