دوار الحكايات
خاص ألف
2014-12-21
وكم تذكرت عند ذلك الدوار حكاياتي, وقفت أتأمل المدينة, تأخذني أضواؤها , تقص لي ماتشاء من الذكريات, هاهنا نبض القلب , وهنا درست, وهنا عرفت أول الاستقلال عن العائلة, وهنا وهنا.
قلب المدينة يضج بالحياة والحركة, وبعد دقائق قليلة, تلبس المدينة ثوباً آخر, وكأنه ثوب الحداد, لايوجد أي عابر للطريق, والطريق من وحشتها خائفة, كل ماكان ينبض بالروح توقف , عندما رأيت مارأيت, سواد يفرض نفسه على الأمكنة, وفراغ فراغ مخيف. لدقائق وقفت أحدث الطريق, كم من القصص المحزنة روتها بدقائق ,وكم مرة كفكفت دموعها بدقائق وكم مرة تختصر الحياة بدقائق. مضيت وفي الحلق غصة, والقلب يدق كقلب منتظر لنبأ حياة أوموت. حملت كل أحزان المدينة وعدت, لايكفي البكاء عندما تزور حمص, ولايكفي الحنين, ولايكفي ذاك الشعاع بلون الشفق يضفي الحنين على كل التفاصيل, كان الحزن سيد الموقف, عندما رأيت دوار الحكايات.
بعدك بتذكر ياوطى الدوار بتذكر حكاياتنا,ولدين من أيام كانوا صغار, يلفوا ع ديرتنا, أكاد أجزم بأن الدوار لم ينس حكاية من كل الحكايات, بلى كل تفصيل قاله لي يثبت أنه دوار وفي لكل التفاصيل, لمست الجروح في خاصرته عانقته وقبلته وبحت له بأسراري,
ومن سنتين قبل هذا الدوار بمسافة هرع الناس خائفين من القذائف, ومن أصوات النار, أمسك حبيبي بيدي, ركضنا وركضنا, تقطعت أنفاسنا مرات ومرات, زأر الخوف بوجهنا حد الرعب, ومن شدة الهلع ركضت بجنون, وبخفة أستغربها, لاأحد يمسك يدي, وأنا أجري بكل هذا الجنون , أبصرت أشلاء لأناس تقطعوا وحده الخوف كان يمنعني من أن أنظر لمصدر هذاالألم المتصاعد, هاقد دنا الموت مني لايفصلني عنه إلا هذه المسافة بين يدي المبتورة ويد حبيبي التي تمسكها , تعانقها وتتمسك بها , إنها أنا بشكل أو بآخر, بعد قليل قد يدفن جزئي الباقي معه, احتميت بالدوار ضمد جرحي وأوقف نزيفي, احتضنني بدفئه الرائع,وبكى معي حبيبي وجزئي المبتور, كلاهما الآن تحت ثرى حمص, بكيت والدوار كل الحكايات الحزينة , بكينا حمص وجراحها, وبعد هذه الزيارة لدوار الحكايات عدت أبكي حكايات غيري, حكايات كلها من ذاكرة دوار الحكايات.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |