يضيق أفق المساء, تتكثف غيومه كهالة سوداء حول عيون متعبة, يزيد التعب قراءة كتاب من مثل الآن هنا. وانفضاض المحبين من حولي, لفرط إحساسك بالآخر تغدو وحيداً, ويعيرك الناس بنبل المقاصد, فماذا أفعل لهذاالقلب المحب, مااعتاد ثقافة المكر,وإقصاء الآخر.

حزينة أنا ياصديقي تلاحقني المرتبة الثانية أنى حللت, وكم كرهتها تلك الثانية, أخطأ أن نعشق المكان, والزمان , والناس والحدث, أن تحلق وأنت تعمل, وترقص وأنت تكتب قصة ما, وتغدو لفرط سعادتك بالعمل ضخماً عملاقاً كآلة كونترباص الموسيقية, تشعر بأن الكون ضيق لايسعك, وأن المسرح صغير جداً.

أخطأ ياصديقي أن نشعر بتوحد ما مع المكان والزمان والأصدقاء, أن نذوب بتفاصيلهم, ونحبهم بصمت, ونفاجأ بخاصرة المساء المجروح, المكان يجرح والناس والحدث, كل التفاصيل تغدو على هيئة خنجر, يطعنك برفق يؤلمك أكثر, ويمضي, يتفنن بإيذاء خاصرة المساء , يبصر دمعك الصامت , وبهدوء المهمل يمضي.

حزينة أنا بحجم الصدق الذي أحببت به, وبحجم الصمت المطبق على كل التفاصيل, حملت الدمع وغادرت, تركت عطري هناك, لعل من يذكرني يقول أتذكرونها, حزينة أنا ياصديقي برفق داعب شعري, وداوني بحديثك, وقل لمرة ستكونين, لطالما آمنت بك, سأدع روحي معك هذاالمساء, داوها بعبق روعتك, هذاالمساء سأكون بمنتهى الأنانية لن أفكر إلا بي وبك, سأرقص وأغني, وأترك للموسيقا حريتها, سأقول دائماً أنني عملت بصدق, وأحببت بصدق, وأياً يك الرد فأنا سأمضي, أمسك يدك, أغني كطفلة, وأحلم كالمراهقين, وسأترك لهم المساءات المجروحة حسبي من الكون صديقاً كالدواء. أتذكر

....هاإنه دواءك بدأ بنشر العافية في جسدي وروحي, تتفكك الهالات السوداء, يستعيد المساء ألقه, وأعود أنا , من قال إني الثانية, مذ عرفتك غدوت الأولى , بلى مذ عرفتك تربعت عرش الأولى, ولن أبرحه مادام قلبك ينبض بي, ومن وحي رواية الآن هنا, قد يؤلم سوط الجلاد كثيراً, وسوط الأصدقاء أشد إيلاماً, لالست حزينة بعد ياصديقي لقد شفيت.