Alef Logo
يوميات
              

لجوء، وأشياء أخرى

ناديا خلوف

خاص ألف

2015-09-10

تجربة اللجوء ليست ممتعة، وليست كما يصوّرها البعض بأنّهم استطاعوا أن يحقّقوا المعجزات. أغلبها أكاذيب وترويج لحالات ليست كما يصفون.

هؤلاء هم أنفسهم الذين لا قوا فرصاً في سوريّة "الأسد" ثم امتطوا حصان الثّورة.

تتبارى الأحزاب السياسية في الغرب عدا الأحزاب العنصرية على الترحيب باللاجئين. نعم لدى الغرب مبادئ إنسانيّة تتفجّر عند أوّل موقف إعلامي، وموضوع الشاحنة والطفل الغريق حرّك الضمائر بينما لم تتحرك ضمائر العرب.

لم أستطع في سوريّة أن أحقق جزءاً من طموحي في الحياة. كنت محبطة، ومصدر إحباطي هم هؤلاء الثوار المزيفين الذين سرقوا دماء الشّباب. كم كنت أتمنى أن أهرب منهم قبل عشرين عاماً عندما كانوا يفرضون ثقافتهم ومنطقهم، استطعت الهروب منهم على قارب في بحر مع احتمال الموت فإذ بهم يستقلّون طائرة ويصلون قبلي، ينشئون الشّركات، ويعمل لديهم إخوانهم بظروف أقرب إلى العبوديّة.

بالنسبة لي :

كنت أشعر منذ بدء رحلة اللجوء أن الإنسان ليس أكثر من حشرة، وهل هناك فرق بين أن يعريّك من ثيابك عنصر أمن سوري أو يوناني، أو هنغاري، أو صربي. تعرّضت مع جميع الفتيات السوريات اللواتي احتجزن في المطارات إلى التفتيش عراة، وعندما وصلنا كنا قد استنفذنا طاقتنا، وعلى شفا حفرة من الموت.

وصلت أخيراً، كنت شبه ميتّة. جلب لي المحقق الطعام، وألبسني سترته. بكيت من مظهري الضعيف. طلبت منه مساعدة طبية عاجلة، وكان لي ما طلبت، وعندما كان المسعف يضع جهاز قياس السّكر في يدي كان يبكي . قلت له لا تبك. أنا على قيد الحياة، وأهل بلادي يموتون.

المشكلة فينا، ففي أماكن اللجوء يتنمّر السّوريون على بعضهم البعض، يحاولون سرقة مكاسبك حتى من الطّعام.

تصالحت بعد عام مع ذاتي، تعلّمت لغة أهل المكان قليلاً، وهذا ساعد في أن يقابلني أحد المحامين كي أكون صلة وصل بينه وبين الموكلين العرب. تحدّثنا قليلاً . قام أمامي مودّعاً قال لي: نحن نحتاج لأمثالكم. جلست ثانيّة على الكرسي، وضعت أصابعي في عينيّ، وبكيت ثم غادرت وأنا أشهق.

إنني سريعة التأقلم في الأماكن، وعندما زارتني ابنتي من كندا عرفتها على أصدقائي من أهل البلد، لكنّ ذلك الحزن الذي أغرق به منذ طفولتي هو بصمة المكان الأوّل، وطالما بكى أصدقائي على أحاديثي العاديّة.

إنني اليوم أتمتّع بجميع حقوق المواطنة دون أن أمارسها، أمارس الحزن الذي أصبح مقترناً باسمي. لم يعد في أيّامي متّسعاً للفرح. . .

















تعليق



Best Site to Buy Cheapest fut 16 coins xbox 360

2016-02-26

Your company is very impressive .Best Site to Buy Cheapest fut 16 coins xbox 360 http://www.fifa16mall.com/fifa-16-coins/XBOX-360-2110

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow