إملأ الفراغ بالكلمة المناسبة . خيار صعب بالنّسبة لي

يوجد بعض حروف الجّر التي تخطئ المكان، و كلمات متشابهه يضيع علي أمرها، لو لم تخيّرني، تعطيني الكلمات ،أقوم بوضعها في الفراغ كي لاتضع لي علامة الصّفر دون أن تنظر إلى باقي أسئلة الامتحان. الصفر علامة عربية، هم من اكتشفوها، ثم استعملوها في المدارس من أجل تدمير داخل الأنسان، فأيّ جهد نبذله يستحقّ أكثر من الصّفر. . .

في رحلتنا اليوميّة تحتلّ الذكريات" الفارغة" مساحات من ذهننا

نرحل إلى المستقبل، نعود إلى الماضي، وندفن رؤوسنا بين أكتافنا كي لانرى أحداً

لعبتنا لا تنتهي، ندور مع الأبعاد

نحن على انتظار، على سفر، وعلى مرمى حجر من حتفنا

يمتد النّهار، يعانق الليل، وقبل أن ننام ينبلج الفجر

نستعجل أيامنا كي تنقضي، ونلاقي الغد الجميل

وفي لحظات الانتظار الطّويل يقتلنا الملل

نملأ فراغات الحياة بتأليف حكايات الحبّ ، وبالضّجر

أعانق فراغي حتى وقت السّهر

تأتي دون موعد

تحضنني، وأنت في نشوة السّكر

ويدمع منك عالمي المنكسر

أغمض عيني، أعدّ أيّامي، ما شاركتني الحياة

ولا شاركتك ليالي المجون والسّمر

حضوركّ فراغ، البحث عنك فراغ، وحبّك فراغ

حياتك مثل ضمير مستتر

أبحث عن نفسي بعيداً عنك، في أماكن العطور

أعجبني عطر عاهرة " معجزة"

راودتك عنّي

رغبت أن أقلّدها حتى في العهر، ما نجحت

إلا في اجترار الفقر، وفي تهدئة مجونك الانتحاري

غادرت نفسي. ضاعت من يديّ

كلّما رأيت سراباً

أركض إليه

أتعثّر بكلماتي. ليس لها مكان

بحثت عنك في الصّحف. في باب " خرج ولم يعد"

دفعت ثمن الاعلان

وأنا في الانتظار أن أقرأ شيئاً عنك

من باب التّسلية السّوداء

في كلّ يوم أشتري صحيفة فارغة منك

ولما لم أجدك. بحثت عنّي

ولما لم أجدني احتفظت بصحيفة الصباح

من أجل التّعزيل

لولا الصّحف لما تمكّنت من مسح الزجاج

أحلّ الكلمات المتقاطعة في بعض الأحيان

أوزع أوراق الصّحيفة على الطّاولة، وأمام الحمام

ما أرخص الصّحف!

وعندما تكون بائتة أتناولها ببلاش

قرأت في مرّة بعض الكلمات، قبل أن أزيل آثار الطّعام

كلمات شاعر وصف بالعظيم، أدرت وجهي عنها

وألحان سيد الموسيقى، تبرّمت

وفي كل مجال من مجالات الحياة رأيت مبدعاً

لا شيء يعجبني

الألقاب الشامخة تثير في نفسي الغثيان.

وبينما تصيبني الحالة

تطلب مني أن أملآ فراغك بالحبّ، أو بكلمة مناسبة أقوى

أعتذر، كلّ الفراغات التي تريد أن أعبّئها كنت قد أشحت بوجهي عنها.

لم تنتظر إجابتي

تغطّ الآن في نوم عميق

وأحوم حولك كالفراغ حتى الصّباح

أوقظ الصّبح من النّوم كي يرافقني في رحلة البحث

نسرح مع النّسيم

نتعثّر بالأسواق المغلقة

نضيع مع أنفسنا

نعود لنمارس تفاهاتنا كالعادة

وكأنّ النّور لم يغسلنا

ننام على أدراننا

في انتظار أن يغسلنا صبح جديد

سوف يحين الوقت غداً، أو بعد غد لأملآ فراغاتك

عندما أكون مستعدّة

لايمكنني فعل ذلك الآن، وأنت تمطرني بأعذار ابتكرتها للهروب

وأقول لك أنّك استثنائي، أنافق كي تعود

أغادر بصمت بعد استئصالك

تخشى أن أفعلها

تشحذ ذهنك

تصرخ: قفي. هناك أمر هام نسيت قوله

لا أسمعك

الريح عاصفة في مساراتنا

تقودنا جهة الأبعاد

ونسقط في فراغها

ينتهي المشوار

نكتب سيرتنا على الأسفار

بضع كلمات نفاق منك

أردّ عليها ببضع نفاقات

وتنتهي الحياة