Alef Logo
يوميات
              

عودة إلى النّغم

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-07-13

كأنّنا ضللنا طريقنا، لم يعد لروحنا غذاء. بتنا نتسمّر أمام الشّاشات نتابع أخبار القتل.

الأمر ليس سهلاً أن نعود إلى الحياة، وليس العود يمرّ برّفة جفن. من فقد عزيزاً لن يتجاوز الألم.

دعونا نعود إلى ممارسة الحياة. نبدأ يومنا بأغاني الصّباح، وليس بالضّرورة أن تكون فيروز هي كلّ شيء. لا بأس ان نرتب نحن أغاني صباحنا. بعضها بالعربية، وبعضها بغير. وفي كلّ مساء نصبح معدّي برنامج نخصصه لنا. نستمع له في الصباح.

أجيالنا كانت تحب أن تستمع للغناء، وعلى سبيل المثال كنا نحفظ أغاني فيلم "جنكلي" الهندي، ونعيدها عن ظهر قلب، ونعرف معناها أيضاً.

الحياة مستمرّة حتى عندما نفقد عزيزاً، لنستمع من أجله إلى أغنية كان يحبّها.

لم يكن الماضي مبهراً. لكن نعمة عدم وجود التلفاز والكمبيوتر كانت ترغمنا على الاستماع لأم كلثوم، وفيروز، والاسترخاء على نغمات الموسيقيين المجتهدين. على أناقة الحضور، واحترام المطرب لجسده وللكلمة التي يؤدّيها.

إذا كان عالم المعلوماتية سلاح ذو حدّين، فنحن أخذنا الحدّ القاتل منه.

أحنّ إلى حضور فيلم قد يكون تافهاً بنظر البعض، لكنّ تفاهته تجعلني أسترخي لمدة ساعتين، وأنا أتمتّع بالغناء، وأرى عالم القبل الذي أصبح في ذمة التاريخ.

كان الحبّ سرقة، وأجمل لحظاته تلك التي نسرق بها طعم القبلة. لا أعتقد أنه يوجد في هذا العصر حبّ فيه قبلات. أصبحت القبلة مدفوعة الثمن. وربما على الحبيبين أن يكونا على انسجام تام مع الفضائيات. هناك حبّ غير قابل للتنوّع. نحن نستطيع أن نحبّ بعضنا البعض لو كنا نشاهد فضائية معيّنة مثلاً.

تغيّر الرّجل، وتغيّرت المرأة. القانون لم يتغيّر لكن الرّجل أصبح يصف نفسه بالجميل، والذي تلاحقه الفتيات، وأنّه تمنّن على زوجته يوم دخلا إلى القفص " الخشبي"

أرغب في العودة إلى الوراء. تسألون: هل هناك من يرغب في التّخلف؟

نعم. أنا. أتمنى لو كنت في العشرين، والتقيت حبيبي. تحدّثنا عن أشياء ليست حقيقيّة، ومشينا معاً ، وأنا يسكنني الخوف من أن يرانا أبي أو أخي.

وأرغب أن يريني حبيبي عضلاته، يقول لي : لا تهتمي سأبذل من أجلك المزيد من العمل، وأحفر الصخر.

لا أرغب برجل تعوّد على التّشدق، وتلميع الكلام، فهذه ليست صفات الرجال.

لو عدنا إلى قصص الحبّ، والقلب، لو عدنا إلى الموسيقى، وقراءة الأدب الذي يتحدّث عن الإنسان. لو عدنا نمارس حواسنا الضروريّة، وأصبحنا نشعر بالسعادة، والحزن، والخوف لأصبحنا بشراً حقيقيين. . .














تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow