هذه المرة الأولى التي تركب فيها السفينة. أمضت كل الليل قلقة تفكر بتفاصيل ومخاطر السفر , واستيقظت باكراً قبل موعد السفر بساعات, وراحت تحدث نفسها, كيف سأتصرف, وبمن قد ألتقي, ماذا سيحمل هذاالسفر من تجارب جديدة لي, دائماً كان انشغالها بترتيب الحقائب يقطع عليها مسلسل أفكارها, ويعيدها للواقع للحظات, آه يجب أيضاً أن آخذ بعض الأدوية , فقد يكون للسفر مفاجآته الحزينة أيضاً, انتهت أخيراً من ترتيب كل شيء, ودقائق قليلة ستبدأ رحلتها , رباه ماأجمل البحر, بلى هو جميل جداً, صوت فاجأها من الخلف , وكأنه كان شريكها بكل هواجسها, وأفكارها, شرود وتأمل, وحوارات طويلة جمعتها بهذا الشاب , وصار الإبحار إبحارين, إبحار سفر وإبحار في عينيه الزرقاوين, سهرات وأغاني لليل والصباح عاشاها معاً, كيف لا, وكل هذاالتقارب جمع روحيهما, أحبك قالها مراراً وتكراراً, وعود بحياة قادمة أجمل, وحب متفرد بعمقه ورقيه, كل هذا حمله لها هذاالإبحار, ذات مساء وبعد أن أصبحت قصة عشق السفينة, تاريخ يروى بكل تفاصيله, اجتمع المسافرون بسهرة أخيرة , سهرة الوداع , ليتبادلوا الأماني الجميلة بمستقبل أجمل, قاطعهم هذاالرجل غريب الأطوار, هكذا كانوا يسمونه, مقامر السفينة, وبضحكاته ثقيلة الظل كان يقاطع الأحاديث, لينثر عقوده المشبوهة هنا وهناك, يفسد الأجواء ويرحل, ضحكات ملأت أجواء السهرة, عبارات ود وتقارب وأمنيات جميلة تناثرت في ليل السفينة, أما ماسأراهن عليه في هذه السهرة, فهو تاريخ هذه السفينة, بلى تاريخها المتمثل بقصة الحب هذه, وأشار بإصبعه للفتاة الأنيقة مفرطة البهاء, وهذاالشاب جميل الحضور بعباراته المحببة لقلوب النساء, بنهاية هذاالإبحار سينتهي تاريخ السفينة, وأطلق المقامر ضحكاته الغليظة ومضى, قد أفسد ليل العاشقين هذاالمقامر الغريب, أحقاً حبيبي سينتهي كل شيء ونغدو قصة إبحار لاأكثر ولاأقل, دموع غزيرة سالت , وعبارات مواساة وتعاطف سادت الأجواء, كثيراً حاول أن يخفف عنها, كثف وعوده لها بآت أجمل, قطعها إعلان الوصول , انتهى الإبحار والسفر, وحطت قصة الحب رحالها على الأرض, ماعادت سيدة البحر وتاريخ سفينة , هم الآن على الأرض, وكأنما قوانين البر تخالف قوانين البحر, وداع , وأمنيات ووعود باللقاء, لكن لاشيء منها وافق قانون البر, يالهول الخيبة وقسوتها , عندما يخسر الحب ويكسب مقامر السفينة.