من شرفة اللهفة
خاص ألف
2015-07-04
ها أنا كجندي عاد من المعركة, جندي أراد أن يوثق كل شيء , من هزم , ومن خان ومن انتصر, أرشف من فنجان قهوتي بهدوء, وأعود بالذاكرة إلى الوراء, إلى حيث كان الزمن أصفر, وفي الزمن الأصفر يبدو الحب مؤامرة, تتساقط أوراق الرغبة وتهجرنا الأمنيات لموطن أكثر دفئاً, أما وقد ولى ذاك الزمن, فإن الأمنيات تورق, والقصائد تثمر عناقاً وقبل, من شرفة اللهفة أخذت فانوسي السحري ومسحته بيدي, فخرج مارد, وقال: لبيك أنا طوع يديك, أدهشني شكل المارد, وحجمه الذي يشي بالجبروت والقوة, فكرت بقائمة طلباتي وأمنياتي التي أعجز عن تحقيقها بمفردي. قلت له أيها المارد: ما دافعك وراء إدعاء القوة الخارقة, وأنت مثلنا قد تعجز عن الكثير. أطلق ضحكته الشهيرة, وكأن سؤالي طعنة له في الصميم, مارد يأبى الإعتراف بالفشل, كيف لي أن أقنعه بأن الفشل حدث عادي, قد يمر به أي مخلوق وقد يتجاوزه بقليل من الإرادة, تابع ضحكته الشهيرة , مختالاً مغروراً بقدراته, حدثته قائلة أيها المارد أوقف نزيف بلادي, أتعبني نهر الدماء, ومنظر القتل اليومي, هلا أوقفت آلة الحرب, وجعلتني أحيا ببعض سلام. طلبي جعله يلامس حدود المستحيل, بدأ يعي فكرة العجز وإمكانية حدوثه, حدثته عن هجرة العقول من بلادي, عن النزوح اليومي, تغيرت ملامح وجهه وبدأت تفاصيل الهم تظهر جلية عليه, أتستطيع ياسيد الفانوس أن تعيد لصديقتي طرفها المبتور, ولحبيبي بيته المدمر , أتستطيع أن تعيد لتلك العجوز وحيدها المخطوف, تغيرت ملامح المارد, بدا أكثر حناناً وقرباً من الروح. فقلت له حبيبي مات أتعيده . ابتسم بحسرة وقال ياليت, ثم بدأت تجاعيد غريبة تظهر على وجهه, كأنه يريد البكاء. قلت لاتبك صديقي فأنا وأنت عاجزان. نحن فقط نلامس حدود المستحيل, علنا نبلغ بعض آمالنا بالصدفة, نحن فقط نحاول خدش السماء بظفر الحاجة المجنون علها تفتح أبوابها لدعائنا الغريب المستحيل. تعال ياسيد الفانوس, أضمك إلى صدري ونبكي, طويلاً طويلاً نبكي, فأنا وأنت مشروع نازحين ومهاجرين, سألته عن سر اختبائه داخل هذا الشيء العجيب, كيف يحتمل السجن كل هذه الفترة, ولماذا جعل نفسه رهينة إشارات غريبة من الناس, لماذا كتب على نفسه السجن , لايحرره من هذاالسجن إلا الصدفة, وقد تكون صدفة محملة بالفشل . ضحك المارد من براءة أسئلتي, وعاود الضحك مراراً , هذه المرة كان ضحكه يلامس الروح المجروحة برفق أكثر, وقال كلنا مارد داخل فانوس, والفرق فقط دواعي الخروج للنور, شربت فنجان قهوة مع ماردي الصديق وقال أتسمحين. بسرعة عاد لموطنه, وعدت أنا لأحلامي. من شرفة اللهفة تشرق أمنياتي كشمس.
08-أيار-2021
21-تموز-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
01-تموز-2017 | |
17-حزيران-2017 | |
13-أيار-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |