Alef Logo
يوميات
              

رجل من الزمن الحاضر.

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-05-16


"1"

اسمي سوسنة" أم نمر"

ابني نمر لا يكبر ، والده يرغب أن يبقى طفلاً. يؤنّبه لأنّه ليس مميّزاً. نمر مميّز، فقط والده يعتبره غبيّاً مثلي، ويعتبرني معقّدة.

ذهب نمر الآن إلى المدرسة، وسينتهي أبو نمر من حمّامه.

أبو النمر هو شلاش الدّايخ. مرافق للسّيد خرفان رئيس جمعيّة" حتى الرّمق الأخير"

يحمل له حقيبته، ويحضر معه الاجتماعات الهامة. زوجي رجل مهم!

عليّ أن أنظّف بيت الخلاء، والحمّام. مسكين شلاش. لم تعوّده أمّه على التنظيف، لذا يروح ذهاباً وإياباً بحذائه على السّجادة، وروحي تصعد وتهبط ، وأنا أراقبه، وأتمنى أن يرحل من المنزل، إلى أين يرحل؟

هو ينتظر إشارة من صاحب الفضل خرفان، ويبدو أن خرفان لن يستيقظ اليوم .

يقولون أنّ شلاش كان مدللاً.

أردت أن أدوّن مذكّراته. سألته إن كان يوافق. قال اكتبيها إن أعجبتني أوافق، وأوقع الكتاب في دار نشر محترمة. هناك دار نشر محترمة اسمها :" بيت الأدب"

هناك بيوت كثيرة لا أعرفها. بيت الماء، بيت الأدب، بيت الفنّ. . .

أقول لكم سرّاً: قد أطرد والدته اليوم. المرأة مسكينة، هي تتمنى لي الأذية بسببه ،هو يترك كلّ شيء على عواهله، بإمكانه أن يحلّ كل الإشكالات في العائلة، لكنّه يريد أن يثبت أنّه رجل، وعندما يتعدّى علي يشعر بالنشوة.

أنهى حمامّه. حبيبي يغني أمام المرآة. يقول لها أجيبي يا مرآتي. كم أنت جميل يا شلاش!

يرفع صوته كي أسمع: البارحة رآني أبو الثعلبان، وزوجته. قالوا لي: يا لك من وسيم، ومتمدّن.

-أنت متمدّن؟

كيف يكون المتخلّف إذاً؟

-أغلقي فمك أيتها الفاجرة؟

-نظّف خلفك، فأنا لست خادمة.

-وهل تعتقدين نفسك امرأة؟ تزوجتك من أجل أن تكون زوجة تعرف واجباتها.

رائحة المحشي تفوح منك.

-بفضل عطورك الباريسيّة. ارحل إلى أمّك، دعها تعتني بك.

أحدهم يقرع الباب.

-احزري يا سوسنتي من أتى؟ إنّهم أصدقاؤنا.

تفضّلوا.

يا أمّ النّمر! حبيبتي سوسنة .أ حضّري لنا الطّعام.

كم أنا محظوظ بهذا الزّواج. ثقافة، وأدب وجمال.

-أنت فعلاً محظوظ، نحن نتساءل لماذا قبلت بك زوجاً.

-ليس وقت المزاح. أعتقد أنّكم أردتم أن تقولوا: كيف قبلت بها؟

-شلاش! هل لك أن تأتي؟

ليس لدينا خبز، ولا سكر ولا شاي. أخجل أن لا أقدّم شيئاّ.

-حبيبتي .حلّيها بمعرفتك.

ويقول لي حبيبتي!

هو كاذب.

وأنا أخجل من الضّيوف، سأستعير من أم علي بعض الأشياء، وفي الغد أشتري ما يلزم ، وأعيد الأشياء إلى أم علي.

هل هذا هو الأسلم؟ أم أتركه مع الضيوف ، وأرحل؟

ألوم نفسي على الدّوام. أعتقد أنّني عوّدته على التّطاول. أسميته المتنمّر الصّامت، هو يتنمّر على والدته أيضاً، مع هذا لن أسمح لها بالتّطاول علي. طلبت من أمي أن لا تزورني كي لا يستغل الأمر.




































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow