تأخرتُ عن الوردة !
خاص ألف
2014-08-05
إلى " هيا عساف"
" يقول؛
ــ شفيتُ من الوقت ..
فانسلخَ الظلُ وولجَ الليلَ بأهزوجةٍ بدأت وقتَ غيابكِ
يردّدها أطفالٌ مجانين حيثُ الصدى "
***
قبل أن ترحلي
انتظري لحظة...
فسّري لي الوردةَ
أو استلقي أمام النافذة، على حافة النافذة
إن شئتِ..
لآراكِ كيف تتبرعمين وتنهضين مع اغتياب الضوء لزوايا حجرتي الضريرة!.
تمطّي ...
كي تعتصرَ من مساماتكِ عطورٌ لم تفقهها جوارحي ولم تترجمها رئتاي وحدسي..!
/
سترحلين .. أعرف !
لكن قبل أن ترحلي
انتظري لحظة ... ساعتُكِ البيضاءُ مازالت واقفة مثل قلبي حين قررت ِ الغياب !
هل أعيدها إلى مكانها القديم ؟
هل .. أحطّمها كما تحطّم أملي وتحطّمَ الزمنُ بين عقاربها ؟!
هل أغلّفها بجلدي
وأرميها إلى المدى كي تستدلَ النجومُ إلى وقت السَــحَر ؟!
اجلسي قليلاً ...ثمَّ في جوفي صهيلٌ من نار
ومازال لساني متجمّداً أمامكِ !؟
لن أُحصي الخطواتِ التي عدنا بها أو ذهبنا فوقها إلى ليل دمشق ..
لن أرتّبَ خصلاتِ شَعري القصيرة داخل المرايا
وأمضي إلى غيابكِ أشعثاً .. حتى في حُلمي !
آلافُ الأمتارِ تفصل بيننا ومازلتُ أشدُّ حبال الطرقات كي تظفرَ كفاي بملامسةِ خدّكِ المصقول بالدمع والقبلات التي لم تحظَ بها شفتاي !!
لو أنني ................
لو أنّني وهِبتُ جناحين لصرتُ عندكِ زاهياً مضيئاً
وكسّرتُ جناحيَّ كي لا أغادركِ نفساً...
لو أنني حقيبة فارغة بيد مسافرٍ مجهول إلى مدينتكِ
لكنتُ أفرغتُ فراغي أمامكِ، وملأتهُ حضوراً منكِ .. ثقيلاً ثقيلاً.. لا يحمله الخيال حتى!
لو أنني أمتلكُ دفّةَ الأرضِ ومفاتيحَ دورانها.. لحرّكتُ المُدنَ كطاغيةٍ ماهر
أو كأحجار الشطرنج ِ الخاسرة
وجلبتُ غرفتكِ الصغيرة إلى عالمي !
لو أنني " غيمة "
لأمطرتُ في مدينةٍ بعيدة تزورينها بدلاً عن مدينتي القتيلة في داخلي!
لم يبقَ شيءٌ في يدِ الطفلِ من ألعاب !
الحجارةُ التي كان يرميها إلى الأعلى مع أصدقائهِ .. أحالتها الحربُ تراباً
مع كفوفهم التي تستقبلها!
الأزقةُ والساحاتُ المسائية .. كذلك !
عنوانُ حبيبته حين يكبر في الورقة السمراء .. تغيّر !
القصيدة التي سوف يكتبها لكِ بعد أن يراكِ ( في العيد )
هل وصلكِ فحواها .. أم بعد ؟؟
***
انتظري لحظةْ ..
أرجوكِ ... قبل أن تغادري
خذي معكِ (أنتِ)
كيلا أتحسّس في كل لحظةٍ جسدي وعروقي مرتعشاً كمدمنٍ على شيءٍ ما
أجهلهُ لربما بعد أن تغادري !
وهَمٌ ..
وهَم ... سأنتظركِ ...
ولن تنتظري .. أعرف !
ففي كراسكِ اليومي حكايا كثيرة ... جمّة !
على سبيل الجمال:
ــ حربٌ تركضُ في جسدكِ وأنتِ تبطئينَ حتى في حُلمكِ !
ــ أصدقاءٌ خائنونَ وتغفرين لهم بذريعةِ الذكريات ..!
ــ عاشقٌ سيّئُ المزاجِ أو يتأهّب أنْ يكونَ عشباً في حضرتكِ .... ( تجزمين أنّه ليس أنا ).
ــ ملوحةُ بحرٍ تركتيها على الرملِ تأكلُ باطنِ أقدام العابرين مثلكِ بين مدٍ و" قمر " !
ــ ذئبٌ يعوي جريحاً في دمكِ!
ــ بنادقُ لا تعرف طعمَ لحمِ الطفلِ أو كبدَ الكهلِ الذي يحتضنُ قنينةَ ماءٍ للوردة !
ــ رسائلُ قديمة كُتِبَتْ بأصابعكِ المرتجفةِ إليّ عندما أغمضَ الله الضياءَ في عيون سماء مدينتكِ !
ــ هسهسّةُ قرطيكِ في المرايا وأنا مصغٍ على بعدِ المسافات !
ــ غضبي .. صراخي.. دون أن أدري أنّني أستفزُ عِطراً جارحْ !!
ــ جيرانُكِ الواشون .. جارتكِ الوضيعة في الأسفلِ ..
امتعاضُ أخيكِ مني في آخر ِ الليلِ؛
أبوكِ الذي لم يتسنَ لي أن أقولَ لهُ ( إني أحبُّ جزءاً منكَ )
..... السوسنةُ التي أبَتْ أن تنحني على قمةِ السفحِ الصخري جرّاء ريحٍ تتسلّى باللون والسكون !
كنتُ أخشى أن أقدّمها لكِ كي لا أفسد عنفوانكِ
وقلبَكِ الذي تحاولينَ ترتيبَ داخله أسماءَ الذين يحتفون بهِ
أو أسماءَ من غابوا عنه دون قصد!
ماذا أيضاً ....!؟
حكايا كثيرة يا صغيرتي ..!
حكايا كثيرة يا هيا ...
تنتحبُ الآن أدري بين مآقيكِ !
................. وليكن؛
رحيلاً أنيقاً
أنيقاً .. مُرتّبْ !
يشبهُ لقاءنا الأول ..
ابتساماتنا .. الترحيب ذاته على الشفاه الصديقة !
القليل من الخجل بحضور الأصدقاء
أو الإفراط باللباقةِ والحضور المُصطنع !
فليكن ...
ولتكن النهاية كما تشائين ... حظُ الأبالسة بالجنةِ
أو ... سوء فهم الأنبياء بالخريطة !
إنّه عشقٌ لم يكتملْ....................... !
لربما في صدري شيءٌ يتناقص مع اسمكِ
ولربما أيضاً ..
اسمكِ يُحفّزُ النهرَ على الفيضان.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |