Alef Logo
مقالات ألف
              

الهوس بالجنس في بعض كتب التراث الإسلامي

عماد بوظو

2018-03-10

عند شعوب الشرق هناك ثلاثة مواضيع محرمة يفضل عدم التطرق لها، وهي الدين والجنس والسياسة. اليوم، ورغم تطور وسائل التواصل ونقل المعلومات، فإن التطرق لهذه المواضيع ما زال يتطلب الحذر والدقة في انتقاء طريقة عرض الأفكار، لأن الخروج عن الخط العام المرسوم منذ قرون طويلة تقابله بكل سهولة اتهامات جاهزة. أول هذه الاتهامات الكفر، وليس آخرها التآمر على الأمة. وسيكون الموضوع أكثر صعوبة إذا تم التعرض لموضوعين من المحرمات كالدين والجنس في نفس الوقت.

بفضل الغريزة الجنسية الموجودة عند الإنسان والحيوانات العليا تستمر الحياة ويحافظ كل نوع من هذه الكائنات على بقائه. خلال تاريخ البشرية حاولت الشرائع الدينية والدنيوية تنظيم الحياة الجنسية للإنسان بحيث تحافظ على صحة واستقرار الفرد والمجتمع. واعتمدت الإنسانية الزواج كطريقة مثلى لتنظيم العلاقات الجنسية ووضعت قوانين وأعراف وضوابط لترتيب مؤسسة الزواج، ووضعت عقوبات على العلاقات الجنسية خارجها.

اعتمدت الديانات السماوية الطريقة عينها، حيث كانت الوصية السابعة من الوصايا العشر "لا تزني"، كما دعت كل الديانات للفضيلة ومكارم الأخلاق. وحتى العلاقات القلبية والعينية كتبادل الحب العذري والنظرات بين الجنسين، اعتبرتها الديانات السماوية ممارسات غير مرغوبة. وكان الرأي الغالب أن مجرد التفكير بالجنس يساوي فعله، "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن" (الأنعام: 151).

نظرت الديانات السماوية، بالإجمال، للجنس باعتباره الخطيئة التي جعلت الإنسان ينزل من الجنة، حين أكل آدم وحواء من الثمرة المحرمة التي حذرهم الله منها "فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" (طه: 117)، "وعصى آدم ربه فغوى" (طه: 121). عندما أكلا من الثمرة المحرمة اكتشفا سوآتهما أي أعضاءهما الجنسية.

رغم أننا لا نعرف لماذا يوجد في الجنة خيم وأسواق وخدم ومسك وجنس، فقد رفضت كل المراكز الإسلامية الحالية التشكيك في صحة هذه الأحاديث
ونتيجة لمخالفتهما كلام الله واكتشافهما للفروق الجنسية بينهما تمت معاقبتهما بالنزول إلى الأرض، لأنه لا جنس في الجنة كما يفهم من هذه الآية. وعلى ذلك، فإن الحور العين المذكور وجودهم بالجنة، سواء كن نساء ناصعات البياض وخارقات الجمال كما يقول أغلب المفسرين الإسلاميين، أو إذا كن "العنب الأبيض كاللؤلؤ المكنون المشابه للحجارة الصافية البراقة في نبع الماء" كما يقول الباحث الألماني كريستوف لوكسنبرغ بعد رجوعه لنصوص سريانية عن حور عين تعود للقرن الرابع الميلادي؛ ففي الحالتين لا علاقة للحور عين بالجنس لعدم وجوده بالجنة أساسا. وحتى في وصف "حور مقصورات في الخيام (الرحمن: 72) "لم يطمثهن إنس ولا جان" (الرحمن: 74)، أي لم يعرفن الجنس. ولا نجد في القرآن أي إشارة إلى أن براءتهن هذه ستتغير لأنه بفقدانها يفقدن الجنة.
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow