Alef Logo
ابداعات
              

تداعيات على وسادة الأرق – 3 –

غريب عسقلاني

2008-06-06

1 - قرص أول قبلة

جاءت اليوم حنان, وجهها طافح بالبشر.. تختال بفستانها البستان, قدمت لي خدها.. رقصت على صفحة الخد وردة..
جَفلتُ.
لم أُقبل خدها.. أخذت تاج رأسها وطبعت عليه قبلة..
سكنت تحت إبطي.. ضربتني على عين صدري, مشاغبة:
- لِمَ أنت اليوم يا خالي بخيل.. لم تذق وردة خدي..
يا إلهي خدها/خدكِ..كم كنتِ شهية.. راوغتُ على خدر تسربُ فيَّ..
أنتِ من جئتِ يا أنتِ, أم حنان.!؟.. وأشرت إلى فستانها:
- القبلة اليوم ليس لي.. هي لصاحب البستان.
- ولحارس البستان أيضاً..
صفحة خدكِ/خدها مثل مرآة الصباح.. طافحة بالشوق..راقصة بالفرح..
هي اليوم على موعدٍ مع فارسها في ضفاف الجامعة..
صدقيني قد قرأتُ غي عينيها الغيرة منكِ يا أنتِ.. آه من حالات الصغيرات الراغبات الباذخات..
فجأة رأيتني بين نسائي الصغيرات قبل أربعينَ شهقة وجد, جئن لا أدري كيف جئن متلفعات بالنشوة والفرح.. كلهن قدمن قبلتي الأولى لهنَ على طبقٍ من ألق..عدتُ مجنونهنَ وكنَ عابثاتٍ عاتباتْ..
أغيثيني يا أنتِ:
هل تحتفظ المرأة بالقبلة أربعين شهقة أو يزيد؟
فجأة صهلت حنان مثل مهر:
- أين ذهبت يا خالي أين وصلتْ!
- كأنني لم اقطع المسافات بعد..
- إذن لا تنسَ.. لي عندكَ قبلة.
يا أنتِ, أغيثيني, هل ما أرى وهم جنون أو هو ما بعد الجنون..
صوتكِ يأتي من بعيد:
- هلا خرجت من وهمكَ وأتيتَ.
- أعطنيها قبل أن ترجع حنان.
- خذ..
إني رأيت شفتيكِ قرص من عسل..
وتورد ثغركِ عن ميسم قرنفلة عبأتني بالصهيل..
لا أدري إن كنتُ متْ أو غفوت.. ولكني صحوت, كانت وليفة عمري عارية, مطرزة بأقراص نسائي الصغيرات.. صارت أرضاً بكراً.. فجأة صارت بستان قُبل يزخر بالعبق..
فجأة يا أنتِ حضرتِ.
أدركيني..
2- لذتُ بالغفوة

لَم تحضري..أينَ غبتِ..!!
لَمْ تأتِ على اللوح المضيء لم تلهثي على عادتكِ.. فيأتيني نبضكِ من بعيد..
آه من جور الغياب..
هو قدري أن أعيش في الغياب , وأرى ما لا يراه الناس..
صوتكِ يأتيني على جناح رعشة:
- ماذا ترى يا صاحب الليل
" أرى عتمة الضوء..
أرى الليل في رابعة النهار
وأرى غيابكِ في الحضور.."
- هل عشتِ العتمة يا أنتِ؟
" لو تعلمين..
إني تخففتُ من أربعين شهقة عمر, وتجليتُ بهيا كما كنتُ, وأخذت قرارى بالاندفاع إلي سرة قلبكِ..
وعندما اقتربتُ.. خلتُ أني قد وصلت.. كانت المسافة بيننا أربعين شهقة وبعض لهاث.. أخذني البرد فارتعدتْ.."
- دفئيني يا أنتِ..
إني ألوذ بكِ من عتمة غزة..
من عسف النهارات الطارئة..
كل من حولي طارئ إلا من ما تبقى من وليفة العمر,وحنان. وأنتِ..
لِمَ غبتِ؟
أم تراهم خطفوكِ مني..
- ماذا عن حنان يا حارس الليل وحارسها في ليل المدينة؟
- طالها شيء كالذي طال غزة
"ذهبت إليه..
فستانها بستان.. على خديها برعمين على وشك التفتح.. شعرها مهدول على كتفيها موج ليل.. مثل فراشة ذهبت إليه..
صرخوا بها:
- احجبي شعركِ عن وهج النهار
- شعري للنهار.. وقلبي لا يرقص لفارس سواه
رقصوا رقص البوم والغربان على جيف المذابح..هتفوا:
- أنظري..
شهقت حنان.. وبكى على خديها برعمان شاخا قبل أن تتبدى آيات النهار..
آه يا وجعي عليها.."
فجأة أنتِ حضرتِ.. قلبي يسبقني إليكِ..
- هل أخذوكِ مني يا أنتِ؟
- هل جننت كيف يأخذوني منكَ وأنا على فرق ساعتين توقيت منكِ؟!
- هل نسيتِ..؟! مثلهم حولكِ كثر!
- أين كنتِ إذن..؟ هل عثرت على مدينتكِ الضائعة..
- لا , أخذتني الدروب إلى مدينة ضائعة أخرى..!
" هى لا تدري أن كل المدن باتت ضائعة في بلاد العرب.
هي لم تصدق بعد, أن الذين تربعوا على المنصات, لم يعودوا ينظرون إلى أسفل, يقطعون جل الوقت بين أرباب الدسائس, يبتكرون آخر ما توصل إليه علم القرصنة.."
- هل وجدتِ له رسما له وشما على الأرصفة هناك؟
" صوتكِ يأتيني يرتجف.."
-أخبروني أنه كان ينتظرني قبل أن أعبر إليه..اختلفت إشارات الطريق.. فجأة غاب..
- هل يشبه ما عرفتِ من الرجال؟
- فيه من رجلي الكثير, ثمة برعمان من نوار على خديه.. لكنه كما حضر, كالومض غاب..!!
آه يا وجع القلب يا أنتِ..
- هل عدت للهذيان يا حارس الليل أم دخلت طقسا في الجنون!!
- ليس جنون هو من كان ينتظرها يا أنتِ..أخذوه
اليوم هدني التعب يا أنتِ..
لذت بالغفوة..
نمت..

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

إطار لصورة رمادية

14-نيسان-2018

إطار لصورة رمادية

30-تموز-2015

مدونات دعبول السلام

13-تشرين الأول-2012

قصة قصيرة / غيمة الدموع

16-أيلول-2012

بلورة المرجان

18-نيسان-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow