حبيبي : كلما قرأت أو سمعت تحليلاً لموضوع ما, ترد فيه عبارة عمودي أو أفقي يخطر لي خاطر, أسأل نفسي : ماسر هاتين الكلمتين,أو هذين الضدين, يدخلان في الدين والسياسة وعلم الاجتماع, هاهم يتحدثون عن شرخ عمودي في العلاقات, وشرخ أفقي بمجال آخر, وكأن طبيعة تفكيرنا تأخذ مسريين دائماً, هذا المسرى الأفقي يذكرني بأني أحبك, وحبي لك كبساط من ياسمين يمتد على كل بقاع الأرض بشكل أفقي, بحيث يغطي الأشجار والأنهار بغطاء عطر شفاف, وأغار عليك بشكل أفقي من كل كائنات الأرض , أغار من الشجر والأزهار, من البحر والأنهار, ومن الفتيات الجميلات وغير الجميلات, غيرتي الأفقية تذكرني بأيام الريف الرائعة, حيث كانت الأرض بساطنا الرائع,المزدان بالورد والعطروالجمال, وأعود لأسمع تعبير البعد العمودي فأقول أنا أيضاً أحبك بشكل عمودي, وحبي لك يصل حد السماء, وهذاالبعد يذكرني بيوم كنت ترفعني بثوب العرس, لأقطف نجمة ,أو أزرع قصيدة في بستان السماء, ثم أعود محملة بقطع من قوس قزح, هذاالبعد العمودي يذكرني بسرير من الغيم حضرته لك, وزينته بالنجمات وقوس قزح, وغيرتي عليك من النجمات والغيمات أيضاً , لطالما كنت أغار عليك عمودياً من أشياء أتوهمها, أيمكن أن تهواك غيمة أو نجمة أو مسافة محددة من السماء, يالحبي وجنوني ببعديه الأفقي والعمودي, أرسلت رسالتي هذه لحبيبي ليأتيني رده على شكل لوحة, بعدها الأفقي أنه يحبني وسع المدى , وبعدها العمودي أنه يحبني حد السماء, ولكن للحرب أحكامها, فأنا أشتاقه الآن إلى أبعد مايكون أفقياً, وروحي تهفو إليه لأبعد نقطة عمودية,ماذا أقول :يالقصتنا مع المفردات والأضداد, تدهشنا تسحرنا وتسكننا, فنذهب إليها بكامل اللهفة والشوق, نذهب إليها بكل أبعادنا, الأفقية منها والعمودية, لنقطف لفظاً يحيي الأمل هنا في أضلع أتعبتها الحرب وقذائفها , العمودية منها والأفقية,لنقطف من المفردات لفظاً ندياً ينعش الروح, ياسيد المفردات في لغتي, وسيد الأبعاد كلها, أصلي كل يوم عل الحرب تمضي, ونمضي نحن إلى لقائنا, بمطلق اللهفة والشوق, بمطلق أبعاده العمودية والأفقية الرائعة.