بسرعة حملت رزان أخيها الصغير, كفتاة كبيرة تصرفت , أخذت بطاقة اللقاح , واستغلت وقت توقف إطلاق النار, لتأخذ مجد للمركز الصحي فاليوم موعد لقاحه, وأمها مشغولة بالعمل, لن تتمكن من أخذ إجازة اليوم لتصطحب صغيرها لأخذ اللقاح, بسرها كانت سعيدة أنها تتصرف بمسؤولية كبيرة, اليوم ستتمدحها أمها كثيراً, لقد رتبت البيت, وحضرت الخطوات الأساسية لغداء اليوم, وعندما تأتي والدتها للبيت ستنهي الخطوات القليلة المتبقية, وهاهي تأخذ مجد الصغير للمركز الصحي, وفكرت سأمر بطريق العودة للصيدلية, وأشتري خافضاً للحرارة للأطفال بعمر أخي, هكذا سمعتهم يقولون, بعد اللقاح ترتفع حرارة الصغير قليلاً, اليوم تشعر برضى كبير عن نفسها, كل ماتصرفته صحيح ويسعد أمها, كانت تتخيل كل كلمة ستقولها الأم عند عودتها, حماك الله ياابنتي, هاقد أصبحت صبية رائعة, يمكنني الاعتماد عليها, ونساء الحي سيحسدنني عليك, سبحانه ربي كملك حبيبتي علم وأدب وأخلاق وحسن إدارة وتصرف, شعرت لوهلة وكأنها مسؤول عسكري بملايين النياشين, هكذا ستقول أمها وكم ستسعد بإطراء والدتها ورضاها, تغير الوضع بشكل مفاجىء علا صوت إطلاق النيران, لكن هاهي أنهت موضوع لقاح أخيها, وقاربت الوصول إلى البيت, راحت تغني لأخيها الصغير عله يتناسى الألم ويغفو, دقائق وتصل أمها, كم من القلق تتحمل رزان الطفلة التي أرغمها الزمن على أن تكبر بسرعة, أهلاً أمي أهلاً حبيبتي, أخذت مجد للمركز وأعطيته اللقاح اليوم, وأحضرت خافض حرارة من الصيدلية, باركك الله حبيبتي, كم أنا مجهدة من العمل, يارب تتغير ظروف البلاد وتهدأ الأحوال, الإجازات عندنا ممنوعة ونال مني التعب, صراخ طفل يتألم ملأ البيت, توتر, وقلق الأم رغم خبرتها بتربية الأطفال عاجزة أن تتصرف, تغير لون الطفل, يبدو منهكاً, اتصال بالجار ليسعف الصغير لأقرب مركز طبي, وصراخ الطفل يزداد وأنينه في تواصل, فجأة دب الصقيع بأطراف الطفل, لاصوت ولاحركة, ووصول متأخر للمركز, توفي مجد الصغير, وبكاء رزان ملأ المكان حزناً, كم تمنيت أن أفرحك ياأمي, كم تمنيت أن تعرفي أنني كبرت وصار بإمكانك الاعتماد علي , حبيبتي ماما سامحيني, أنا السبب, مات مجد ورفاقه والكثيرات من مثل رزان بكين ظناً منهن أنهن السبب, فقط كان يجب أن يتبع الأطفال إلى السماء مخترع لقاح الحياة هذا.