Alef Logo
كشاف الوراقين
              

عزلة الحلزون

ألف

2019-06-29

صدرت حديثاً عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل، رواية "عزلة الحلزون" للروائي السوري الحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب في 2018. ويكتب صويلح هذه المرّة رواية تاريخية مكثّفة في أسلوب كتابي مغاير طليق ورشيق.
هو بحث مغامر وجريء في عمق الأدبيات العربية والثقافة والتاريخ والحضارة العربية.
في لحظة استيقاظ الهويات الصغرى، يتساءل الراوي عن هويته الشخصية، الهوية التي لم تشغله قبلاً، في محاولة لتفكيك شجرة النسب، وإذا بأجداده سلالة من الغزاة وقطّاع الطرق، كما سيتكشّف التاريخ الشفوي عن "حفنة أكاذيب" على غرار ما فعله المؤرخون الأوائل. سلالة تتنازعها مصائر متضاربة في صراعٍ شرس بين أولئك الذين يحملون بين أضلاعهم قلب ذئب، والذين يحملون قلب طائر.
الراوي الذي يعمل مدقّقاً لغوياً في موقع إلكتروني، ومحرّراً في دار نشر تراثية يجد نفسه أسيراً بين أن يكون حاسر الرأس تارةً، وبعمامة طوراً، غارقاً بين الأخبار الملفّقة في الموقع، وثقل مكابدات أجداده من المفكرين والفلاسفة مثل ابن المقفع وابن رشد والجاحظ، والنهايات المفجعة التي انتهوا إليها، على خلفية مشهديات راهنة عن معنى القسوة، والهويات المتوهمة والدامية التي أفرزتها الحرب.
"عزلة الحلزون" من ضفة أخرى، هي سيرة قطّاع الطرق في الأمس واليوم، وقراءة في طبقات اللغة واللهجة والتواريخ المزيّفة، وكيف تكون الحكاية مؤنثاً، والراوي ذكراً، ما يفسد قلب الطائر بطعنة من أنياب ذئب.
تقع الرواية في 213 صفحة من الحجم المتوسط، وهي استمرار للمنهج السردي الذي بدأه خليل صويلح في "ورّاق الحب"، لكن باشتباك أكبر مع الحكاية وتفكيكها إلى وحدات صغرى تشكّل معاً جدارية للخرائط الجديدة الممزّقة.

من أجواء الرواية
أبلغتني رهام بعد يومين من وصولها البلدة، باتّصالٍ هاتفيّ مشوّش، بأنّها وجدت بقايا شاهدة الرخام التي تحمل اسم أبيها، لكنّها لم تجد مكان القبر بعد، وبأنّها لن تعود حتّى تعثر عليه، وتعيد ترميمه كما كان، ثمّ قالت بتصميم: "لن أعود قبل أن أكتب السطور الأولى من سيرة أبي المحذوفة من وثائق السجلّات الرسميّة".
كنت أحرّك ملعقة السكّر في الكأس الثانية من شايٍ ثقيل، أعددته بنفسي، لمقاومة صداع كان يلازمني منذ الصباح، حين سمعتُ وقع كعب حذاء نسائيّ على الدرج. توقّفتُ عن تحريك الملعقة، للتأكّد من جهة الصوت. أحسستُ باضطراب مفاجئ في أضلاعي، مع اقتراب وقع الخطوات، فقد كان في التوقيت نفسه الذي أتت فيه رهام سمعان إلى دار النشر أوّل مرّة، قبل سنة وثلاثة أشهر وتسعة عشر يوماً، تستفسر عن معجم بالفرنسيّة، وعن عناوين كتب محظورة.

خليل صويلح: روائيّ وصحافيّ سوريّ فازت روايته الأخيرة "اختبار الندم" (نوفل) بجائزة الشيخ زايد للكتاب العام 2018، وهي الثانية التي يحوزها الكاتب بعد جائزة نجيب محفوظ عن روايته الأولى "ورّاق الحبّ" العام 2009. صدر له أيضًا في الرواية "بريد عاجل"، "دع عنك لومي"، "زهور وسارة وناريمان"، "سيأتيك الغزال" و"جنّة البرابرة". وله في النقد "قانون حراسة الشهوة" و"ضدّ المكتبة".





تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow