حالات مزمنة
خاص ألف
2016-07-09
(معرض)
في غرفة تتأرجح بين دغدغات الحلم واستفزازات الواقع.. في غرفة تتسع لقصائد العالم، وتضيق بأحزانه.
في غرفة تستطيع هبّةُ ريح اقتلاعَها، ورشقةُ مطر إغراقَها، ودخانُ بضعِ لفافات خنقَها.
في غرفة تغمض نوافذها خجلاً من شمس الصيف، وتفتحها متحدية صقيع الشتاء.
في غرفة إرثُها الكتب، وأعيادُها الصور الملوَّنة والملصقات المضيئة، وعزاؤها الشعر والموسيقى.
في غرفة متواضعة حتى الغرور، متكبِّرة حتى التواضع.
في تلك الغرفة.. وتحت رعاية لا أحد، ودون ضجة أو أضواء، ودون جمهور ونقاد وأصدقاء تسبقهم طاقات ورود، ودون صحفيين ومصوِّرين، ودون شريط حريري يُقصّ على وقع تصفيق حارّ أو بارد. ودون أفيشات إعلانية مزوَّقة. ودون بطاقة دعوة واحدة موجَّهَة إلى أحد... يفتتح قلبُه كلَّ مساء معرضاً لأحلامه المكسورة.
(طقس يومي)
دون كلل أو ملل أو يأس.. يقف كل صباح تحت شرفة قصرها الخيالي.. أو.. تحت نافذة مخدعها التي تفوح منها رائحة الرفاهة الملوَّنة، ويصرخ بأعلى صوته:
"أنتِ مدينة لي بالكثير.. الكثير، وأنا لا أطالب بديوني كلِّها، ما أرجوه منك هو أن تقفي على شرفتك كلَّ صباح، أو تطلّي من نافذتك، فتطيِّري نحوي قبلةً في الهواء، أو تشرقي عليَّ بابتسامة صغيرة تمنحني بعض القدرة على متابعة يومي، ابتسامة صغيرة فقط، أيتها الحياة أو.. قبلة في الهواء".
لكنها، كعادتها، تأبى الخروج إلى شرفتها، وتظلّ نافذتها مغلقة. وكالعادة يغادر المكان في كلّ صباح، وهو يجرّ نفسه عجوزاً جفَّ قلبُه تماماً، وهجرته الرغبة في العيش ليوم آخر، وينطلق في صحارى نهاره، يتابع، وكالعادة، حَرْثَ رمالها المشتعلة بقدميه المتعبتين.
(علاقة متهرئة)
منذ أن تفتَّح قلبه مرتعشاً كزهرة عطشى للندى، احترفَ الحلمَ في مدار الصحو والمنام، وأتقن فكَّ طلاسم المعاني في ملكوت الجمال، فعَشِقَ الحياة إلى حدّ الجنون، وراح يتغنّى بسحر بهائها، ويذرف لها قصائد غزلية مطوّلة في أمسيات الشوق، ويحاول كسبَ ودِّها برسائل مشفوعة بخلجات الروح، لكن الحياة لم تلتفت إليه، وأمعنت في صدّه .لذا يستولي عليه الغضب في كثير من الأحيان، فيشتمها بكلِّ ما يعرفه من بذيء العبارات، ويرجمها بأُهجوّات قاسية، ويؤكِّد بينه وبين نفسه أنها غير جديرة بعشقه ذاك، وأن عليه حفظ ماء وجهه باتخاذ موقف حاسم منها، ويغمغم:
(عليَّ ألا أنتظر بقية عمري واقفاً أمام بابها كمتسوِّل، فلا أمل في ترقيع علاقتي المتهرئة بها).
ومع ذلك، وبينه وبين نفسه أيضاً، يعتذر إليها بمناسبة ودون مناسبة.. ويتابع عشقه من طرف واحد
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |