حائك مكائد الليل
خاص ألف
2014-10-29
يطل الليل ببهائه الهادىء, يرخي على المدينة ستاراً من أضواء, وأنجم, وقمر يزين قلب السماء, وروح المدينة هائمة لايعكر صفوها إلا ضجيج غطفان الذي لايعرف النوم, كالخلد يمضي يحفر نفقاً هنا, وسرداباً هناك, تتداخل أحاديثه لدرجة لايستطيع أحد معها فك الشيفرة والترجمة,ببراعة ماكرة يرضي المحيطين ليكون سيد الحق بنظر الجميع, غطفان ذكرني بقصيدة للشاعر نزيه أبو عفش يذكر فيها عبارة حائك مكائد الليل. والقصيدة بعنوان أنشودة حربية,
على شاطىء البحر وحيث اجتمع الكثير من الأصدقاء, رأيته يتنقل مابين طاولات المطعم يتلقف لقمة من هنا ولقمة من هناك, فالمشكلة الكبرى خوفه من الانتماء, يبدل قميصه في اليوم مئات المرات خوفاً من أن يحاسب على حبه لقميص أكثر من آخر, ولايتردد باستخدام عطرين أو أكثر, للسبب ذاته, يخيل لي أن لغطفان مئات العدسات اللاصقة للعينين, فالمشكلة جد متفاقمة, وعند اقتراب موعد نهاية السهرة تراه نجم الحفلة لقد شارك الجميع, ثم لايلبث أن يتركه الكل لوحدته ومخاوفه.
في المدينة غطفان للأدب, وغطفان للسياسة, وغطفان للحب, لكل تفصيل في الحياة غطفان خاص به,
يشط بي الخيال أكثر, أيتجرأ حائك مكائد الليل على التعبير عن رغبته بقضاء ليلة حب مع زوجته, أم يتركها للصدفة خوفاً من انتمائه لجيش المحبين, آه أيتها البلاد البهية, ماذا فعل هذاالحائك من مكائد, أصوات خلافات تعلو وتعلو, اتهامات تشق ليل المدينة لينبلج صبح شحيح الضوء فقير المعطيات, صباحك سيدتي: ألم تدري ماحدث بالأمس, عباس قتل زوجته, والحق معه, وأغيد طلق زوجته حرام عليه , غريب أنت وماعلاقتي أنا بكل هذه التفاصيل, ألم تعرفي أن عباس قتل زوجته بسبب أغيد, وأغيد طلق زوجته بسبب ناصر, ومدير البلدية ألقي القبض عليه بتهمة الرشوة, غريب أنت, وماعلاقتي أنا بكل هذه التفاصيل, سمعت أنك على خلاف مع أمجد والحق معك , سمعته يتحدث عنك بالسوء ولاتخبري أحداً أنني أخبرتك, تعرفين مكانتي في الحي ولاأريد التدخل فمالي ومال الناس, أية ذاكرة تمتلكها أنا وأمجد تصالحنا وفض سوء الفهم على خير, آه والله فرحت من كل قلبي لهذاالخبر فأنتما صديقاي, وكما قلت لاتخبري أحداً بما قلت فأنت تعرفين مكانتي, بلى أعرفها تماماً , ولاتعذب نفسك بنقل التفاصيل إلي, فالمسألة فقط اختلاف ثقافة, تعدد ثقافات المدينة ولد الكثيرين من مثل غطفان, ثقافة للحب وأخرى للسياسة,وثالثة للأدب, جعل المدينة تتألم ليلاً لتتساقط الأنجم نجماً تلو آخر, وتجهض المدينة آخر بريق للضوء.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |