من قاسيون
خاص ألف
2014-03-22
وزرت قاسيون أخيراً. جلست أراقب آمالي المعلقات كقناديل في شوارع دمشق, قناديل تسألني عن النور وموعده, فأجيبها عما قريب, وأتأمل أوجاع المدينة, هنا زرعت كبدي ياسميناً في شوارع دمشق, احمر الكبد وأخذ لون الدم وشكل الألم, أبصر روحي معلقة هناك في ساحة كبيرة, وكأنها تترقب خلاصاً ما, أهدهد للروح قليلاً أصبرها على الألم والحزن. عل الأمل يسكنها فترجو أن الخلاص قريب, وأراقب من قاسيون أشلائي التي باتت كقطع نور لن يخبو ولو لحين, أجول بناظري على المقاعد الخالية, يأخذني منظرها إليهم , مع كل التفاتة أقول مساء الخير, ويصيبني الدوار, لاأحد هنا المكان خال من الناس, أين هم , لم رحلوا, لم اكتفوا بهذه الزوادة من نظراتي المودعة, ودموعي العارفة بدنو البعد والفراق, هكذا سافروا بلا زوادة, ولاحقائب سفر, ماقالوا وداعاً ولاسنلتقي, بصمت حدث كل شيء,وكان الرحيل. وبقيت أنا وقاسيون نبكي وداع الأحبة. شربت قهوتي , وسمعت ألحان دمشق الحزينة, إلى متى ياقاسيون, إلى متى نبكي أحبتنا, ننتظرهم ولايأتون, لايلوحون كأمل لنتبعهم, ولايقولوا وداعاً ليتملكنا اليأس من عودتهم, أنا وأنت ياقاسيون شبيهين بالآه والوجع. أتذكر كم من قصص الحب احتضنت بدفئك بنسماتك, بعطر قهوتك, أذكر أغاني أم كلثوم تملأ الهواء موسيقى راقية دافئة, وأزواجاً من العشاق تؤم قمتك ,علها تعانق آلهة الحب والجمال, أذكر عناقهم , احتضاناتهم للحبيبات حماية لهن من النسمات الباردة, موسيقى القمة, عطر حبيباتك الرائعات يملأ الأجواء سحراً خاصاً, مضافاً لسحرك الوافر. غادرت قاسيون وفي قلبي بحر ذكريات. ماذا أقول سيد السحر أنت قاسيون.
ماذاأقول: انثرني ياقاسيون كندف ثلج على كل دمشق, أتوق أرى الأبيض يعم الشام, أشتهي رؤيتها عروساً , بثوب أبيض ناصع, عروس تتدلل أن اليوم فرحتها الكبرى, وأنها اليوم تودع كل الأحزان, انثرني ياقاسيون نثرات فرح تغمر الشام, وأهل الشام وتراب الشام, انثرني فرح يسكن الشام ولايغادر, وترياق يشفي كل جراحاتها العميقة, أموت لتشفى دمشق من آهاتها, وآلامها , وأثر الحرب والدم فيها, أموت وأنثر أشلاء فرح علني أغمر دمشق بالفرح. انثرني ياقاسيون آيات فرج قريب يغمرها بالود.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |