بالضبط هذا ماقالته صديقة غالية, لايصلني الشعر أو القصة أو الرواية مالم تك ملامسة للواقع,عجزت عن الجواب, لأن واقعنا أصعب من أن يلامس, وجراحنا أعمق من أن نحركها بالمزيد من الحزن, كيف لي بقصيدتي أو قصتي , أن أصل لقدسية بحجم قدسية الأوطان, وبث إحساس بالحرمان يشابه إحساس فاقدي الأوطان, بأي شكل يكن,ولأي سبب كان. فكرت كثيراً بهذا الحاجز المفترض, وبكل الأساليب والطرق التي تجعل الكلمة تصل لها ولأمثالها, إحساس مابالفشل عبر المخيلة, ثم فكرت بقصة حقيقية حدثت معي, يوم تعرفت على محام وأستاذ موسيقى أنجز دراسة تعنى بعلاج أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة بتعلم الموسيقى, غريبة هي مهنتك صديقي سألته بحوارنا الأول, حدثني عن الثقة, فسألته عن محتوى الدراسة وصعوبات تطبيقها, وفكرت بذاك الحاجزالذي يفترض به أن يكسره بينه وبين الطفل الذي يعالجه , وكيف لهذا الأستاذ أن ينقل كل هذه التفاصيل الصغيرة والدقيقة لهذاالطفل, تعمقت أكثر بالدراسة , تعلمت العديد من تفاصيلها وطريقة تطبيقها, أول شيء كان من المفترض بي عمله, بناء جسر ثقة بيني وبين الطفل, جربت مرات , نجحت ببعضها وفشلت ببعضها, وللمقاربة أكثر ياصديقتي, أنا اليوم تلميذتك , وأهم مايتوجب عليك فعله , بناء جسر ثقة بيني وبينك, عندها ببساطة ستعبر كلماتي لروحك,لتستمتعي بها, وستعبر آلامك لروحي, سأكتب آلامك, وأشاركك فيها فأخفف عنك, الشعر هو هذا الجسر نبنيه فوق المواجع لنتشارك, ووردة نقطفها من كرة النار, لنقدمها هدية عيد لفاقد الأبوين, هو يد نمدها لعاجز عله يستمد قوة مضاعفة من الأمل ليمضي. أعرف أن كل أشعار الكون قد تقف عاجزة أمام دمعة يتيم لكنها قد تبني طريقاً للحب, وجل مايتوسمه الكاتب من كلماته أن تلامس الروح لاالواقع, الواقع مرهون بقوانين وأعراف وتقاليد, أماالروح فهي الأصل حرة طليقة لايقيدها عرف أو قانون, دعي روحك حرة تقرأ مابين السطور, هنا كلمة كانت ستكتب, وفكرة خافت الظهور, وهنا شاعر مد يد العون لنجمة رائعة كي تعبر أفق العاشقين, وطفلة حضرت سلال الورد لتهديها للمحبين , أنا فتحت روحي لآلامك فافتحي قلبك لكلماتي عندها لاخوف من الواقع, كلي ثقة عندها لاخوف من الواقع.