Alef Logo
ابداعات
              

فرح بالعطش

عبد ربه محمد سالم اسليم

خاص ألف

2014-04-07

( شهيد من زمن ألشقاقي )

" إلى الرسالي النوراني الشيخ المجاهد نافذ عزام "


مدخل لولبي ،

بهدوء شديد أدار الباب ، وأجتهد ألا يزعج العشب .. وهو ينغلق مفتوح الدموع ، فأرتبك الشجر قليلا كابتسامته الصغيرة ، فرأى الجدار معلقا على الساعة ! ...

( 1 )

التفتت الشمس إلى العشب المسنن

الخناجر تغسل جسدي بالريح

لتسمع الندى في البراعم !

وتحت إبطك تسكن الينابيع الجريئة

فالأرض معلقة بين الربيع والربيع

تمتلئ شيئا فشيئا بالعطش

فتنضج هلالات يقطين عسلي ! ...

ج

ر

ي

ء

ا

فتطارد الماء في خاصرة الينابيع

تتجلى للشجر ربيع شهادة

ولغزا يطارد الليل

يهجم على رأس البحر

تعشقه الخيول البيضاء

ومشروع الشمس

ها أنت في البحر شهيد !

آه ،

ما أكبر دمك

ما أوسع صرختك

ففرشت صلاتك على صدر الوطن

مرحبا

هذه هي الشهادة والشهادة والشهادة

هذا زواج النخيل

والينابيع

وشهيد يفتح الصباح

ويلقي تحياته على الشجر صفوفا صفوفا

ويغرد تزاحم العشب ! ...

( 2 )

لحظة الصيد

تعقد فرح الروح بتله

بتله

فتحتشد في عصمة الأرض

وتدلع الشمس رصاصة

هي الأرض منقوشة بالدم والخيل

مكتوبة في الأسماء الحسنى للشهداء

فتلبس التراب في كتب الصلاة

تفتح طرق اللحظة العاشقة ! ...

( 3 )

ذهبت الأرض إلى العطش المشمشي

والبحر يخلع جبة شهواته الهاربة

يطلق صرخته المعدنية

وأنت تسقط من أفق الموت !

فتغسل صوت الشهداء بالعطش

وصرخة الماء العذب ! ...

( 4 )

لبست قميص الشهادة ،

كل ما فيه أسماء النخيل المقنعة بعبير الرماد

فتنظر جسدك يتفرع

ها جسدك يتكامل دهشة وإناء هديل وخطى صهيل

صيرتك الشهادة قوافل من الشجر

فألبستها فرحتك

دهشتك جسد البحر

والمحراب يمشي على ماء النخيل

ومملكة الشهداء !

فالشهداء عاصمتك

وخطاك ! ...

( 5 )

شهيد يتكشف عنه الزبد ويتفتح المحار مسقوفا بوعد ما بعد الآخرة ، وعواميد النور التي تعشش إلى يوم الوعد صهيلا أخضر !

أكلمه ... يكلمني

يكلمني ... أكلمه

يداعبني .. أداعبه

أداعبه .. يداعبني

مر سحاب أخضر كثير ،

وفي الأرض غيم يرمي بشرره كالقصر

فينكشف التراب في قوارير الحلم

يصعد شهيد البرق

وتقلب بين يدي جنائنك السبع حتى تستوي قطافا

ومحارا !

للشهادة نار ونور

وللقصيدة حلم الشظايا والبخور

وأنت تحمل شموسا تصهر الليل

وتذيب الظمأ

والسحاب يتقلب في التآويل

فألملم فسحة البصيرة

للشهادة أغصان خضراء مبللة يغمرها الندى الذي ينهمر من ريحك .. ،

وغلبك الحال

فيشتعل رأسك شجرا كالملح الفضي

ورماحا خضراء ! ...

( 6 )

يداك تنمو فيها أشجار الحناء واليقطين

وشكل البلاد

وطعم البلاد

وسحر البلاد

فتشتبك الحيتان حول الشجر

وريم السلالات المتخمرة

وخطاك زاجل تتعالى القباب به

نهر

وبحر أسيران

فتقول :" من يفتديني بصرخة مورقة أو عشبة حلم تزاحم الودق ! " ...

فتحتمل غمة الغبار في فوهة صرخة خضراء

والظمأ أسيرك

فتعض الغيوم معصميك

ورجليك

فتجيش بالابتسامات

هذا إذن قمر العطش ليمتد أفق المضارب وترتفع قبة القدس العتيقة !

فتربط آخر الخطى بأول الطريق ! ،

وأشكال الكتابة في الرمل المشجرة بطعم القهوة ونكهة الهيل

وشميم العشق !

فقلت : " يا قمر الماء .. بيني وبينك سحابة خضراء ! "

فتعلو في آخر الأرض

تتهادى على الماء كعشق في مرمر الملكوت وكالمجد في الملكوت ! ...

( 7 )

حقا ! هو العودة على بدء

وقد أزهرت اسما من أسماء الذاكرة

واسما من أسماء الحلم

وطقسا من طقوس العطش

القسام عن يمينك والمعلم الفارس عن يسارك

( القرآن في يمينك

والقدس العتيقة في شمالك )

والبلاد تعلو جمر الماء

والجوع !

فتفيض كالظل ! ،

فتلم خطواتك الندى

وتزلزل الأفعى !

والأرض بك تستدير !

فتحصد من جسدي كل الأغصان الذابلة

والشبابيك عاصفة ! ...

( 8 )

كلماتك راجمات

أصابعك أغصان

وأعشاب

و ..

وأنت معلق على رأس رصاصة !

كمسافة بين الشهيد ودمه !

إذن ،

لينفجر الودق

كمسافة بين القيد والمعصم !

والغوطة يداك

كمسافة بين الشاعر والقصيدة

ليفهم الجبل خطاك

كمسافة بين البذرة والشجرة

فتستقر مدينة تفتح أبوابها للشهداء

والعشاق

والأفقيون

والأنبياء

فمسافتك تعبر من حلم وزنبق

كمسافة بين الوردة والعبير الطازج

فصورتك جدار

وصوتك يدخل – الآن - ألبومي الشخصي

هذا ما قالته الريح وهي تقابل الوطن

والمطر

فتتشابك أصابعك أشرعة

ورائحة زهور

فعلى كفك رمح

ورائحة زهرة من الوسن

فكنت كما تشاء

ذابت الأرض فيك !

وانحسرت العتمة ، وضاعت

ها أنت تلبس أسورة الأرض

وخيلك تفتح طرق اللحظة الخضراء المشجرة بالمطر

وجوع الربيع

ذهبت إلى عمق الماء

والبحر يفتح أمواجه الخائفة

فالقباب حافة العطش

هذا هو الرقص .. أنظره جسدا يتفرع في المطر

ها جسدك يتماسك في الدهشة

يتفولذ

والغيوم ترمي قناديلها في الرمل

فيتكشف التراب في عمق الحلم سيدا للبرق والماء

فينكسر الأفق تحت خطاك ،

وتصعد

يصعد سيد الخيل

والبرق

فالشجر يحملك شموسا تذيب البحر

فم ينمو على شفتيه النخيل

والزهر

وتعشش الهداهد بين أسنانك المفلجة

والنحل بقايا صرخة في الذاكرة تعلو!

المطر يتداخل بالقباب

كمسافة بين دقات قلبك

ومسافة بين السفينة والبحر ! ...

وبعد ،

إنك تغسل صوتك وتترسب - عفوا - تزهر أفقا

يا أجمل العشاق

والفرسان

صنعت حربة صوتك من لحم الفقراء

وقناديل المستضعفين الأنبياء

يا أجمل الفقراء

غاية رضاك أن يستمر الطوفان يكتسح الليل

ويزلزل الأفاعي

فاللحظة انشطار المطر !

ومد

وهج

الصلاة ! ...

( 9 )

عندما اصطدمت فت في الجدار

وهديلك يغذي الصباح بسهم من المطر

ويحقن الشجر بعبير الشهادة

ومواعيد الجنة كلما نطق الشتاء

ومحا الخريف عن جسد السيف ، وانطفاء الفرح عن جسد الحزن

بح كالحقيقة يوما

بح بالحقيقة

وأنت العاشق الأمير

تتوسد الأرض كالفراشة

وكالصلاة

تبحث عن الفرح الذي لا ينتهي

وعن شوارع تحلم بالشجر قبيل الصباح

فتود لو تجمع ملء كفك البرق

والظلال الساهرة !

يا زهرة من الأمس

يا حفنة من الندى

ويا أصدقاء الزمن الجميل

ماذا يقول الجدار الذي كان بيتك ؟!

وماذا يقول المعلم الشهيد والحلم حصى

والبرق شفة الماء القتيل ؟!

فأستدير كي أرى وجهك الحلو في مرايا الحجر

واخضرار الشجيرات في قطرات المطر

خطاك مفتوحة الأبواب

ودمك ينمو بين هواي وضجيج الندى الثائر !

لماذا أرى وجهك

في عيون الشهداء ؟!

لماذا أرى وجهك

في ندى الكلمات النادرة ؟!

لماذا أرى وجهك

في خطوة تتسلق أثباج المياه الحالمة ؟!

لماذا أرى وجهك

في أصداء القبلة العارمة ؟!

لماذا أرى ريحك

في بردة القصائد العصماء ؟!

لماذا .. ؟!

لماذا ... ؟!

فتحط في الصباح على شرفتي

ويبدأ الغناء

فيعبر الترتيل ساحة المساء في هدوء عاشق

وتكسر الظلام في سفرك العميق

نحو مدائن وعد الآخرة

ما زلت أذكرك كشهوة بداية الطريق

كتبت وجهك الجميل سنبلة لا تغادر الحقول

والسفر

وقلبك الوضيء يدمن الشهادة

فالشهادة تبرق من عينيك

تنير الوطن

عندما تكون الشمس متعبة قبيل الشروق

( نصر أو استشهاد مكتوب

على راياتنا ) ...

يا شيخي المجاهد العميق

والفارس الذي أظنه – على الأغلب - الوطن ! ...

9 / 4 / 2014م






















































































































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ولجسدك لغتان

01-أيار-2021

صوته المشجر

29-نيسان-2015

كالحجر يرشح منه الشهداء

19-حزيران-2014

الكسل الساخن

09-حزيران-2014

مشاغبات هايكو ( بلابل من الزمن الجميل ) 2

29-أيار-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow