Alef Logo
يوميات
              

رجل من الزمن الحاضر 5

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-06-15


رأيته وضح النهار. الحلم الجميل يرافقني، أعيش حقيقة إلى أن أصحو من الوهم. نمسك بيد بعضنا البعض، نمشي في طريق طويل. يغني، وأنا أرقص على ألحانه.

كم أنت جميلة يا سوسنة!

تخجلني يا شلاش!

اعتقدت أنّك تغيّرتَ. آسفة حبيبي عن كلّ ما جرى لك أنا السّبب في كلّ أحزانك.

هل تقبل اعتذاري؟

بل انا مدين لك باعتذار.

يا الله!

كم هي جميلة تلك الحياة!

كم كنت مغفّلة!

شلاش طيب القلب أظلمه دائماً.

سعى بشكل دائم وحثيث كي يقنعني بأنني مخطئة، وذهني فيه من الأخطاء ما يكفي لتدمير الكون. أنا الآن جاهزة للاعتذار كوني خاطئة، ومخطئة.

لا يد تمسك يدي. تعودت على الانحناء حتى في أحلام اليقظة.

ارغب ان يعود.

...

أفتّش عن فنجان قهوتي.

لم أكن أحتسي القهوة منذ عام، ولم أتمتّع بمذاقها، هي اليوم ترغمني على الجلوس لثانية بدلاً من الدّوران حول نفسي.

لا أعرف من أين تأتي هذه الأعمال التي تشغلني!

أستند إلى ليل يربّطني بحبال.

أحنّ إلى لغتي. أضعت لساني بين الماضي، والماضي الأقرب منه.

أفتّش عن فنجان يسجّل تاريخنا على حوافه، أجد التّاريخ يحتضر، وتلك الحضارة التي بنيتها هنا محتارة ماذا تفعل.

أشعر بالغثيان، رهاب الوحدة ، لو يزقزق عصفور ما كي أشعر أن هناك حياة.

أبكي. أخاف ذلك الفراغ ، لا أستطيع أن أرى أكثر أو أقل مما أراه.

أتّهم بالاكتئاب، أنا مصابة بكل أمراض العصر، تجاوزت مرحلة الاكتئاب، فهو حالة مخمليّة بالنسبة لما أنا فيه. مصابة بنوبات الذعر والهلع.

اتّهم بأنني لا أضع الحلول.

فعلاً. كلام في مكانه، فأن يكون موقفي سلبياً من الحلول مرحلة عبرت منها بسلام. أنا أرى حلولاً تشبه الكوابيس.

وأهرب من نفسي، أو أضمّدها بحبّل يكبّل يديّ ورجليّ، كي لا أغادر السّرير، وأنا أصرخ.

هل هذا اكتئاب؟

.. .

أرغب أن أحدّث أحداً، وأفضي له بعض المكبوت في صدري.

حدّثت بعضهم تداولوا سيرتي.

سألت أحداهن قالت: طريقك مكبّل بالقهر، عليك بالصّبر.

أصبر على ماذا؟ ولماذا؟

يبدو أنّني سوف أقبل الأمر.

تاريخ جدّتي، وأمي، مكتوب على القدر.

يمكنني أن أغيّر تاريخهنّ.

كيف يكون لي ذلك، وليس أمامي من طريق يوصل إلى منتصف طريق.

ما الحل؟

عدت يا سوسنة إليك، اكتشفت أنني لم أكن على صواب، أنت التي ملأت عالمي.

من يتحدّث؟

شلاش يحدّثك وهو طوع أمرك.

لا أصدّق ما أسمع.

هل أنت في ورطة؟

لم أسمع هذا الكلام من قبل.

يبدو أنّ السّحر جلب مفعوله. عندما أخذوني إلى شيخ الجنّ، كتبت له سحراً. دفعت أمي ثمنه. قالت لي سيرجع، وبينما كنّا نقف تحت نخلة. قالت لي: هزي بجذع النخلة إليك. علمتني دعاء. نفذت ما طلبت، أشبه مريضاً يتمسّك بالحياة، كنت في كلّ يوم أذهب إلى النّخلة كي أرى جواب الله، فإذ به يرسله لي .

. . .

أرغب في البكاء.

لماذا عدت يا شلاش؟

من أجلك حبيبتي. أتفاءل بك. لكنّني على عجلة من أمري، هناك شخص ينتظر في الخارج، لو تعطيني ذلك الإسوار الذي بيدك لأعطيه للرّجل. افعلي شيئاً من أجلي.

لم تجلبه أنت. جلبته لي أمي.

ما الفرق؟

أخذ آخر ما لديّ من حليّ اليوم.

عاد لا أعرف من هو؟

فعلت كلّ ذلك السّحر، دعوت تلك الدّعوات من أجل أن يعود.

هل يمكنني أن أدعو له بالرحيل؟

...


يحثّ الليل خطاه إلى النّهاية.

لم العجلّة لا زلت أمام مرآتي أطلي شفتيّ بورد حديقتي.

خلطت في وعاء كلّ الزهور، عجنتها، مرّغت نفسي بها.

انتظر لحظة يا ليل، أكاد أنهي استعدادي للسير معك.

أو تابع مسيرك، سوف أتبعك.

أحضن الوسادة ، وعند أوّل صفّارة شخير منه

ألتّف على نفسي، أمشي على رؤوس أصابع قدمي.

أنا والليل والمرآة تفرّغنا لحديث طويل عن الحبّ، لكنّه مسرع، لم أكد أدخل في تفاصيله حتى استعدّ للرّحيل.

يغادرني، لا زلت أنا ومرآتي والمستحيل نبحث عن أسباب للبقاء، يسطع في وجهي ضوء يدخل مرآتي في وهم حول التّفاصيل. تقع من يدي. يتكسّر قلبها من الوضوح، وتنهار تقاسيم وجهي، أدير ظهري، أنزوي في زاوية أسميتها خلوتي

الطريق الموصل إلى الطرف الآخر يمرّ من معبر حياتي.

ليس فيه غيري. تناقص الذين أعرفهم، أنظر حولي لا أعرف نفسي.

الحكاية لعبة سيئة الصّيت ليس إلا، وليس لها بطلاً.

.. .


ما بك يا زوجي؟

-مريض يا سوسنة عمري.

اسنديني إلى كتفك، دوري بي حول حديقتك، كنت مغفّلاً لم أرها من قبل.

-أرغب أن أبكي يا زوجي. ليس وقت العتاب، أنت اليوم ضعيف.

تعال إلى كتفي كائناً من كنت، قلبي الصغير يتّسع لألم جديد.

شلاش ليس مصاباً بمرض. مصاب بالعجز بعد ان فقد عمله، يحاول أن يكسب عطفي.

تبعت آثاره على مدى العمر، نسيتني، اعتبرت عمره من عمري.

أستحقّ ما جرى لي.

كيف أتغيّر. لا فائدة، أعود كما أنا ساذجة، أعجب بي، أعتبر سذاجتي نوع من الوعي العميق.

أطفو على السّطح إلى درجة أنّ من يراني للمرّة الأولى يكتشف أسراري دون أن أبوح بها.

يفهمني، ولا أفهمه. هو عصيّ على الفهم، يحاول أن يضفي على ذلك غموضاً، لا أعرف رأيّ النّاس عنه.

















































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow