في الركن المهمل
خاص ألف
2014-08-16
وحيداً كان , ينتظر دوره ليستلم مواد الإعانة, عبوات من الزيت وأكياس سكر وبرغل ومعكرونة, ستساعده ليمضي هذا الشهر ببعض سلام, وحيداً كان يحصي خيباته المتعددة, أوراقه, كتاباته , عائلته كلها غدت تفاصيل من ذكريات مدينة باتت خراباً مهجوراً, وحيداً كان يتذكر طرفاً بترت هناك, وتركت دونما دفن كعلامة أن أحداً ما مر من هنا, وبين كل تنهيدة وأخرى, كانت تعبر مخيلته قصة حزينة بشكل أو بآخر, طال انتظاره وطال زمن مرور الذكريات, وأحلام السكر والبرغل المعمدة بدم الحاجة, كانت تراوده لتنهك أنفاسه أكثر فأكثر, ألم في الصدر يتزايد بشكل متناسب مع زمن انتظاره, اقترب دوره وطلبت المتطوعة بطاقته الشخصية, هات ياعم هويتك, حصتك لهذاالشهر مبلغ من المال وسلة غذائية , بابتسامته العفوية ملأ المكان فرحاً مؤقتاً , سيتمكن هذاالشهر من دفع إيجار منزله بشكل أسهل من الشهور السابقة, لن يتضايق هذا الشهر , سيتفرغ قليلاً لكتابة عدة صفحات من مجموعته القصصية التي بدأها بعد النزوح, سيتمكن لوهلة من تأمل صورة عائلته فرداً فرداً, ليكتب قصة ألمه كما حدثت بالضبط, بنفسه سيسهب بشرح تفاصيل الوجع, تلمس ساقه المبتورة وضحك أوربما جبروته جعله يحجم عن البكاء قهراً, حمل حصته الإغاثية ومضى إلى منزله البعيد, كل مارآه في الشارع كان كفيلاً بتحريك مواطن الوجع, كمن يزج بيده كاملة في جرح لم يلتئم بعد, أنين روحه سبقه بخطوات إلى مقصده, ونزيف هذاالجرح لايتوقف, حدث ساقه المبتورة وتخاطر مع جزئها هناك في قريته البعيدة, هذاالتخاطر خفف من إحساسه بالمسافة, دخل منزله وارتمى على سريره العتيق, فرحاً بوافر حصته من السكر والزيت, وأخذ يكتب , هناك في الركن المهمل يحكى أن قصة حب ولدت, وعرشت في الروح, وعبيرها ملأ الأفق عطراً, هناك في الركن المهمل , يحكى أن إنساناً كان يقيم مع عائلته الغالية , وهناك في الركن المهمل يحكى أن ناراً أحرقت المكان والزمان والناس, لتغدو قصتهم غصة تحرق الحلوق وتستقر كرة من نار في الأحشاء , هناك في الركن المهمل كان .....وكان ...وكان
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |