Alef Logo
يوميات
              

آلهة الحبّ ، واللّيل

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-02-03

رافقتها منذ أن تربّعت على العرش. جميع آلهة الحبّ كنّ يأخذن رأيي في الحبّ كوني أنثى . اختفت الآلهة في ليل أبيض، الثّلج يتراكم على حوافه، النجوم مختبئة، وأنا أبحث عنهنّ.

مخيف هذا العالم. صقيع، ونار تحرق القلوب، ولا دليل في السّماء التي يتناثر فيها غبار البياض. أين اختفى القمر، والنّجوم؟

أسير، وأسير، أصرخ:

أين أنتنّ ؟

يمرّ من قربي غزال صغير ينظر إليّ ، يختفي بلمح البصر.

طيران كانا يقفان على جدار شرفة منزلي، يلتصقان على غصن شجرة الآن لا يعبآن بالثّلج، وقبل لحظات كان الذّكر يرقص، يدور حول نفسه كي يقنع أنثاه بحبّه، كانت تنظر إليه وهو يقدم المزيد من أفكار الحبّ، كأنّي بها تقول: الموضوع بسيط لو رغبت أنا بذلك.

الثّلج حنون يغلّف أغصان الأشجار برفق، أنسى نفسي، وأصبح في عمق الغابة ، حدثتني الأشجار عن فرحها .

هذا اللّيل لا ينتهي. توضأت فيه عشر مرّات على نيّة لقاء ربّات الحبّ .

فجأة هجم عليّ ملائكة بلباس أسود.

لم يفسحوا لي الفرصة للهرب.

قادوني إلى الأعلى حيث النّوافذ مفتوحة للسّماء.

رأيتك تداعب القلوب الحاضرة للتوّ من ذلك المكان البعيد

قلت لي أسماءهم.

بكيناهم معاً.

كانوا عشّاقاً للحياة.

قتلوا عندما اختفت الرّحمة.

لكنّها ليلة بيضاء مثل قلبي المغسول بدمعي من الآثام.

رأيتّك في تلك اللّيلة وحيداً مع القلوب.

أرسلت معي رائحة ألف منهم إلى أمّهات ذبن من الحنين.

عندما خلا العالم من الحبّ رمى بالقلوب الحيّة، استعاض عنها بقلوب مصنوعة من البلاستك .

في هذا اللّيل الأبيض الذي لا ينتهي. أقبع قرب تلك الشّجرة متدّثرة بأثمالي، أمامي قدر أطبخ فيه الحجارة على وهج الموت.وفي كلّ مرّة أكشف الغطاء، لا تتغيّر، أنتظر الخليفة العادل، ولا يمرّ. كأنّ الموضوع كان تلفيقاً ، أو صفّ كلام من قبل عسس السّلطان.

في غفلة مني رأيت شيئاً ما يركض بسرعة الضوء.

لوّح لي من بعيد:

لو اتفتِّ يميناً أو يساراً لرأيتِ أنّني أحمي جانبيك.

الحبّ لا يحمي الهائمين على وجوههم في غابة.

هرب الحبّ منّي، نظرت إليه وهو يغادر، لم أهتمّ له. كان عليه أن يخبرني بوجوده.

شعرت بدفء يسري في قلبي المرتجف.

لفّني الصّقيع بود،

انبعثت رائحة الأرض.

وتحت شجرة غريبة عتيقة .

كان لي لقاء مع حبّ آخر.

لا زلت في الغابة، يسكنني صقيع الحبّ، يربّت على كتفي، ويزكم أنفي رائحة الأمل المنبثقة من التّراب، ولم تنته تلك الليلة البيضاء.































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow