رؤيا

لا أعرف كيف تجري تلك الأمور.كأنّها حكايات ، غربان سود يحيطون بي ، يحملونني في عتمة الليل إلى المجرّات،سلّمت أمري للغربان، لم أكن خائفة، أقمنا على قمّة جبل ، رأيت لمّة من الآلهة والأنبياء يغطّيهم السّواد، الغربان يدورون حولهم، مريم تعانق المجدلية تبكيان.

-لماذا البكاء؟ لم أنتظر الجّواب، رأيته مسجى أمامهم، قتلوه ثانية بعد أن قام. المسيح قام. حقّاً قام في أول صلب، الان هومقتول امامي تبكيه امذه وحبيبته. ..

.

إغفاءة

عندما رفعت رأسي عن سجادة صلاتي، كنت قدعدت من الجبل للتوّ

أعيش حالة حبّ عاصف أنا والرّب، نور إلهي حلّ بي لم أر مثله في حياتي، يقيت ستين عاماً على سجادتي أدعوه، وأفوّض أمري إليه

حرستكِ ستين عاماً كي أستطيع معرفة خطاياك وحسناتك، فتحت ملفكِ فإذ به فارع. لا خطايا، ولا حسنات،كأنّك لم تكوني على قيد الحياة، سأمنحك فرصة أخرى، وأكون معك أينما تكونين

نظرت إلى المرآة فإذ بي عارية من الأثواب، ولا أرى في تفاصيل جسدي إلا امرأة أتعبها الزّمان .

أفتش عن ثوبي ونظارتي كي أغادر وأملأ بياناتي

يبدو أنّنا تبادلنا أثوابنا في زحمة ذلك الحبّ، ونظاراتنا أيضاً،أعطيته ثوبه ونظارته، استسلم للنّوم . انتزعت ضفائري فردتها عليه خوفاً من الغياب.

بكاء

صباح البكاء، مساء النّدب والعويل

بكاء، عويل، فليرحل الفرح لم يعد له مكان

مهنتنا هي البكاء

في بلاد ليس فيها سوى الرّماد

قبل ممارسة طقوسي في النّدب، والعويل والنواح . انطلقت ألملم بقايا ذنوبي ريثما يستيقظ الإله.

قدم إليّ درويش قادني إلى واد سحيق.

رأيت أولئك الحكّام الذين قرأت عن عظمتهم.

كانوا كالهباء. تتقاذفم الرّياح، يختبئون بين أوراق التّاريخ يبكون الحياة

مسحت دمع الحجّاج

- لم تبكي ياحجاج؟

- أبكي عليكِ،أحببت دائماً بلاد الشّام ، وأنت من رائحتها. هنا يقيمون الحدّ، يرسلونك إلى حتفك . لماذا أتيتِ إلى هنا؟

- أراك حيّاً لم تمت. أتيت اليوم أبكيكم.

فتلك الصّفوف منكم لم تدع أحداً يعيش، ولم تعيشوا أنتم

قادني إلى المقدّمة

نصبني عليهم إماماً

أقمنا الدّعاء

يارب. أعدنا إلى أيّامهم، اشتاقوا لمناصبهم

بدأت بالتباكي،نعقت الغربان

صرخت بها: كوني خاشعة ، فاالتباكي سنّة ومن مظاهر الإيمان