خانتها الشجاعة لحظتها, فلم تستطع أن تضغط على الزناد, لتطلق النار في رأسها وتموت, لاتعرف بالضبط ماالسر الذي أوصلها إلى هذه الدرجة من سأم الحياة, وفراغ الطموح, شيء ماتغير , وغير معه كل رغبتها في الموت إلى رغبة في الحياة, أليس غريباً هذاالنمط من التحولات, من قمة الرغبة في الموت , إلى قمة الرغبة في الحياة, اليوم مع فنجان قهوتها, كانت تحدث نفسها, ينبغي أن أعيش ,

بلى ينبغي أن أعيش, والمضحك أكثر, كانت تحدد لنفسها كم من السنوات ينبغي لها أن تعيش, ربما لعشرين سنة أخرى, وربما أكثر, تذكرت ولديها وحاجتهم الماسة لها, فأضافت سنوات أخرى على حجم رغبتها بالحياة, رشفت القهوة , وحدثت نفسها, أتراه الحب, سيد الأسرار, هو سر هذه الرغبة المضاعفة بالحياة , وسر هذاالتحول, أم هي رغبة الأمومة بإيصال أطفالها إلى بر الأمان المطلق, يقطع عليها عالم شرودها رنين الهاتف, صباح الخير حبيبتي, فتجيب ينبغي أن أعيش, ضحكة عالية عمت المكان, غريبة أنت ياحبيبتي, بالأمس حدثتني عن محاولة انتحار فاشلة كنت ستقومين بها فماغيرك, وإني لسعيد جداً بهذاالتغير, أنت , بلى أنت حبيبي , أضفت لحياتي عبيراً جعلها شهية, بحيث لايمكنني الاكتفاء بحد معين منها, معك أحسست أن للحياة وجهاً جميلاً بسيطاً ورقيقاً ينعش الروح, ويجعلني أرغب بالمزيد من العمر, غريب أنت أيها البهي, كيف أطلقت عنان الرغبة بالحياة, وجعلتني أعشق عمري, بت أعشق كل تفاصيل الأمكنة, توثقها ذاكرتي, سلني إن شئت عن عدد أضواء المدينة, عدد شوارعها, سلني عن ورودها , وناسها , كل هذه التفاصيل صرت أعشقها, أحس بوجودها, أحدثها, واستغربت أني كنت لاأراها, لاأتواصل معها, اليوم علاقتي بها جد مميزة, آه حبيبي ماأحلى الحياة معك وبرفقتك, حسناً حبيبتي, أنتظرك اليوم الساعة السابعة , عندي مفاجأة جميلة لك, سلام. مع السلامة . أنهت مكالمتها وشرودها , وعادت للحياة. وبنفس العبارة بدأت حياتها الثانية, ينبغي أن أعيش, لعشرين , لا لثلاثين, لا لأربعين سنة,أريد أن أعيش ألف سنة , وأطلقت ضحكات الرغبة المطلقة بالحياة.