صاهِلٌ بينَ أبيضَيْنِ يانِعَيْن
راجفٌ بين ثَدْيَيْنِ
يَرْكُنُ رأسُهُ إلى الكَتِفِ
يميلُ إلى العُنقِ أكثرَ
يهجعُ لِأناملَ و قوسٍ من حريرٍ
يُحَمْحِمُ
يتَمَلْمَلُ
يلقي حِمْلَهُ فوقَ حُضْنٍ وثيرٍ
تَشُدُّهُ إلى صَدرِها
تُحْكِمُ فَخْذَيْها على خاصرتيْهِ
أُنثى بنكهةِ اللَّيمونِ
تُرَوِّضُ خَشَبَ الأبْنوسِ
"تْشيلُّو"


نارنج

كانت مَلاذي ذاتَ تَشَرُّدٍ
ألِفَتْني ...
لكنْ بعدَ لأيٍ طويلٍ
ربما تردَّدَتْ كي لا تُراكِمَ فُضولِيّاً آخراً في المقعدِ الحجرِيِّ العتيقِ جوارَها
ربما أرادتْ أن تَخْتَبِرَ صبري
لكنَّها نهايةَ الأمرِ ألِفَتْني
كان لها أن تزهوَ بحضورِها الأصيلِ في حديقةِ ضريحِ "صلاح الدين"
و بسخاءِ فيئِها جوارَ قبرِ "الشَّهْبَنْدَر "
و كان لمن يكسبُ ثقتَها أنْ يمتلئَ بما كانت تَزُهو به
قلقةٌ كورقِ الخريفِ
خائفةٌ كفراشةٍ
مترددةٌ كالغيمِ في أيلول
خجولةٌ كياسمينْ
لم أكنْ أطيلُ المكوثَ قربَها
كنْتُ أرصدُ اللَّحظةَ التي تسبقُ تململَها
ألْقي عليها تحيةَ الوداعِ
و أمضي
نارنجةٌ بأَصْغَرَيْنِ "من سُلالةٍ من طينْ"
خُرافةٌ ...
لكنَّها يَقينْ

ساقان

ساقايَ الخَشِنتانِ
أدماهُما الشَّوكُ
كسَتْهُما الدَّماملُ
تَقَوَّسَتا كفايةَ فقرٍ مُزْمِنٍ
تباعدَتا خِشْيَةَ "قانونِ الطَّوارئِ"
انْكَمَشَتا ذاتَ تقنينٍ أخرسَ المدافئَ
اسْتَسْلَمتا لـ "تلازمِ النضالين القومي و الاشتراكي"
ساقايَ المُهَدَّدَتانِ بالإبادةِ
الشِّاحبتانِ كالرغيفِ على الرَّصيفِ
اللاهثتانِ نحو وَحلٍ بديلٍ
مثلَ كلبٍ يطاردُ عظمةً يابسة
غُصْنانِ في صَفْصافَةٍ مَهْجورةٍ بلا غَدٍ أكيدْ
مَنْسِيَّتانِ مثلَ جِذْعِ سِنْدِيانةٍ وحيدْ

منبوذتانِ كآفَةٍ
مقْهورَتانِ كاليتيمِ ذاتَ عيدْ

نزار غالب فليحان