على مهل تحضر كل التفاصيل, مكونات النار , الوقود والشرارة الأولى, وبغير تحضير تبدأ رقصة تكسر معها جمود البرد, وبرد الوحدة, يعتريها إصرار غريب أن تقهر كل شيء سلبي, وكأنها النار تريد أن تقهر البرد اليوم.اليوم تملؤها رغبة بالحياة, يتماهى الجسد مع تفاصيل النار, ما إن تبدأ النار بالاشتعال, تتضاعف عندها رغبة الحياة, يتورد خداها,توقد النار ويبدأ الجسد بالتمايل متماهياً مع حالة النار, مزيد من الهواء اللطيف ومزيد من الاشتعال, عم الدفء وطغت رغبة الحياة, على جنبات خصرها أزهر الياسمين, ترفع يديها إلى السماء بابتهالات ودعوات , ترتفع النار أكثر, تعانق دعواتها السماء, ودفء النار يطرد البرد أكثر, ذكريات حب تتملكها, ذكريات لقاء, لمساته رسائل دفء تستحضرها اليوم , عناقه وعطره وكل نفس من أنفاسه المسافرة, كل شيء اليوم يأخذ صورة النار وحركتها وتطورها,

للحظات ستترك لمخيلتها أن تسافر إليه , مع ألسنة اللهب المنبعثة من النار, ستترك روحها رسول دفء يسافر إليه, وماذا عن الوهج, واثقة أنها ستصحو

غيمة أنهكها فرط الهطول بفرح, تبلغ النار ذروتها, وتبلغ العاشقة ذروة رقصتها,يا لروعة الحب , تختلط الألوان وتتشكل من جديد, تصل الابتهالات السماء, وتصل الرقصة إلى نهايتها, بصوت طفل يخبر أمه عن فرحه بالدفء, والطعام الشهي بدلالة من رائحته الشهية, يلتم الأطفال حول النار لينعموا بالدفء, والطعام في زمن الحرب العنيدة,وتستقر عيناها على نقطة محددة من النار, لربما هي سر التماهي القادم, تستقر عيناها على نقطة محددة من النار لها لون الحنين, لون يحيل كل التفاصيل إلى لون الشفق, لربما في سرها تفكر برقصة الشفق, أورقصة الماء, ماكان يدور بخلدها شيءيجمع كل التفاصيل الجميلة, برقصة هي كرمى لعينيه فقط, ومن عظمة ماتحمله من حب وحنين ,

يمكن أن تتخيل أن أي شيء جميل في الطبيعة هو محور رقصة قد تحضر لها في يوم من الأيام, تحبه والنار تشهد, ورقصة النار تشهد, تحبه والماء يشهد ورقصة الماء تشهد, كل تفصيل وعكسه في الطبيعة يشهد على رقصة آتية هي رقصة الشفق. وكل تفصيل وعكسه في الطبيعة على حبها يشهد.