Alef Logo
يوميات
              

تليق بك الحياة يا صديقي

ماري القصيفي

خاص ألف

2014-07-09

تليق بك الحياة فلماذا تستعجل العبور يا صديقي العجوز؟
يليق بك الشِعر والجمال والشَعر الأبيض والتجاعيد المزروعة وردًا وشوكًا، يليق بك أن تضحك وتبكي وتغامر وتعشق، فلماذا تهتف بالغياب أنِ اقبلْ.
في جبالنا المهدّدة بالحرائق والأبنية العشوائيّة القبيحة والفيلاّت المنغلقة على من فيها، كان الناس يتمنّون لأحدهم: "تعيش ع قدّ ما الحياة بتلبقلك"، وكأنّهم يقصدون بذلك أنّ الإنسان لا نفع له إن لم يعد يليق بالحياة أو إن كانت الحياة لا تليق به. ويذهب الذهن عادة عند سماع هذا الدعاء إلى الصحّة الجسديّة والاتزّان العقليّ، ولكن لا شكّ في أنّ أمورًا كثيرة أخرى، تكميليّة ربّما لبعض الناس، تعطي الحياة مذاقًا خاصًا ونكهة مميّزة ولونًا يدعو إلى الفرح. الحبّ والرقص والغيوم والشِعر والأشجار والعواصف والبحر والتراب وسوى ذلك من مشاهد الوجود، تدعونا كلّها، إن غرقنا فيها، إلى التمتّع بالحياة، لكي نليق بها وتليق بنا.
وأنت يا صديقي العجوز تحسن كلّ ذلك، فلماذا تريد أن تغادر الحياة، والحياة وجدت لأمثالك من العاشقين الدائمين؟
الحزن نفسه يا صديقي العجوز يليق بك وكأنّه وجد من أجلك، لا لأنّك تستحقّ الحزن، بل لأنّك تعطي الحزن معاني ليست منه أو له، ولأنّك تسمو بالحزن ويسمو الحزن بك، ولأنّنا ننتظر حزنك لنرى أيّ شيء سيكون بعده ودائمًا يكون ما بعده جميلاً ورقيقًا ودافئًا وحنونًا حتّى أنّنا نحن المحيطين بك نخشى أن نتكلّم فنجرح صمته، أو نبكي فنهين بهاءه، أو نتحرّك فنعكّر هدوءه.
لا تنادي موتك يا صديقي العجوز، ولا تدر ظهرك للحياة، ليس الآن على الأقلّ، فأمامنا مشاوير تنتظر خطواتنا، وقبلات تنتظر شفاهنا، ومقاهي تنتظر رماد سجائرنا، وكتب تنتظر أن نتبادلها.
لا تسرع الخطى يا صديقي المرهق من الحياة نحو راحة لم يحن وقتها بعد، ولا تخضع لتعب أصفر لا يلائم لون عينيك، أو لملل رماديّ لا يناسب اخضرار الآمال المعقودة عليك. دع أناملي تتسلل إلى خصلات شعرك لعلّك تنعس كالأطفال وتغفو، دع دفء يدي يتمدّد في شرايينك لعلّك تنتصر على البرودة التي تحاول اقتحام قلبك. واستيقظ، استيقظ نشيطًا، وشابًا، لا يشبع من الحياة ولا يترك للحياة الفرصة كي تشبع منه.
فللأغبياء أن يصمتوا، وللجبناء أن ينهزموا، وللتعساء أن ينطفئوا، وللحاقدين أن يغرقوا في مستنقعات نتنهم، أمّا أنت فلك كلّ الكلمات، وكل الانتصارات، وكلّ التوهّج، وكلّ الأنهار المتدفّقة المتجدّدة.
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في انتظار شيء ما

11-نيسان-2015

حزينًا حتّى موتي

26-كانون الثاني-2015

ضبابُ حزيران

20-آب-2014

إلى رجل يشبه الكتابة 3

13-آب-2014

أحبّك أكثر من البحر وأقلّ من الكتابة

06-آب-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow