من أنا، ومن أنت؟
خاص ألف
2015-03-24
يعود إلى ذاكرتي ذلك اليوم القديم الذي خفق قلبي له بشدّة عندما كنت أسمع كلمة حرّية.
وأعود بذاكرتي إلى اليوم الذي يسبقه عندما كنت تسحب خبزي من فمي.
كنت عائدة إلى حبّي عندما سمعت صوتاً يغرّد للحياة.
أنا على خطأ حبيبي. اعتقدت أنّك حاقد، وعندما رأيتك بين الصّفوف تهتف للحرّية سامحتك، واعتذرت منك.
كنت أمشي مع صديقتي البارحة. أشارت إلى السّماء إلى الطّيور في السّماء: هذا النوع قادم من أفريقيا.
-كيف عرفت؟
-هو نوع من الطيور لا يستطيع الارتفاع كثيراً، ويمشي كرتل ، وليس كسرب مثل بقيّة الطّيور.
-ما أجمل ذلك!
لم يكن لديّ الوقت لأراقب السّماء.
-إنه الرّبيع، وأنا أتمتّع به. هنا سيكون الكثير من الفطر، وهذه الأشجار ستمتلئ بالتّفاح، وسنأتي لنقطف منها أنا، وأنت. هو بيتنا. لا أحد يمنعنا من ذلك.
تعتبر صديقتي أن المكان كلّه بيتها، وأنا التي لم أستطع الاحتفاظ ببيتي.
عدت إلى البيت، وكما في كلّ حكاياتي لا بدّ من المقدّمة ، وهي البكاء، وبعد بضعة سطور من البكاء. فتحت النافذة. نظرت إلى السّماء. جميل ذلك المكان. لماذا لم أره حتى الأن؟
أنهيت مقدمة الحكاية، وقبل السّرد وقفت في صدري غصّة.
كل الذين فرحوا بتشّردي، وراهنوا على تفتت حلمي وقفوا داخل الغصّة.
كلّ الذين وجهوا رسائلهم لي ساخرين من لهفتي على الحياة أمسكوا بيد أصدقائهم الفرحين.
كل الذين تمنّوا لأولادي أن يخسروا حتى حياتهم كي يثبتوا أنّني كنت لا أستحق وقفوا في غصتي أيضاً.
كتبت وصفة من الكلمات تسحب تلك الغصّة من صدري، وبدأت أكتب الحكاية، أصبحت يدي تسير بالكتابة وكأنها تعرف ما تريد، وأنا شاردة الذهن.
نظرت إلى الغصّة فإذ بها تغادر بعد ان كتبت يدي:
"في كلّ مرة أبدأ من جديد، كالطفل الوليد"
نظرت إلى السّماء. رأيتك تغلقه بدخان أسود.
وأنا حديثة العهد في اكتشاف ذلك المكان.
أليس لك عمل يا هذا سوى الكره؟
حصلت على لقمة عيشي، على أمكنتي، ذكرياتي، على جسدي المسجون في الحاجات. لماذا لا تبدأ حكاية جميلة مع نفسك؟
ارحل عن حكاياتي.
أتدرّب على البداية الجديدة.
منذ الأن أتمتّع بما يدور في السماء. بالطيور، والقمر والنجوم، وأشعة الشمس.
أتحدّث مع الرّاحلين إلى الأبد، وأدير ظهري لك.
عليك أن تغادر من عالمي، حسمت أمري مع نفسي، ولن تكون بعد الآن جزءاَ من عالمي. . .
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |