حقائب الريح
خاص ألف
2014-09-06
سارعت كل عائلة بتحضير حقائبها, فهناك إشاعة كبيرة بأن الإعصار آت لامحالة, يحكى أنه إعصار عات , لاتستطيع مواجهته لاغابة ولامدينة, إعصار كالوحش لاسلاح لمقاومته,الكل يتساءلون, هل سيسافر كل سكان المدينة وإلى أين, من منهم عجز عن إطعام أولاده هنا فكيف سيطعمهم هناك, من عجز عن إيجاد عمل هنا كيف سيجد عملاً هناك, والمدن الأخرى تغص بالهاربين من الإعصار, حضرت هند حقيبتها كباقي سكان المدينة, أوراقها , نقودها وكل شيء تتسع له حقيبتها مما خف وزنه وغلا ثمنه , فأي مجهول أحمق ينتظر هذه الوفود المسافرة, حضرت كل شيء ووقفت تتأمل آلاتها الموسيقية عود هنا , وأورغ هناك, وغيتار هونصف الروح, واقتربت من مكتبتها غصة ملأت حلقها ناراً, كم تعبت لتنشىء هذه المكتبة, لتختار عناوينها بعناية, مصروفها الشخصي كله كان مخصصاً لشراء الكتب, لكن دائماً الحي يستطيع إعادة البناء. هكذا كانت تصبر روحها بأنها وأينما حلت ستنشىء مكتبة, وتشتري غيتاراً وعوداً, فالأهم أمام الإعصار هو السلامة, عند مخارج المدينة كانت سيارات المسافرين تملأ الدنيا ضجيجاً, هذا يصرخ وذاك يرد عليه بصوت أعلى , والنساء خائفات وبعضهن أخذن هيئة اللبوة بالدفاع عن أولادها, ضجيج وصراخ وحقائب ملأى بالذكريات, بالآلام بالمواجع بالهموم المخبأة بين صفحات صنفت على أنها مهمة جداً, عجوز يصرخ بكل طاقته, لتسرع ياأخي لاأريد أن أموت هنا, أولادي هناك وأنا أريدهم قربي ساعة الرحيل, أنفاس متعبة وأرواح متعبة أكثر, ثم صمت بلى صمت مطبق خيم على المكان والزمان, لافائدة بعد من الرحيل ,من مات مات ومن كتبت له الحياة ابتدأ عمره الجديد بصور القتلى والجرحى والمنكوبين فأي عمر هذا, أشلاء وأنين معذبين من الألم, والحقائب والأوراق والمهم والأهم كانت حينها حقائب الريح, كل عاد إلى منزله بغصة أو بدونها بفرح النجاة بأحلام الآتي الموسوم بالحزن والأسى, هكذا كتبت هند عند عودتها سلمت للريح حقائبي وعدت وماأحلى الرجوع إليه, ذهبت الأوراق والحقائب الهويات وغيرها وعدنا لآت هو الإعصار الأشد فتكاً. هيأت هند ماتستطيع من عدة لمواجهة الإعصار الأعتى أمسكت رواية مئة عام من العزلة وحدثت نفسها بأن دقائق بعيدة عن أرضها هي ألف عام من العزلة.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |