Alef Logo
دراسات
              

التناص بين التوراة والقرآن دراسة مقارنة 20

فراس الســواح

خاص ألف

2019-11-23

20- القيامة والتصورات الآخروية ج1


التصورات الآخروية، أو الإسكاتالوجيا / Eschatalogy، هي ذلك النوع من الأفكار الدينية المتعلقة بنهاية التاريخ والزمن الدنيوي، والدخول في الزمن المقدس المفتوح على الأبدية، وما يتصل بذلك من مسائل مصير الروح، والبعث، والحساب والعقاب. وسنشرع فيما يلي باستقصاء هذه التصورات في كتاب التوراة، ثم ننتقل بعد ذلك إلى التجديدات التي أحدثتها الأسفار التوراتية غير القانونية، ونقارن أخيراً هذه الحصيلة مع التصورات القرآنية.


في كتاب التوراة:


تنسج التصورات التوراتية عن حياة ما بعد الموت على منوال مثيلاتها في الديانات السومرية و الرافدينية القديمة. فأرواح الموتى تهبط إلى العالم الأسفل المدعو بالعبرية شِئول، والتي ترد في الترجمات العربية بعدة صيغ؛ فهي الهاوية، والهاوية السفلى، والجب الأسفل، والحفرة السفلى. وهذه الهاوية هي أرض ظلمة وديجور لا يرى أهلها نوراً: "قد شبعَتْ من المصائب نفسي وحياتي إلى الهاوية دنت... وضعتَني في الجب الأسفل، في ظلمات في أعماق" (أيوب، 1؛ 2-22). وسكانها هم ظلال وأخْيِلة: "الهاوية من أسفلٍ مهتزة لك، لاستقبال قدومك، مُنهضةٌ لك الأخيلة". (إشعيا 14: 9). "يا رب، أفلعلك للأموات تصنع عجائب أم الأخيلة تقوم تمجدك؟" (المزمور 88: 10). والإقامة فيها أبدية، والطريق إليها لا يقود إلى خارجها: "هكذا الذي ينزل إلى الهاوية لا يصعد ولا يرجع بعد إلى بيته" (أيوب 7: 9-10). وأرواح الأخيار تمضي إليها مثل أروح الأشرار بما في ذلك أرواح الأنبياء. فبعد موت النبي صموئيل هبطت روحه إلى الهاوية. وعندما ضاقت نفس الملك شاؤل استعان بامرأة صاحبة جان لكي تستحضر له روح صموئيل من العالم الأسفل، وعندما فعلت وصعد صموئيل قال لشاؤل: "لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟ فقال شاؤل: قد ضاق بي الأمر جداً... فدعوتك لكي تعلمني ماذا أصنع" (صموئيل 28: 7-15). والهاوية مهما امتلأت لا تشبع بل تطلب المزيد: "الهاوية والهلاك لا يشبعان" (الأمثال 27: 20). هذا العالم الأسفل عبارة عن مملكة مستقلة لا سلطة لإله التوراة عليها، وأهلها لا يعرفون الرب وهو من جانبه قد نسيهم: "لأن الهاوية لا تحمدك، الموت لا يسبحك. لا يرجو الهابطون إلى الجب أمانتك، الحي هو الذي يحمدك كما أنا اليوم" (إشعيا 38: 18-19). "ليس الأموات يسبحون الرب ولا من ينحدر إلى أرض السكون. أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلى الدهر" (المزمور 115: 17).


والإقامة في الهاوية ليست مقدمة لبعث الجسد الميت وعودة الروح إليه، لأن الميت يضطجع ولا يقوم على حد تعبير سفر الجامعة: "الإنسان يسلم الروح فأين هو؟ قد تنفد الحياة من البحر والنهر يجف، والإنسان يضطجع ولا يقوم" (الجامعة 14: 10-12). وموت الإنسان كموت البهيمة كلاهما يؤول إلى الفناء: "موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل. فليست للإنسان مزية على البهيمة لأن كليهما باطل، يذهب كلاهما إلى مكان واحد" (الجامعة 3: 19-20). وبالتالي فلا قيامة عامة للموتى في اليوم الأخير ولا بعث ولا نشور، أما الثواب والعقاب ففي هذه الدنيا لا في الآخرة: "مخافة الرب تزيد الأيام وسنو المنافقين تَقْصُر" (الأمثال: 10: 27). ومع ذلك نجد أيوب يتساءل عن الحكمة من سعادة الأشرار في هذه الحياة وبؤس الأخيار: "لماذا تحيا الأشرار ويشيخون؟ نعم ويتجبرون قوةً. نسلُهم قائم أمامهم وذريتهم في أعينهم وبيوتهم. آمنة من الخوف" (أيوب 21: 7-9). والفريقان يؤولان إلى نهاية واحدة، كما يتابع أيوب، فأين العدالة في ذلك: "هذا يموت في عين كماله كله مطمئن وساكن، أحواضه ملآنة لبناً ومخ عظامه طري، وذاك يموت بنفسٍ مُرةٍ ولم يذق خيراً. كلاهما يضطجعان معاً في التراب والدود يغشاهما" (أيوب 21: 23-26).


ومن الجدير بالذكر أن الهاوية كانت من الأسماء التي أطلقها النص القرآني على الجحيم. وقد ورد ذكرها مرة واحدة في سورة القارعة حيث نقرأ: «فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ# فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ# وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ# فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ# وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ# نَارٌ حَامِيَةٌ#» (101 القارعة: 6-11).


هذا الموقف من مسألة البعث والقيامة العامة للموتى، بقي السمة العامة للأيديولوجيا اليهودية حتى القرن الأول قبل الميلاد، عندما انقسم الربانيون اليهود إلى فرقتين هما: فرقة الصدوقيين المحافظين الذين التزموا بالتفسير الحرفي للنص وأنكروا قيامة الموتى، وفرقة الفريسيين الراديكاليين الذين قالوا بقيامة الموتى استناداً إلى شريعة مفترضة غير مكتوبة أنزلها الرب على موسى إلى جانب الشريعة المكتوبة، وجرى تداولها شفاهة عبر أجيال الحكماء. وفكرة الشريعة غير المكتوبة هذه هي التي التقطها فيما بعد حكماء التلمود وأسندوا إليها كل التجديدات التي قدموها إلى الفكر الديني. وقد بقي هذا الخلاف قائماً بين الفرقتين إلى عصر يسوع المسيح، الذي كان على خلاف مع الفريسيين ونالهم من نقده اللاذع ما لم ينله الصدوقيون، ولكنه وقف إلى جانبهم في مسألة قيامة الموتى. وفي أواسط القرن الأول الميلادي عندما قبض اليهود على بولس الرسول وقدموه للمحاكمة بتهمة خروجه في تعاليمه على الشريعة، لاحظ بولس أن قضاته ينقسمون بين فريس وصدوقي، فحاول إثارة الخلاف بين الفريقين وصاح بأعلى صوته قائلاً: "إنني فريسي ابن فريسي، وأنا أحاكم على إيماني بقيامة الموتى". فحدثت منازعة بين الفريسيين والصدوقيين وتم تأجيل المحاكمة (العهد الجديد - أعمال الرسل: 23).


على أن غياب فكرة البعث والقيامة العامة للموتى، لم يستبعد الفكرة الأساسية الأخرى في الإسكاتالوجيا التوراتية، وهي اليوم الأخير ونهاية التاريخ. فالتاريخ ينتهي بيوم الرب الذي يدمّر العالم القديم ويفني شعوبه من أجل التأسيس لملكوت الرب. وهذا الملكوت ليس ملكوتاً سماوياً يعيش فيه الأخيار ويعاقب الفجار كما هو الحال في المسيحية والإسلام، بل هو مملكة أرضية تخلف ممالك العالم البائدة، يحكمها الإله يهوه بشكل مباشر وتكون بمثابة نعيم أرضي لبني إسرائيل. أما البقية الباقية من الأمم التي عبرت محنة اليوم الأخير فيتحولون إلى عبيد وخدم لشعب الرب.


ومجيء يوم الرب ليس بعيداً وإنما قريب إلى زمن الناس هذا: "أسكتُ قدام السيد الرب، لأن يوم الرب قريب" (صفنيا 1: 7). "آه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتي من القادر على كل شيء" (يوئيل 1: 15). ويستهل يهوه يومه بصرخة الحرب المُرَّة: "قريب يوم الرب العظيم، وسريع جداً صوت يوم الرب. يصرخ حينئذٍ الجبار مُرَّاً. ذلك اليوم يوم سخطٍ، يوم ضيقٍ وشدةٍ، يوم خراب ودمار، يوم ظلام وقتام، يوم سحاب وضباب، يوم بوقٍ وهتاف على المدن المحصنة وعلى الشُّرف الرفيعة. وأضايق الناس فيمشون كالعمي لأنهم أخطؤوا إلى الرب، فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجِلَّة. لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع إنقاذهم في يوم غضب الرب، بل بنار غيرته تؤكل الأرض كلها لأنه يصنع فناءً باغتاً لكل سكان الأرض" (صفنيا 1: 14-18). "هو ذا الرب يخلي الأرض ويفرغها، ويقلب وجهها، ويبدد سكانها" (إشعيا 24: 1).


ويترافق هجوم يهوه مع وقوع عدد من الكوارث الكونية والطبيعية: "ولولوا لأن يوم الرب قريب، قادم كخراب من القادر على كل شيء... هو ذا يوم الرب قادم، قاسٍ بسخط وحموّ غضبٍ ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها خُطاتها. نجوم السماء لا تُبرز نورها. تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوئه... وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حموّ غضبه، ويكونون كظبي طريد وكغنم بلا من يجمعها" (إشعيا 13: 6-14). "عليك رعب وحفرة وفخ يا ساكن الأرض... لأن ميازيب من العلاء انفتحت، وأسس الأرض تزلزلت، انسحقت الأرض انسحاقاً، تشققت الأرض تشققاً، تزعزعت الأرض تزعزعاً، وترنحت الأرض ترنحاً كالسكران، وتدلدلت كالعرزال، وثقل عليها ذنبها. تسقط ولا تقوم" (إشعيا 24: 17-20). "اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا، ويا أيها الشعوب أصغوا. لتسمع الأرض وملؤها، المسكونة وكل ما تُخرجه، لأن للرب سخطاً على كل الأمم، وحموّاً على جيشهم. قد حرَّمهم للذبح، فقتلاهم تُطرح وجيفهم تصعد نتانتها، وتسيل الجبال بدمائهم، ويفنى كل جند السماوات، وتلتف السماوات كدرجٍ (من ورق) وكل جندها ينتثر" (إشعيا 34: 1-5). "جماهير جماهير في وادي القضاء، لأن يوم الرب قريب في وادي القضاء، الشمس والقمر يظلمان، والنجوم تحجز لمعانها، والرب من صهيون يزمجر، ومن أورشليم يعطي صوته فترجف السماء والأرض" (يوئيل 3: 14-16). "ويكون في ذلك اليوم أنه لا يكون نور. الدراري تنقبض. ويكون يوم واحد معروف للرب. لا نهار ولا ليل بل يحدث أنه في وقت المساء يكون نور" (زكريا 14: 6-7).


على أنقاض الأرض الخربة وأشلاء قتلى الشعوب تقام مملكة يهوه الذي يتربع على عرشه ملكاً في جبل صهيون: "ويكون في ذلك اليوم أن الرب يطالب جند العلاء في العلاء وملوك الأرض على الأرض... ويُجمعون كأسارى في سجن ويغلق عليهم في حبس. ثم بعد أيام كثيرة يتعهدون. ويخجل القمر وتخزى الشمس، لأن رب الجنود قد ملكَ في جبل صهيون وقُدام شيوخه قد مُجّد" (إشعيا 24: 21-23). "الرب قد ملكَ. لبس الجلال، لبس القدرة ائتزر بها" (المزمور 93: 1). "الرب قد ملكَ. ترتعد الشعوب. هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الأرض" (المزمور 99: 1). وفي المقتبس الأخير إشارة إلى عرش يهوه الذي تحمله ملائكة الكروبيم، وهم كائنات مجنحة لها وجه إنساني وجسد يحمل سمات الثور والأسد.


بعد أن يتحقق ملكوت الرب يدعو يهوه إليه شراذم شعبه من كل مكان ويريحهم في أرضهم إلى الأبد، ثم يسوق إليهم من بقي من الشعوب ليكونوا عبيداً لهم: "ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه... ويجمع منفيي إسرائيل ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض.." (إشعيا 11: 11-12). "لأن الرب يرحم يعقوب ويختار إسرائيل ويريحهم في أرضهم، فتقترن بهم الغرباء، وينضمون إلى بيت يعقوب، ويأخذهم شعوب ويأتون بهم إلى موضعهم، ويمتلكهم بيت إسرائيل في أرض الرب عبيداً وإماءً، ويسبون الذين سبوهم ويتسلطون على ظالميهم" (إشعيا 14: 1-2). "قومي استنيري (يا أورشليم) لأنه قد جاءك نورك ومجد الرب أشرق عليك. لأنه هاهي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب، ومجده عليكِ يُرى، فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك... وبنو الذين قهروك يسيرون إليك خاضعين، وكل الذين أهانوك يسجدون لدى باطن قدميك" (إشعيا 60: 1-3 و 14).


بعد ذلك تدخل الأرض في حالة فردوسية: "فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي والعجل، والشبل والمُسَمَّنُ معاً وصبي صغير يسوقها، والبقرة والدبَّة ترعيان تربض أولادهما معاً، والأسد كالبقر يأكل تبناً، ويلعب الرضيع على سَرَبِ الصِّلّ ويمد الفطيم يده على جُحرِ الأفعوان، لا يسوؤون ولا يُفسدون في كل جبلٍ قدسي، لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر" (إشعيا 11: 6-9). "لا ترفع أمةً على أمةٍ سيفاً، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد، بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته... ويملك الرب عليهم في جبل صهيون من الآن إلى الأبد" (ميخا 4: 3-7).


على الرغم من هذا الموقف اللاهوتي الواضح من مسألة البعث والحساب، إلا أن بعض محرري الأسفار التوراتية تركوا لنا إشارات قليلة وغامضة عن قيامة الأموات، فتحت الباب فيما بعد لمؤلفي الأسفار غير القانونية للتوكيد تدريجياً على هذه المسألة، ومن ثم إلى صياغة لاهوت متكامل بخصوصها. من ذلك مثلاً ذلك الموقف الحائر الذي يبديه مؤلف سفر الجامعة من مصير الروح: "من يعلم، روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق؟ وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل الأرض؟" (الجامعة 3: 21). وما ورد في سفر دانيال: "وفي ذلك الوقت (= اليوم الأخير) يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك، ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت... وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي". ومن المعروف أن سفر دانيال هو آخر الأسفار القانونية، ويرجع تاريخ تدوينه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، أي إلى الفترة التي بدأت فيها الأسفار غير القانونية بالظهور. وكما نلاحظ من قول محرر السفر: "وكثيرون من الراقدين ...إلخ" أن اللاهوت التوراتي الرسمي لم يحسم أمره بخصوص القيامة العامة حتى هذا الوقت المتأخر.


في الأسفار غير القانونية:


يقدم لنا سفر عزرا الرابع عدداً من التصورات الآخروية التي أسست للاهوت البعث والقيامة في الفكر الديني اليهودي. يعود تاريخ تأليف النص العبري المفقود لهذا السفر إلى أواخر القرن الأول قبل الميلاد. وقد وجدت له ترجمات إلى اللغات اليونانية واللاتينية والأثيوبية والقبطية والأرمنية، إضافة إلى ترجمتين عربيتين محفوظتين بمكتبة الفاتيكان. والترجمة اللاتينية هي أكمل الترجمات وهي المعتمدة من قبل الباحثين اليوم.


في مدينة بابل التي سبق إليها عزرا مع مسبيي يهوذا، تعرِض له عدة رؤى متتابعة. في الرؤيا الأولى يطرح عزرا على ربه عدداً من التساؤلات التي تتعلق بأصل الشر في العالم ومصير إسرائيل والبشرية، فيقول له الرب عن طريق الملاك أوريئيل أنه في البداية لم يفرض على آدم إلا وصية واحدة فقط، ومع ذلك لم يكن أهلاً للالتزام بها، فأخطأ وحكم الرب عليه وعلى ذريته بالموت. وعن آدم نشأت شعوب وأمم كثيرة مشوا وراء أفكارهم وأداروا ظهرهم للرب، فأهلكهم بطوفان عظيم وأنجى نوحاً وأهله. ولكن أمم ما بعد الطوفان لم تكن بأحسن حالاً من سابقاتها، بل لقد فجرت وضلت أكثر منها. ولذا فقد اختار الرب إسرائيل شعباً خاصاً له وأعطاه الشريعة لتهديه، ولكن إسرائيل ضلت عن السبيل وعاشت بذرة الخطيئة التي زُرعت في قلب آدم مع الشريعة جنباً إلى جنب. ثم ذهب الخير واستقر الشر في القلوب، فآلت إسرائيل إلى الخراب وإلى الدمار.


ينظر عزرا حوله ويرى أن خطيئة بابل وبقية الأمم لم تكن أقل من خطيئة إسرائيل، فلماذا حُم القضاء عليها وحدها بينما ترتع بقية الأمم بالثراء والدعة وتُكافأ على شرها؟ فيقول له الملاك أوريئيل بأن فهمه قاصر عن استيعاب ما يجري في العالم، لأن أسبابه كامنة وراء ما يبدو للعيان من ظواهر، وطرق الله خفية على البشر. ثم يكشف له عن مجيء ساعة قريبة يحصد فيها من زرع بذرة الشر محصوله، ويحصد من زرع بذرة الخير محصوله. وهذه الساعة تحل في موعد محسوب لا يتقدم ولا يتأخر. فكما أن رحم المرأة لا يستطيع الاحتفاظ بالجنين إذا أتاها المخاض، كذلك هي الأرض التي أُتخمت بالموتى منذ بدء الخليقة ولكنها لا تلفظهم قبل حلول مخاضها في اليوم الأخير.


ولتلك الساعة علاماتها. ففي ذلك اليوم يتملك الناس ذعر عظيم، وتغيب سبُل الحق ويُفقد الإيمان. الشمس تشرق في الليل والقمر يطلع في النهار. النجوم تغيّر مجراها وتتساقط على الأرض. الدم ينبثق من الأشجار، والصخر يتكلم ويُسمع صوته. تتشقق الأرض عبر المفازات الواسعة، وتندلع نيران لاهبة لا تنطفئ. تترك الطيور أعشاشها، والكواسر تهجر مقراتها، والبحر يلفظ أحياءه. تحمل النساء مسوخاً، وابن السنة يتكلم، والحوامل تضع في ثلاثة أو أربعة أشهر. تجف الحقول وتفرغ الإهراءات، ويختلط ماء الأرض الحلو بمائها المالح. يقوم الأصدقاء والإخوة ضد بعضهم ويتقاتلون بضراوة. يُفقد الرشد والتفكير السليم، وتنسحب الحكمة إلى مخبئها فلا يجدها أحد. عمل الناس لا يعطي ثماره وكدهم يذهب هباءً.


بعد ذلك ينقل الرب لعزرا عن طريق الملاك خبر مملكة المسيح القادمة على الأرض:

20- القيامة والتصورات الآخروية ج2


بعد ذلك ينقل الرب لعزرا عن طريق الملاك خبر مملكة المسيح القادمة على الأرض:


"هو ذا يوم يأتي بعد ظهور الإشارات التي أخبرتك بها، فتظهر المدينة التي لا أثر لها الآن، ويُكشف عن الأرض غير المنظورة الآن. عندها سيرى كل من نجا من تلك الكوارث التي أخبرتك بها عجائبي. عندها سوف يظهر المسيح ابني والذين معه، وينعم الذين نجوا مدة أربعمئة سنة. ثم يموت المسيح وكل ذي نسمة معه، ويعود العالم إلى الصمت الذي كان عليه قبل البدايات لمدة سبعة أيام. بعد ذلك يستيقظ العالم النائم ويتلاشى منه ما هو قابل للفساد... سوف تلفظ الأرض الأجساد النائمة في باطنها، وتُخرج ردهات المطهر ما عُهد إليها من أرواح، ويظهر العلي مستوياً على عرش الدينونة. عندها تزول الرحمة ويغيب الصبر ويبقى الحساب. عندها ينزرع الحق وينمو البر، يصحو الخير ولا ينام الصلاح، ويُعرض الثواب والعقاب. عندها تبرز هاوية العذاب ويبرز في مقابلها مقام النعيم. يُكشف عن أتون الجحيم ويظهر في مقابله الفردوس المقيم. عندها يقول العلي للأمم التي بعثت من الموت: انظروا إلى الذين أنكرتم وصاياه، ثم انظروا إلى هذه الجهة وإلى تلك. هنا السكينة والنعيم وهناك العذاب والجحيم. هذا ما يقوله العلي في يوم الدينونة، يوم لا شمس فيه ولا قمر ولا نجوم، لا سحاب ولا رعد ولا برق ولا ريح ولا هواء ولا ماء، لا صباح ولا مساء، لا صيف ولا ربيع، لا حرّ ولا صقيع، لا وابل ولا ندى، لا ظُهر ولا مغرب، لا فجر ولا إشراقة نور. وحده مجد العلي يتلألأ"([1]).


عقب ذلك يقول عزرا للملاك: إن الفئة الناجية هم قلة، والهالكون هم الكثر، لأن الشر المزروع في النفس الإنسانية قد حرف جُلَّ البشر عن طرق الله. فيجيبه الملاك: إن الحصى في الأرض أكثر من الرصاص، والرصاص أكثر من الحديد، والحديد أكثر من النحاس، والنحاس أكثر من الفضة، والفضة أكثر من الذهب، لأن الثمين في الأرض هو القليل والنادر. وهذا هو شأن طبقات البشر. لقد خُلق العالم من أجل الكثيرين، ولكن القلة هي المعدة للخلاص ولوراثة العالم القادم.


ولدينا في سفر أخنوخ الأول وصف مسهب لمجريات اليوم الأخير. وقد عثر على مقاطع من هذا السفر ضمن مخطوطات البحر الميت، الأمر الذي يدل على أن زمن تأليفه لا يتعدى أواخر القرن الأول قبل الميلاد. وعلى الرغم من العثور على مقاطع متفرقة منه باللغتين اليونانية واللاتينية، إلا أن النص الكامل متوفر فقط باللغة الأثيوبية. والنص طويل ومليء بالتفاصيل، ولذلك سوف نكتفي فيما يلي بإيراد بعض الملخصات التي تحتوي على أفكار ذات صلة بموضوعنا.


ففي ذلك اليوم ستعيد الأرض أمانتها وتعيد الهاوية ما أخذته إليها. وفي ذلك الوقت لن يستطيع أحد إنقاذ نفسه مقابل ذهب أو فضة من أهوال الساعة ومن مجلس القضاء. سيتجابه الآباء والأبناء والإخوة ويقتلون بعضهم من الفجر إلى المغيب، ولن يتردد الأب في أن يمد يده على ابنه ليقتله. الأمهات يلقين أطفالهن عن صدورهن، والمرضعات يتركن رضائعهن، والحوامل يجهضن. وبعد انتهاء أهوال الساعة سيبعث الأموات من قبورهم، والذين هلكوا في الصحراء، والذين غرقوا في الأنهار، والذين ابتلعتهم أسماك البحر، سيعودون ويقفون للحساب أمام رب الأرواح الذي يجلس على عرشه وكتب الأحياء مفتوحة أمامه، ومجلس ملائكته منعقد لكي يشهدوا إحقاق الحق وإقامة العدل. في تلك الكتب دونت أعمال البشر كلها منذ الجيل الأول وحتى الجيل الأخير. عند ذلك توزن أعمال البشر بالميزان، والمخطئون يساقون من قبل الملائكة ويلقون في هوة عميقة تتأجج فيها النيران، ومهما وفد إليها من الناس لا تمتلئ، وفيها أدوات التعذيب وسلاسل حديدية يُغل بها أتباع عزازيل. عندها سيتوسلون من أجل بعض الراحة، ويلتمسون من ملائكة العذاب أن يعيدوهم إلى الحياة فيؤمنوا ويمجدوا ويسبحوا الرب، فيقول لهم رب الأرواح بأن مصيرهم قد تقرر والأمر والقضاء بحقهم قد صدر. أما الأبرار والمختارون فسيُنقذون في ذلك اليوم ولن يروا بعد ذلك وجه الخطأة والأشرار، وتحت عناية رب الأرواح سوف يأكلون وينامون ويقومون إلى الأبد، يرتدون عباءات المجد وثياباً لا تبلى، وجوههم تشع نوراً، وشفاههم تمجد رب الأرواح([2]).


وفي نص الهاجاداه لدينا وصف للجنة والجحيم يرد في سياق أعمال الخلق التي قام بها الرب في مطلع الزمن، عندما خلق سبع سماوات طباقاً تتدرج من السماء الأولى التي تستند حوافها الخارجية إلى الأرض عند الجهات الأربعة، وصولاً إلى السماء السابعة التي تتصل بيدي الخالق. وخلق سبع أرضين أيضاً يفصل بين كل أرض وأخرى سبع طبقات فرعية. وقد جعل الجحيم في الجهة الشمالية من الأرض، وقسّمه إلى سبع درجات لكل درجة حصتها من الخطأة على قدر ذنوبهم، وقسّم الدرجة إلى سبعة أجنحة والجناح إلى سبعة آلاف كهف والكهف إلى سبعة آلاف حجرة. وهنالك أنهار من حمم تجري في كل مكان وأنهار من إسفلتٍ وقطران تغلي وتضطرم. وهنالك خمسة أنواع من النيران وقودها قطع من الفحم كل قطعة بحجم جبل. وهنالك ملائكة العذاب موزعون في كل مكان. وجعل الفردوس في الجهة الشرقية من الأرض، وقسّمه إلى سبع درجات لكل درجة حصتها من الصالحين على قدر صلاحهم. وجعل للفردوس بوابتين عليهما ألوف من ملائكة الرحمة. فإذا وصل واحد من أهل النعيم إلى البوابة، استقبلوه ونضوا عنه حِلّة القبر وألبسوه عباءة من سحاب المجد، ووضعوا على رأسه إكليلاً من لآلئ وأحجار كريمة وفي يده سبعة أغصان تفوح بأطيب روائح الجنة، ثم اقتادوه إلى مكان ربيع دائم فيه أشجار من كل نوع وأنهار جارية من لبن وخمر وعسل، وشجرة الحياة التي تثمر سبعة عشر نوعاً لكل نوع مذاق ورائحة. ولكل واحد من أهل الفردوس ظُلّة يجلس تحتها وأمامه منضدة مصنوعة من أحجار كريمة يقوم على خدمتها ستون ملاكاً يقولون له: كل من هذا العسل واشرب من هذه الخمرة لأنك جاهدت في دراسة التوراة. وليس في الفردوس نور يأتيه من خارجه، بل إن نوره مستمد من ضياء وجوه الصالحين الذين تبدلت هيئاتهم فصار أقبحهم يضاهي يوسف في الحسن والجمال([3]).


الإسكاتالوجيا القرآنية:


تعالج الإسكاتالوجيا القرآنية أربعة موضوعات رئيسة سوف نعرضها فيما يلي، وهي: الساعة، والبعث، والحساب، الثواب والعقاب.


الساعة:


«....وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ» (42 الشورى: 17)


«إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً# وَنَرَاهُ قَرِيباً#» (70 المعارج: 6-7)


«بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ» (21 الأنبياء: 40)


«يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ....» (21 الأنبياء: 104)


«مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ# فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ#» (36 يس: 49-50)


«فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ# وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً# فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ# وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ# وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا....#» (69 الحاقة: 13-17)


«وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً» (25 الفرقان: 25)


«....وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ....» (39 الزُمر: 67)


«يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً» (73 المزمل: 14)


«إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجّاً# وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً# فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً#» (56 الواقعة: 4-6)


«إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا# وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا#» (99 الزلزلة: 1-2)


«إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ# ....# وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ# وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ#» (84 الانشقاق: 1-4)


«يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً# وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً#» (53 الطور: 9-10)


«يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ# وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ#» (70 المعارج: 8-9)


«فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ# وَخَسَفَ الْقَمَرُ# وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ# يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ#» (75 القيامة: 7-10)


«وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ# وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ# وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ# لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ# لِيَوْمِ الْفَصْلِ# وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ#» (77 المرسلات: 9-14)


«إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ# وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ# وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ# وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ# وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ# وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ# وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ# ....# ....# وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ# وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ# وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ# وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ# عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ#» (81 التكوير 1-14)


«يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ» (22 الحج: 2)


«وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً#‏ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ# وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ# وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ# وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ#» (70 المعارج: 10-14)


«لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ....» (60 الممتحنة: 3)


«يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ# إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ#» (26 الشعراء: 88-89)


«يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ# وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ# وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ# لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ#» (80 عبس: 34-37)


«وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً# الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً#» (25 الفرقان: 25-26)


«كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً# وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً#» (89 الفجر: 21-22)


«....قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ....» (6 الأنعام: 73)


«يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ» (40 غافر: 16)


«....وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ» (69 الحاقة: 17)


«الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ....» (40 غافر: 7)


البعث والقيامة العامة:


«ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ# ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ#» (23 المؤمنون: 15-16)


«وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» (16 النحل: 38)


«زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ....» (64 التغاين: 7)


«وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ# قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ#» (36 يس: 78-79)


«وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ» (79 الزمر: 68)


«وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ# قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ#» (36 يس: 51-52)


«يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ# خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ#‏» (70 المعارج: 43-44)


20- القيامة والتصورات الآخروية ج3


الحساب ومجلس القضاء:


«يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً# ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ....#» (78 النبأ: 38-39)


«....وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً# وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً# وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً#» (18 الكهف: 47-49)


«وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ# كِرَاماً كَاتِبِينَ# يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ#» (82 الانفطار: 10-12)


«يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ# فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ# وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ#‏» (99 الزلزلة: 6-8)


«وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً....» (21 الأنبياء: 47)


«وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ# وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم....#» (7 الأعراف: 8-9)


«فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ# فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ# وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ# فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ# وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ# نَارٌ حَامِيَةٌ#» (101 القارعة: 6-11)


«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً# اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً#» (17 الإسراء: 13-14)


«وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً# وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً#» (78 النبأ: 28-29)


«فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ....# ....# فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ# ....# ....# ....# وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ#» (69 الحاقة: 19-25)


«وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ» (39 الزمر: 69)


«وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (39 الزمر: 75)


الثواب والعقاب:


«وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ# وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ#» (26 الشعراء: 90-91)


«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» (66 التحريم: 6)


«وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ# لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ#» (15 الحجر: 43-44)


«وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا....» (39 الزمر: 71)


«يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ» (50 ق: 30)


«سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى# وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى# الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى# ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى#» (87 الأعلى: 10-13)


«....وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ» (14 إبراهيم: 17)


«....لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا....» (35 فاطر: 36)


«....فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ# يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ# وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ# كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا....#» (22 الحج: 19-22)


«إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً» (76 الإنسان: 4)


«إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ# فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ#» (40 غافر: 71-72)


«خُذُوهُ فَغُلُّوهُ# ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ# ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ#» (69 الحاقة: 30-32)


«خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً» (33 الأحزاب: 65)


«وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ.... فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ» (35 فاطر: 37)


«وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ# ....# فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ....#» (32 السجدة: 12-14)


«وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ# وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً....# ....# وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ#» (39 الزمر: 70-73)


«سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ....» (57 الحديد: 21)


«....يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً» (18 الكهف: 31)


«عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ# يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ# بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ# لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ# وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ# كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ#» (37 الصافات: 44-49)


«وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ# ....# وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ#» (52 الطور: 22-24)


«....فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ....» (47 محمد: 15)


المقارنة:


في التوراة بشقيها


في القرآن


















































































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

دراسات في علم الأديان المقارن: تاريخ المصحف الشريف

22-أيار-2021

هل كان موسى مصرياً

08-أيار-2021

هل كان موسى مصرياً

01-أيار-2021

الديانة الزرادشتية وميلاد الشيطان

24-نيسان-2021

في رمزية حجر الكعبة الأسود

13-شباط-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow