Alef Logo
يوميات
              

رجل من الزمن الحاضر 3

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-06-02

رجل من الزمن الحاضر

3

أبحث عنّي، عن حبّ كبير جمعني بشابّ.

لا يمكن أن يكون زوجي هو من عرفته.

كتب لي بخط يده على فنجان قهوة شربته في مقهى بيتاً من الشّعر,

لا زال الكلام عالقاً في ذاكرتي.

هو السّحر فعل فعله، جعله على ما هو عليه.

لم التقط شلاش من الجامع ، كان أحد أقاربي و زميلي في الجامعة، كان كلّما فتح فمه أكاد أطير من الدّهشة، شعرت أنّ الله واقف على حكايتنا، وإننا رسولان للحبّ.

انقلب شلاش بين عشيّة وضحاها، أصبح حاقداً، كأنني أجبرته على الزّواج بي، أصبحت كالمستحاثات، أبحث عن أجيالي، وأخطئ الطّريق.

...


لو ابتعدت قليلاً.

هنا يقبع عالمي.

ما أجملكم!

أهلا بك في عالم الجان.

بسم الله الرحمن الرحيم. أخاف منهم. لم يختفوا.

وتضحكون؟

نضحك من كلامك. نطقت بكلمات لا نعرف ماهي.

أمي. أنا خائفة. قلت لي أنّ عليّ أن أبسمل فقط.

لا تخافي يا حبيبتي. هم أفضل من البشر.

صحيح؟

أين أنت قولي لي عن مستقبلي مع شلاش.

وجدت مستقبلك يا سوسنة. هؤلاء هم عالمك الآن.

لا أخفيكم سرّاً أنني بغاية السّعادة.

هم وحدهم من استطاع انتزاع ذلك الرّهاب من ذهني للحظة.

هي. . شكرا لكم. رحل الرجل منّي

. . .

وصل زوجي من السّفر. أعطف عليه من عناء الطريق، أحضرت له طعاماً كان يحبّه. بحث عن اللحم داخل الطعام، ولما لم يجده، ترك الطّعام على الطّاولة، وقال لي: أين اللحم؟

ذهب إلى غرفة النوم، ولم يخرج.

كأنّني لا أعرف هذا الرجل!

استدار وجهه كثيراً، أصبح مكتنزاً، وعندما يسرد طرفه على مسامع ابننا نمر أشعر بأنّ في عقله بعض الفراغات.

أحضر زوجي لي هديّة قفازات للجلي.

أحبّ الهدايا من الذّهب، أتمنى أن يعطيني ثمن طوق، وإسوار، وقرطين. أفتقد الذّهب الذي أهدتني إيّاه أميّ، في الجمعة التّالية لزواجنا أعطيته إياه كنوع من الشّهامة، لم أكن أعرف أنه يرسم على أخذه.

. . .

لا ألوم شلاش. هو لم يتغيّر منذ عرفته، فقد بات في منزل أمّه ليلة زواجنا، وفي منزل أخته يوم ولادتي. طردت عائلته من حياتي، لا أهتم للعادات، لو كان رجلاً لا ستطاع إرضاء الجميع.

. ..

زارني آدم في الحلم عارياً. خبأت وجهي خجلاً، وأدار ظهره لي كي لا أخجل، جلسنا نتحادث، وظهره إلى ظهري.

-لماذا لا تحبين الرجال يا سوسنة؟

-أقسم يا أبت أنني أحبّهم. أحببت أبي، أخي، وزوجي. قل لي يا آدم رأيك بالنّساء.

-يبدو أنّك سمعت قصّتي بشكل خاطئ. لن أشرح لك أكثر، عليك إعادة ترتيب الحكاية.

يا إلهي! يبدو أن آدم لم يأكل التّفاحة.

لازلت أدير ظهري له كي لا أرى عورته.

آدم. أين أنت؟

عد كي أحدّثك بالحقيقة.

كنت أبحث عن شاب لم ينضج ذهنه بعد، نرحل أنا وهو على حصان من ريح، نعيش الحلم واقعاً، أنتظر عودته من الصّيد، أسّرح شعري من أجله، نوقد الحطب الذي أحضره ونشعر بدفء الحياة. من ماذا يشكو ذلك الرّجل؟

.. .

أبحث عن هويتي الجنسية. هل أنا امرأة حقاً؟

لا أعرف من ذلك سوى العيب.

أبو النّمر لا يعرف من الرّجولة سوى اسم ابننا. أسماه نمراً على اسم والده. لم أكن موافقة على الاسم، اليوم أرى أنّه اسم رقيق جداً. هو اسم ابني.

في الطريق المؤدي إلى أشجار التّفاح التي أقصدها من أجل السّرقة أرى ثعباناً، أرغب في الكشف عن جنسه كي أعرف الفرق بينه وبين الأفعى. لولا الخوف لأمسكته وأصبحنا أصدقاء.

هل أتجاوزه وأذهب؟

يحضرني الغناء، المكان خال، طريق السّماء صافيّة. نسيت الثّعبان. أسمع صوتاً:

أنت في حضرة الرّب!

من يحدّثني؟

يامن تحدّثني. قل لي عن ماذا أبحث؟

أتيت إلى هنا من أجل السّرقة، لا آكل التّفاح, أضعه على الكطّاولة ليزيّن المكان.

دعني أبحث عن ذاتي.

عن حكايتي.

عن السّرّ في أن يضيع العمر دون أن أعرف من أنا؟

قل لي: من أنا؟

في بيتنا لا يوجد أمن ولا أمان.

أسير بين دروب الليل، أتلمّس حواسي، يحضرني الحبّ، الخوف، الحنين، والموت في نفس اللحظة.

عندما أضيع وسط الليل أفقد هويّتي،

ربما أضعتها منذ أن نذرت نفسي للحبّ.

لم أستطيع تعريف الكثير من الأشياء.

كأنّ الحبّ والوطن متشابهان.

. . .

آه!

هل تسمع ندائي يا ليل؟

أو تشعر بتلك الوحدة التي تتكسّر على شرفاتك؟

لو تذهب تلك الغصّة من صدري!

هل كلّ ما أشعر به من ألم من أجل حبّ رجل اسمه شلاش؟

صلب مثل جدار ليس له ملامح. هل يمكنني تغيير تراكم الغصّات؟

لا أعرف لون عينيه، ولا طوله، أحاول أن أتذكر، أنظر إليه، هو واقف أمامي، لا أراه بين صفحات أيامي، رحل منذ البدء. سمعت صوت ضحكته أمام حانوت، هو ليس جديّ كما يبدو، وأنا حزينة أكثر مما أبدو.

.. .

تعال نروّض الأيام من جديد. نعتاد على حبّ جديد نكيل لبعضنا الصّمت عندما نرغب في الصّفع.

الحياة روتين.

لو وضعنا في خطواتها صورة بيتنا. أحلامنا، صوت ضحكات طفلنا الوحيد.

اقترب قليلاً علّني أذكر من أنت، لا يمكن أن نعيش في منزل واحد، ولا نعرف بعضنا














































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow