كلنا سجين فانوسه
خاص ألف
2014-12-06
مسحت فانوسي السحري, فخرج مارد, وقال: لبيك أنا طوع يديك, أدهشني شكل المارد, وحجمه الذي يشي بالجبروت والقوة, فكرت بقائمة طلباتي وأمنياتي التي أعجز عن تحقيقها بمفردي. قلت له أيها المارد: مادافعك وراء إدعاء القوة الخارقة, وأنت مثلنا قد تعجز عن الكثير. أطلق ضحكته الشهيرة, وكأن سؤالي طعنة له في الصميم, مارد يأبى الإعتراف بالفشل, كيف لي أن أقنعه بأن الفشل حدث عادي, قد يمر به أي مخلوق وقد يتجاوزه بقليل من الإرادة, تابع ضحكته الشهيرة , مختالاً مغروراً بقدراته, حدثته قائلة أيها المارد أوقف نزيف بلادي, أتعبني نهر الدماء, ومنظر القتل اليومي, هلا أوقفت آلة الحرب, وجعلتني أحيا ببعض سلام. طلبي جعله يلامس حدود المستحيل, بدأ يعي فكرة العجز وإمكانية حدوثه, حدثته عن هجرة العقول من بلادي, عن النزوح اليومي, تغيرت ملامح وجهه وبدأت تفاصيل الهم تظهر جلية عليه, أتستطيع ياسيد الفانوس أن تعيد لصديقتي طرفها المبتور, ولحبيبي بيته المدمر , أتستطيع أن تعيد لتلك العجوز وحيدها المخطوف, تغيرت ملامح المارد, بدا أكثر حناناً وقرباً من الروح. فقلت له حبيبي مات أتعيده . ابتسم بحسرة وقال ياليت, ثم بدأت تجاعيد غريبة تظهر على وجهه, كأنه يريد البكاء. قلت لاتبك صديقي فأنا وأنت عاجزان. نحن فقط نلامس حدود المستحيل, علنا نبلغ بعض آمالنا بالصدفة, نحن فقط نحاول خدش السماء بظفر الحاجة المجنون علها تفتح أبوابها لدعائنا الغريب المستحيل. تعال ياسيد الفانوس, أضمك إلى صدري ونبكي, طويلاً طويلاً نبكي, فأنا وأنت مشروع نازحين ومهاجرين, سألته عن سر اختبائه داخل هذا الشيء العجيب, كيف يحتمل السجن كل هذه الفترة, ولماذا جعل نفسه رهينة إشارات غريبة من الناس, لماذا كتب على نفسه السجن , لايحرره من هذاالسجن إلا الصدفة, وقد تكون صدفة محملة بالفشل . ضحك فانوسي السحري من براءة أسئلتي, وعاود الضحك, هذه المرة كان ضحكه يلامس الروح المجروحة برفق أكثر, وقال كلنا مارد داخل فانوس, والفرق فقط دواعي الخروج للنور, شربت فنجان قهوة مع ماردي الصديق وقال أتسمحين. بسرعة عاد لموطنه, وعدت أنا لأحلامي.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |