Alef Logo
ابداعات
              

أنا البحر .. أنا كائن الدهشة

وائل الناصر

خاص ألف

2014-08-23

يا بحر ..

خذْ قدرتي أنا المشبعُ بكَ ..

خذْ انعتاق الماء من نفسه ..

خذني أنا المارق بك مثل اليقين ..

أقذفُ نفسي في مائه , بحرٌ لا يراني , لا يرى حيواتي كلَّها .

_ لا عينان للبحر ... هذا ما قالته لي , حديقةٌ تُعدِّلُ من زينتها غير مكترثةٍ للبحر الممرَّغ أسفل الأقدام .

_ و هذا ما لم تقله تلك الفتاة , حين وَشَمَتْ كتفها ببحرٍ لا عينان له .

*****

أنظرُ إليه بعينين مغامرتين , هذا الأكمه المنفعل يُصرُّ على وجوده , يتمدَّدُ في غرفته كراهبٍ يُجيدُ اقتناص الحياة .

لستَ شيئاً أيُّها البحر , بلا عينين لن تحفظَ قلبكَ أبداً .

أنا و أنتَ عالقين في الظلمة , شرفتكَ المنحنية المجبولة بوحي أخطائنا .

بصعوبةٍ تفكُّ الكلمة و تلقي عليَّ جحيم بكائك ..

تبكي كثيراً أيُّها البحر , تبكي فسحتنا المتشبِّثة بثرائك .

لستُ أهجوك ْ , أنا فقط ْ , أُحاولُ لجْمَ عتابك , أُحاولُ قنص دموعك .. لأغرق .

*****

أنت لا تراني أيُّها البحر , حين أجعلُ منكَ تابوتاً لي , حين أسيرُ في شارعكَ زحفاً كما لو كنتُ ألعبُ بكَ .

لستُ أثقُ في شيء , أتمدَّدُ على هامشي كاسطوانةٍ مغلقة , كصوتٍ يطيرُ فوق الحياة , أسمعُ تراتيلهم و أُجدِّف , أنا البحر , أنا كائن الدَّهشة في سماءٍ تخيطُ أسماءنا .

*****

لستُ منكَ و لستَ منِّي يابحر ..

لستُ حفنةً من مائك بها أقيسُ وجودي و أضربُ نفسي بستارة المصير .

لستُ راهباً يُشعلُ سراجه في رحلة البحث عن قدسيَّتك .

هكذا تسرقُ ثياب غيركَ و تدَّعي أنَّكَ أزرق .

يابحر .. ياغرور الكائن , لولا تحفك لكنتَ عارٍ حتَّى من نفسك .

*****

أمشي كمن يجرُّ الأرض خلفه , و البحر يمشي في مكانه , في تهكُّماته يبلعُ كلَّ شيء , بملحه يفصد وجودنا هذا الكائن القذر المنتشي بساديته علينا , كمازوشيٍّ أبداً يُجاهد في الفرار من سياط الرِّيح .

كم قلتُ لكَ لستَ شيئاً أيُّها البحر .

كم نغزوكَ لغرض التسلية أو لأكل ما تخبؤهُ في ثلَّاجتك .

*****

لستَ شيئاً أيُّها البحر ..

أنتَ فائضٌ مائي , و لا مهرب لكَ من كلماتنا .

و نحن نفتح شرفاتنا عليك , نُصوِّرك بأعيننا .

المدن التي تراكَ و لا تراها .

أنتَ أعمى أيُّها البحر , لماذا في ليلنا تضيع , فيما يصلنا صراخك .

*****

لستَ شيئاً أيُّها البحر ..

ريثما تمرُّ بي أشياؤك , أتوجَّسُ خيفةً منك , من غدرك الأعمى , يا كائناً يلهثُ مثل كلب .

للبوح في قلبكَ حجرات , و لي مركبٌ لا يسع الغامض منِّي .

أزوركَ فيما ماؤكَ يقتلُ مللي , يفكُّ أزرار روحي .

*****

أُقسمُ أنَّكَ لستَ شيئاً , أيُّها البحر ..

أُجاري بهاءكَ في ظلمتي , أتذكرني يابحر , أتذكرُ العابر خلالك , يُزجي على نفسه حرباً شطرنجيَّة الذاكرة و يتلو مشاهد عَبَرته مثل قطرة العين ..

أتذكرني أنا العابثُ بكَ و قد أَهرقَتْ أحلام يقظتي كزبدٍ فوق مائك .

*****

أنا لستُ شيئاً , أيُّها البحر ..

في أوتوسترادك َ .. كم غربةً مرَّتْ بكَ , و ألقتكَ في مستنقعٍ للخوف لا يجفُّ .

ثمَّة من يمتصُّني , يمتصُّ أجزاء دمي يابحر ..

دموعي و دموعكَ امتزجتا , فأشبهتْ عاطفتي عاطفتك .

و انتشرنا مثل لوحةٍ زرقاء على حائطك .

يا بحراً يسرقُ ستارة كلِّ شيء ..

لستَ شيئاً ..

و لستُ شيء .


















































تعليق



وائل الناصر

2014-08-31

الستارة نافذتك إليكالشارع يمر بي ، أحدثه عن حديقة لا تصب في قلب ، و لا يمر بها .الأمكنة تخلع باب الذاكرة ، أرميها بستارة تخفي غيابي عنها .رابض أنا كتمثال لقائد لا يغير عاداته السريةالأشياء تمر بي و ترميني بستارة تخفي غيابها عني .الحب يمر بي أيضا ، لا يكلمني ، يمد خطواته كراهب تجاوزته الحياة .لم يكن موتي واضحا ، أمر بي ، أتجاوز شارعا لا يمر من حديقة و لم يرميني بستارةتخفي ما مات مني .

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أنتَ موقوفً عن النوم.

12-آذار-2015

أرتديكِ..كحياة

09-كانون الأول-2014

كقاربٍ يميلُ إلى جهتي

10-تشرين الثاني-2014

لستُ ثملاً بما يكفي

16-تشرين الأول-2014

ما ليس يجذبني

18-أيلول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow